خبير إعلامي: التحول الرقمي يفرض العديد من المتغيرات على القطاع.. ومواكبة المستجدا ضرورة قصوى

الرؤية- جواهر الشبلية- حليمة المعنية

أكد الدكتور عبدالوهاب بوخنوفة عضو اللجنة العلمية للمؤتمر العلمي الدولي الثالث بجامعة السلطان قابوس أن انعقاد المؤتمر يتزامن مع  التغييرات الكبيرة التي تحدث في بيئة العمل الإعلامي وفي الصناعة الإعلامية بشكل عام ما يصاحبها من تأثيرات، لذا لا بُد من مناقشتها بصورة علمية لمواكبة هذه التغيرات.

وينعقد المؤتمر مساء اليوم الثلاثاء بعنوان  "الاتصال الجماهيري في البيئة الرقمية.. بين ضرورات التربية الإعلامية ومبررات التعليم الإعلامي"، ويستمبر افترضايا لمدة 3 أيام.

وذكر بوخنوفة أن عدد المشاركات بلغت حوالي 73 بحثًا من 20 دولة مختلفة؛ منها: الولايات المتحدة وكندا وألمانيا وأستراليا وعدد من الدول العربية، وتغطي هذه البحوث مختلف المحاور في مجال التربية الإعلامية والتكوين الإعلامي، من مختلف جامعات العالم، لافتا إلى أن الباحثين المشاركين يناقشون المسائل النظرية والفلسفية المرتبطة بالتكوين الإعلامي والتربية الإعلامية، كما سيقدمون أوراقا بحثية تتعلق بتجارب دول مختلفة في مجال التربية الإعلامية والتكوين الإعلامي.  وأوضح عضو اللجنة العلمية للمؤتمر أن الأبحاث المشاركة متنوعة والباحثين ينتمون إلى مدارس فكرية متنوعة.

وقال إن الجزائر هي الدولة المشاركة بالنصيب الأكبر من البحوث في المؤتمر عن غيرها،  حيث يقدم 19 باحثًا من مختلف الجامعات الجزائرية  أوراقا وبحوث علمية  في هذا المؤتمر، بحسب ما أشارت إليه الإحصائيات التي قدمها الدكتور محمد ساطور عضو اللجنة العلمية للمؤتمر.

وعن الأهداف التي يرمي المؤتمر لتحقيقها، أوضح بوخنوفة أن الهدف من المؤتمر يتمثل في التفكير بعمق في التغيرات الحاصلة في مجال البيئة الإعلامية الرقمية والتغيرات السريعة التي تعرضت لها بيئة العمل الإعلامي بشكل عام بسبب التطورات التقنية والتكنولوجية السريعة. وقال إن قضايا صناعة الإعلام وتكوين الإعلاميين والصحفيين لبيئة العمل المستقبلية أصبحت الأكثر إلحاحًا لدراستها ومناقشتها، مضيفا أن بيئة العمل الإعلامي تعد الأكثر تغيرًا، وأنه ليس هناك بيئة عرفت التغيرات المستمرة مثل بيئة العمل الإعلامي. ومضى قائلا: إن قطاع الاتصال يعد أكثر المجالات تطورًا خلال العقود الخمسة الماضية؛ حيث لم يعرف أي قطاع آخر من القطاعات والمجالات الحياتية الأخرى تغيرًا مثل ما شهده قطاع الإتصال الجماهيري بشكل عام.

وتطرق بوخنوفة إلى مسألة طريقة تدريس الإعلام وتكوين الإعلاميين وتأهليهم وتدريبهم التي أصبحت اليوم مسألة ملحة جدًا للاهتمام بها، حتى لا تتعمق الفجوة بين غرف الأخبار والعمل الإعلامي المهني من جهة، وبين الفصول الدراسية في مجال تكوين الإعلاميين وتكوين الصحفيين من جهة ثانية.

وأكّد أن قطاع الإعلام يواجه إشكالية أخرى تتمثل في التربية الإعلامية المتعلقة بكيفية استخدام الجمهور لوسائل الإعلام التقليدية أو الجديدة، فضلا عن الإشكالات المرتبطة بسوء استخدام هذه الوسائل، أو الوقوع تحت ما يسمى  بـ"التضليل الإعلامي"، مؤكدا الحاجة إلى تربية الفرد على هذه الوسائل حتى يستطيع أن يميز بين الصالح والطالح، وبين الحقيقة وما هو زائف.

وسلط بوخنوفة الضوء على ما تمر به بيئة العمل الإعلامي من تغيرات مستمرة وسريعة جداً، منها ما يتصل بالذكاء الاصطناعي، وصحافة الروبوت، وصحافة البيانات وصحافة المواطن، وصحافة الموبايل، مشيرا إلى أن كل هذه التغيرات تتطلب إعادة النظر في الكثير من برامج  ومناهج تدريس الإعلام في الكليات والجامعات.

تعليق عبر الفيس بوك