نقاشات ثرية في "مؤتمر عمان للأمن الإلكتروني" بمشاركة مختصين وأكاديميين

خبراء: تأثيرات "هائلة" لجائحة كورونا على أمن المعلومات.. وفرص عمل واعدة لشبابنا في القطاع

◄ البلوشية: الفيروسات الإلكترونية أشد ضررًا من الفيروسات البيولوجية

الرؤية - نجلاء عبدالعال

تصوير/ راشد الكندي

اشتملتْ أعمال "مؤتمر عمان للأمن الإلكتروني" في نسخته الأولى (افتراضيا) على محورين رئيسيين، الأول بعنوان "تأثير كوفيد 19 على الأمن الإلكتروني في القطاع المصرفي"، وشارك فيه نخبة من المختصين والخبراء، بينما حمل المحور الثاني عنوان "تطوير مهارات القوى العاملة العمانية في الأمن الإلكتروني".

وفي المحور الأول، قدم فراس بن ألطاف حسين اللواتي رئيس لجنة التكنولوجيا المالية بالبنك المركزي العماني، ورقة عمل بعنوان "تحديات الأمن الإلكتروني في القطاعات الاقتصادية".  وتلى ذلك جلسة نقاشية شارك فيها أحمد عبدالقادر البلوشي نائب الرئيس ورئيس أمن المعلومات في بنك صحار الدولي، ومحمد اللواتي رئيس وحدة أمن المعلومات في بنك مسقط، ونهلة البلوشية رئيس أمن المعلومات في البنك المركزي العماني، فيما أدار الجلسة ميثم اللواتي نائب الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا والمعلومات لدى "عمان داتا بارك".

وبدأ مدير الجلسة بالتأكيد على تأثيرات كورونا القوية على العالم، خاصة في المجال الأمن الإلكتروني، لافتا إلى التقرير الذي أصدرته الاستخبارات الأمريكية قبل يومين، والذي أظهر أنه ولأول مرة يتخطى عدد الهجمات الإلكترونية على الأفراد -في شكل رسائل التحايل وغيرها- الهجمات على الشركات، حتى إنَّ المتخصصين أنفسهم أصبح لديهم هاجس من فتح الرسائل الإلكترونية الشخصية خوفا من أن تحوي فيروسات.

وحول تأثير كورونا على الأمن الإلكتروني، أكدت نهلة البلوشية أن القطاع المالي من أكثر المتأثرين من ناحية ضرورة تأمين الأمن الإلكتروني خلال الجائحة، موضحة أنَّ توسع التجارة الإلكترونية والعمل عن بُعد من المنزل...وغيرها من التبعات التي واكبت الجائحة، شكلت ضغطا قويا على التأمين الإلكتروني للتواصل والدفع عبر الإنترنت. وكشفت أن أكثر من 2.5 مليون شخص تعرضوا لسرقة بياناتهم خلال استخدام منصات الاجتماعات الافتراضية في فترة الجائحة حول العالم؛ لذلك فإنَّ من التحديات أيضا في العمل إيجاد منصة اجتماعات وبرامج توفير العمل عن بُعد بطريقة آمنة. وتابعت: "أحيانا تتقاطع طرق الحماية من الفيروسات والتحايل مع راحة المستخدمين كوقف تطبيق ما أو خدمة إلكترونية معينة، لكن لا بُد من تفهم كامل من قبل المستخدمين أن ذلك في نهاية المطاف لصالحهم؛ لأن انتشار الفيروس الإلكتروني أسرع وأخطر من الفيروسات البيولوجية".

أما محمد اللواتي، فقد نوَّه إلى أهمية التعامل، على أن ما استحدثته الجائحة من آلية عمل وتعليم وتجارة وشراء وغيرها، قد يستمر طويلا إن لم يستمر إلى الأبد، خاصة وأنَّ التجربة أثبتت أن الأساليب المستحدثة قد تكون أفضل؛ لذلك لابد من التفكير في كيفية توفير ما يلزم لذلك من كافة النواحي؛ بدءا من عدد الحواسيب والأجهزة اللازمة، وقوة الشبكات وسرعتها جنبا إلى جنب مع تأمين التواصل الأمن الإلكتروني الضخم والبرامج وغيرها.

