دردشة على جدار الزمن
"مُولى" الـ"بي إم" الذهبية
حمود بن علي الطوقي
سيارة بي إم دبليو الذهبية هذه واحدة من أشهر السيارات التي امتلكها الشباب العُماني الذي درس في المغرب، وانتقلت على مدار عشر سنوات ملكيتها من مالك للآخر، حتى وصلت ملكيتها لي في العام 1990.
هذه القطعة الحديدية لي معها ذكريات جميلة؛ فقد كانت رفيق دراستي طوال أربع سنوات، وكانت مصدر ووسيلة نقل ليس لي فقط، بل لمعظم زملائي لمن يرغب منهم في قضاء الحاجة والتنقل بها.
سيارة الـ"بي.إم.دبليو" الذهبية كانت سيارة مشهورة وكانت عندما تشق طريقها في شوارع وأزقة حي اآكدال يعرفها القاصي والداني، كانت مُميَّزة في طلتها زاهية في شكلها؛ حيث تتميَّز هذه السيارة بشكلها الخارجي الجميل والجذاب؛ وذلك بسبب مقاعدها الرياضية وأجزائها الداخلية الأنيقة المغطاة بالجلد.
وكانتْ عندما تتجوَّل في شوارع الرباط ترمقها العيون، وكان يشار إلى السائق الذي يقود هذه السيارة الفارهة بأنه من أبناء الطبقة البرجوازية.
كانتْ الحكومة المغربية تستثني الطلاب العمانيين من جلب السيارات من الخارج، وفعلا استفاد من هذا الاستثناء عدد كبير من الطلاب، واشتروا سيارات من أوروبا، وظلت بأرقام مستوردة، وكانت إدارة الجامعة تمنح الطالب رسالة بأنه طالب عماني ويملك سيارة، وكان يستخرج الورقة الزرقاء من جهات الاختصاص لكي يتمكن من تأمين السيارة، وكانت هذه الميزة تعطىى للطالب العماني عن غيره من الطلاب الأجانب، وله الأحقية في امتلاك السيارة دون الحاجة لتحويلها ودفع مبالغ كبيرة للجمارك، وظلت سيارات الطلاب العمانيين تحمل أرقاما مستوردة، وتتجدد سنويا بدفع رسوم بسيطة أثناء استخراج ملكية السيارة، وبوجود ملكية السيارة يحق لك كمالك للسيارة قيادتها والتنقل بها دون خوف.
من الذكريات الجميلة التي لا يُمكن نسيانها، وكانت بطلة هذه الذكريات سيارة الـ"بي.إم.دبليو" الذهبية: قيامنا برحلة إلى مدينة الناظور؛ حيث سافرنا لهذه المدينة في رحلة سياحية لاكتشاف معالمها السياحية، وأيضا لشراء بعض قطع الغيار للسيارة، واستبدالها بقطع جديدة، وكانت مدينة الناظور تتوافر فيها قطع غيار السيارات المستعملة.. رحلة الناظور كانت من أجمل الرحلات، وكنا مجموعة من الأصدقاء، سافرنا ليلا بسيارة هوندا خضراء كان يملكها الأخ صالح بن إسماعيل البلوشي، ولهذه السيارة قصة وحكايات شبيهة بقصة سيارة الـ"بي.إم.دبيلو".
انطلقنا من الرباط قاصدين الناطور، والفكرة من الرحلة شراء قطعة غيار لسيارة الـ"بي.إم.دبيليو"، وتكللت الرحلة بالنجاح، وكانت واحدة من الرحلات الجميلة والمفيدة؛ حيث كان معنا في هذه الرحلة الأخوان: كمال وكريم، وهما من أصدقائنا المغاربة من سكان مدينة الناظور.
وكان معي في هذه الرحلة الأخوة: الدكتور فيصل بن عبدالله الفارسي، وعبدالله بن سليم الوهيبي، وصالح بن إسماعيل البلوشي، وصلنا إلى الناظور، ولكننا لم نحصل، رجعنا بخفي حنين، فلم نحصل على قطعة الغيار التي نبحث عنها. وفي وقت لاحق، سافرنا إلى جبل طارق للبحث عن هذه القطعة، وكان برفقتي في رحلة البحث عن هذه القطعة الأخوة أحمد بن محمد الجابري وصالح بن إسماعيل البلوشي، وفي جبل طارق وجدنا ضالتنا ورجعنا بالقطع الحديدية التي ستنعش سيارتنا من جديد وتعود لها الروح لتكمل مشوارها في خدمة الطلاب والسياح العمانيين على حد سواء.