سطوع نور بعض الجامعات العربية

د. محمد عامر العمري

تصنيف الجامعات عالميًّا يختلف بحسب الجهة التي تُصدِر التصنيف، ويعدُّ تصنيف جامعة شنجهاي (جياوتونغ) بالصين من أعلى التصنيفات العالمية في هذا المجال، ويطلق عليه (ARWU) وظهر أول تصنيف له 2003؛ حيث تقوم الجامعة بتصنيف الجامعات حسب معايير جودة التعليم وجودة هيئة التدريس ومخرجات البحث وحجم المؤسسة، كما يتم تقيم الجامعة  وكفاءة هيئة التدريس والمنتج البحثي ونوعية التعليم وأداء المؤسسة.

ثم يأتي بعده تصنيفات أخرى لهيئات أخرى، نذكر منها مجلة التايمز للتعليم العالي البريطانيةQS ؛ حيث لها دور في تصنيف الجامعات من خلال إصدارها تصنيفها للجامعات بالتعاون مع مؤسسة "كواكواريلي سيموندز"، ثم تصنيف "ويبوميتركس" الإسباني الذي يصدر عن المجلس العالي للبحث العلمي. وقد نجد فروقات بين تصنيف وأخر، والأرجح أنَّ تصنيف جامعة جياوتونج شنجهاي هو التصنيف الأبرز؛ حيث إنَّ الجامعة نفسها لها تجربة كبيرة في وضع معايير خاصة بالتعليم قبل هذا التصنيف، كما أنَّ المصداقية تغلب على تصنيف الجامعات؛ حيث إنَّ الجامعة نفسها في أول تصنيف احتلت تصنيف فوق 400 من خمسمائة جامعة تم تصنيفها. ومعظم مؤسسات التعليم العالي تنظر لهذا التصنيف على أنه الأبرز والمنتظر من قبل الجامعات لتعرف موقعها من التنافس العالمي على معايير الجودة في الخدمة التي تقدمها.

جامعاتنا العربية لم تكن قريبة من التواجد في القائمة الخاصة بتصنيف جامعة شنجهاي حتى دخلت جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية عام 2009 لتسجل دخول أول جامعة عربية في هذا التصنيف ذي المعايير عالية الجودة، وتحافظ على تواجدها في معظم الأعوام التي تلتها، وكذلك تسجل تطوُّرًا في تقدمها على جامعات غربية وعالمية كانت تسبقها في التصنيف، وقد سجلت الجامعات السعودية تواجدا قويا في تصنيف 2020 لأربع جامعات؛ هي: جامعة الملك عبدالعزيز في طليعة التصنيف، ثم جامعة الملك سعود، ثم جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وتواجدت جامعة القاهرة المصرية في هذا التصنيف عام 2020م ضمن أفضل خمسمائة جامعة، وهذا التواجد يثلج صدورنا كعرب بوجود جامعة القاهرة العريقة ضمن هذا التصنيف، وتواجد جامعات عربية أخرى في التصنيف من خمسمائة إلى ألف ضمن أفضل 1000 جامعة حسب تصنيف جامعة شنجهاي (ARWU)؛ فقد دخلت جامعة الجامعة الأمريكية ببيروت وجامعة عين شمس المصرية وجامعة خليفة بدولة الإمارات، كما دخلت جامعة السلطان قابوس ضمن قائمة أفضل 1000 جامعة في نفس التصنيف عام 2019.

ويعدُّ دخول الجامعة ضمن هذا التصنيف مَفخرة لنا، على أمل أنْ تتقدم الجامعة في التصنيف حتى تصل ضمن قائمة الخمسمائة الأولى، وننتظر بشوق أن ترتقي الجامعة إلى مصاف التصنيف العالمي بما ينعكس بالإيجاب على ما تقدمه من معايير مقننة تصب في مصلحة الخدمات التي تقدمها، كما صنفت جامعة قابوس في تصنيفQS  في المرتبة 275، وهذا التصنيف جيد للجامعة نتمنى لها التوفيق. ودخلت ضمن التصنيف خلال الفترة من 2017- 2020 تقريبا جامعات عربية ضمن ألف في التصنيف مثل جامعة قطر القطرية، وجامعات: المنصورة وبني سويف والزقازيق بجمهورية مصر العربية، وفي هذا المقام نقول إنَّ وجود الجامعات العربية ضمن هذا التصنيف يظهر مدى السعي الدؤوب من هذه الجامعات نحو تطوير معاييرها؛ من أجل أن تنافس ضمن الجامعات ذات المستوى العالي التي تقدم بيئة تعليمية ذات جودة عالية.

وفي هذا المقال، كُنت قد عزمت على الكتابة حول مؤشر رؤية "عمان 2040" فيما يخص الجامعات وعن طموح القائمين عليها وأين موقعها من التصنيف العالمي للجامعات خلال سنوات الرؤية؟ وما هو التصنيف المستهدف بالنسبة لهم؟ وعليه يمكن معرفة الطموح لهذه المؤسسات والقائمين عليها وهل الطموح مُرضٍ، ويحقق التنافس لهذه المؤسسات مع غيرها من الجامعات المجاورة والجامعات العالمية؟

تعليق عبر الفيس بوك