مخططات الجبل الأخضر السكنية.. بلا طرق

 

منير بن بريك الريامي

ما إنْ يُمنح أحد مُواطني الجبل الأخضر قطعة أرض سكنية حتى يطير بها فرحاً، وكأنه قد نال الثُّريا بيديه، ثم ما يلبث أن يخطط ويعد العدة لبناء بيته الذي يحلم به، يريد فيه الاستقرار وراحة البال والعيش الهانئ الكريم، فيصطدم بما يصطدم به من عقبات وتحديات، فتهون كلها في عينيه من أجل الحلم الذي يسعى لتحقيقه.

ثمَّ إذا تحقق له ما أراد، وجد نفسه قد أسَّس بُنيانه على أرضٍ خالية من مُتطلبات الحياة الأساسية؛ فلا ماء، ولا كهرباء، ولا طريق ممهدة -فضلاً عن أنْ تكون مُعبَّدة- توصله إلى بيته بسلام، فيصبر محتسباً منتظراً وعود الجهات المسؤولة والمعنية.. لكن لا يوجد مبرر لأن يطول الانتظار كثيراً لشيءٍ يعد من أساسيات الحياة؛ فالمواطن لا يطلب أكثر من ذلك، ولسنا نُنكر جهود الحكومة الموقرة في سعيها الدائب للقيام بواجبها؛ فلا يطول كثيراً انتظار خدمتيْ الكهرباء والمياه بالنسبة للتأخر الكبير في رصف الطرق الداخلية للمخططات خصوصًا في الجبل الأخضر؛ فمنذ العام 2005 لم يتم رصف أي طريق داخلية في الجبل، رغم سرعة التوسع وزيادة العمران في المخططات السكنية.

هنا.. نتساءل: كيف يمكن أن تترك الحكومة الموقرة مواطنيها يعانون الأمرين مما تجره عليهم الطرقات غير المعبدة من تلف للصحة والمال؟ ألا يزور هؤلاء المسؤولون الأحياء والمخططات السكنية لغرض تفقد أحوالها؟ وكيف لا يكترثون لهم ولمطالبهم المتكررة؟ هل يقبل المسؤولون العيش في بيوت مغطاة بالأتربة ومحاطة بهواء مليء بالغبار؟ وهل يقبلون أن تكون مركباتهم متسخة دائماً ثم يتلقون مخالفات مرورية عليها، ناهيك عن أعطالها المتكررة بسبب سوء حالة الطرق؟ ألا يدركون خطورة تلوث الهواء بالغبار والأتربة على صحة الأفراد والبيئة؟

... إنَّ وضع المخططات السكنية في الجبل الأخضر التي لم تُرصف طُرقها لا يسرُّ عدواً ولا صديقا، ولا يليق هذا الوضع بدولة عصرية يشار إليها ولنهضتها المباركة بالبنان.. نحن نطالب بتوفير الاحتياجات الأساسية بما فيها تهيئة الطرق وكل سبل العيش الهانئ الكريم للمواطن العماني الكريم التي يستحقها، ليلتفت بعد ذلك إلى واجبه الحضاري المتمثل في بناء وطنه وأمته.

تعليق عبر الفيس بوك