فيما لفت أحمد البلوشي إلى أهمية الوعي بالأمن الإلكتروني الفردي لدى المتعاملين الأفراد، خاصة مع الطبيعة الجديدة التي فرضتها كورونا؛ حيث أصبح أمن الفرد الإلكتروني يمكن أن يؤثر على مجموعة أوسع طالما أنهم مرتبطون ببرامج واحدة، مؤكدا أن الأمن الإلكتروني للرسائل الإلكترونية للفرد وحاسبه الذي يعمل عليه من المنزل، يمكن أن تؤثر على حواسيب العمل أو الجهة التي يتواصل معها؛ لذلك فإن من المهم رفع الوعي بأشكال التحايل ومواكبة طرق التحايل التي لا يتوقف المخترقون عن التجديد فيها، كذلك من المهم عند تقديم الخدمات عن طريق الإنترنت أن تكون على أعلى درجات الأمان.

 

بناء القدرات الوطنية

فيما تضمَّن المحور الثاني ورقتا عمل؛ الأولى بعنوان "بناء القدرات الوطنية" وقدمها الدكتور أحمد الكلباني عميد أكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم، وقدم ورقة العمل الثانية أحمد القاروط مدير الحلول الرقمية والبنية التحتية بشركة (جي.بي.إم) بعنوان "تحويل الإستراتيجيات الأمنية لمواكبة التطور الرقمي في الاقتصاد". أعقبها جلسة نقاشية بعنوان "تطوير مهارات القوى العاملة العمانية في الأمن الإلكتروني"، وشارك فيها: المهندس طلال السيابي إخصائي أمن المعلومات في شركة تنمية نفط عمان، وعلي الخابوري مدير أول إدارة حوكمة ومخاطر المعلومات في "نماء للخدمات المشتركة"، والمهندس عبدالحكيم العلوي رئيس أمن المعلومات وإدارة المخاطر بالعمانية للغاز الطبيعي المسال، ومحمد العجمي المدير التنفيذي لمركز الدفاع الأمن الإلكتروني في عمانتل فيما أدار الجلسة الدكتور عبدالله البلوشي مدير الأمن السيبراني والخدمات الإستشارية بشركة أرنست & يونج .

وناقشَ هذا المحور ملف الموارد البشرية؛ باعتبارها أبرز عوامل نجاح العمل في أي قطاع، بما فيها الأمن الإلكتروني، كما أكدت عليه رؤية "عُمان 2040". واستعرض المشاركون خبراتهم والتحديات التي واجهوها في المجال الذي يعد من المجالات الأحدث عالميا وعلى مستوى السلطنة. وأشاروا إلى وجود نقص على مستوى العالم في الموارد البشرية المتخصصة في أمن المعلومات، خاصة في ظل التوسع الضخم في الشبكات ومستخدمي الإنترنت والبرامج والتطور الذي لا يتوقف في المقابل من جهة التهديدات لأمن البرامج والمعلومات.

وأوضح المشاركون أنَّ التحدي الأكبر في السلطنة ليس في عدد الخريجين المتخصصين أو من بإمكانهم ملء الشواغر في مجال أمن المعلومات، بقدر ما يتعلق بالتدريب والخبرة، مشددين على أهمية تفصيل الاحتياجات البشرية والتخصصات الدقيقة ضمن وظائف "أمن المعلومات"؛ حيث إنَّ هناك محللين وصانعي محتوى ومراقبي أمن الشبكات وغيرها الكثير من التخصصات. وقالوا إن قطاع أمن المعلومات قادر على استيعاب الآلاف من العاملين، لكن لضمان الحصول على العدد الكافي من العمانيين لشغل هذه الوظيفة تنفيذا لرؤية "عمان 2040"، فإنه يتعيَّن البدء بغرس الشغف بالإلكترونيات لدى الأطفال وتشجيع التحاقهم بالتعليم، والعمل في هذا المجال في مراحل عمرية أكبر.

يشار إلى أنَّ المؤتمر انعقد برعاية شركة تنمية نفط عمان، والعمانية للغاز الطبيعي المسال، وشركة "تك داليفر"، وبدعم كلٍّ من: المركز الوطني للسلامة المعلوماتية، وأكاديمية الأمن الإلكتروني المتقدم.

تعليق عبر الفيس بوك