حمود بن علي الطوقي
لم أكن أتوقع الردود المُتباينة التي ألقت بظلالها على الحالة التي وصفتُها بـ"التباكي والاستعطاف" عبر تغريدة لي على حسابي على تويتر، رغم أنَّ التغريدة كانت واقعية فقد قلت نصاً: "لفت انتباهي خلال الفترة الأخيرة زيادة حالات التباكي والاستعطاف من قبل المواطنين وحتى بعض الوافدين بتسجيل رسائل استنجاد صوتية ومقاطع مصورة مُوجهة مباشرة لجلالة السُّلطان- أعزه الله... أجزم أنَّ هناك قنوات رسمية مُختصة يمكن من خلالها توصيل المطالب، فعُمان دولة المؤسسات ويجب وضع حد لهكذا تصرفات".
رغم أنَّ التغريدة كانت من باب التنبيه إلى ظاهرة بدأت تنتشر وأردتُ أن ألفت الانتباه لأهمية التصدي لمثل هذه الرسائل، لكن الردود التي وصلتني كانت جلها ضدي، وقد اعتبر المغردون- وعدد منهم من "المؤثرين"- أنَّ لجوء المواطنين لنشر رسائل الاستعطاف ومخاطبة صاحب الجلالة مُباشرة يعود إلى سبب رئيسي وهو أنَّ أبواب المسؤولين موصدة ومغلقة أمام المواطنين وأن شبكات التواصل الاجتماعي الطريقة المثلى للتعبير عن مُعاناتهم وتوصيل رسائلهم لتكون أمام مرأى الجميع. سوى المواطن أو المسؤول.
هذه الردود المتباينة التي وصلتني وبعضها كانت قاسية والقليل منها كانت تتوافق مع وجهة نظري إلا أنَّ جلها حمّلت المسؤول ما آل إليه حال المواطن المحتاج فهو أحق أن ينادي ويلبى نداءه لأنه يعيش في بلد خيراتها وفيرة.
رغم قساوة الردود من قبل البعض إلا أنني متمسك بوجهة نظري أن القنوات الرسمية هي الملاذ الآمن لكل مواطن ويجب على الجهات الحكومية كل حسب اختصاصاته فتح الأبواب للاستماع إلى مطالب المواطنين، كما يتطلب ذلك من المسؤول أن يضع الحلول العاجلة والفورية في حالة تعثر المواطن فهذا المواطن هو جزء لا يتجزأ من هذا الوطن الكريم فكما عليه واجبات يؤديها فله حقوق يجب أن يحصل عليها، فعلى المواطن المتضرر كما ذكرت في تغريدتي أن يطرق الأبواب الرسمية والقنوات الرسمية مثل وزارة التنمية الاجتماعية ومجلس الشورى وجهات حكومية معروفة بالنظر في متطلبات المواطنين.
فجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- يتابع باهتمام كبير مطالب المواطنين وقد أمر حكومته بأن تكون قريبة من المواطن وأمر بتشكيل لجان لمتابعة احتياجات المواطنين، ولا شك أنَّ هذا النهج بمثابة خارطة الطريق للمسؤولين للتعامل مع احتياجات المواطن.
فجلالة السلطان المفدى- نصره الله- أكد ذلك عندما قال: "إننا نقف اليوم بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين على أعتاب مرحلة مهمة من أجل التنمية والبناء في عُمان، بما يجسد الرؤية الواضحة والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهاراً ونماءً"، وهذه المقولة تؤكد على عزيمة وإصرار من سلطاننا الأبي بأن يمضي بعُمان ويقود شعبه الوفي إلى بر الأمان.
لهذا يجب علينا أن نقف مع جلالة السلطان في مسيرته المظفرة وعلينا كمواطنين أن نلتمس القنوات الرسمية في حالة وجود مطالب، كما أنَّ على المسؤولين عدم غلق أبوابهم أمام المواطنين فقد ارتضوا هذا المنصب من أجل خدمة الشعب وعليهم أن يكونوا أوفياء؛ فالمواطن العُماني يستحق أن يعيش وينعم باستقرار وهناء في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السُّلطان هيثم بن طارق- حفطه الله ورعاه- فمعاً من أجل عُمان المشرقة وكلنا يد واحدة نحو نهضة عُمان المتجددة.