"هاشتاجات" بدون تفاعل

سالم كشوب

sbkashooop@gmail.com

 

أحياناً تظهر بعض الهاشتاجات التي تضرب ترند لأيام عن بعض المواضيع التي تحظى باهتمام ومتابعة وتفاعل لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، والبعض من وسائل الإعلام التي تمارس بمهنية دور الإعلام الحقيقي تُحاول مناقشة تلك المواضيع بمنظور حيادي ومن خلال استضافة الجهات ذات العلاقة للتوضيح والرد إلا أن ما يُثير الاستغراب في بعض المواضيع التي تضرب ترند لفترات طويلة وبشكل متكرر هو غياب الجهات ذات العلاقة عن التفاعل والرد في الفترة المناسبة وبالتالي تصبح المعادلة صعبة بين المطالبة بعدم تصديق ما يتم تداوله وأخذ المعلومة من المصدر الرسمي طالما أنَّه غائب عن الساحة ولا يكون له حضور أو أقل حاجة رد عن تلك المواضيع التي تتعلق بالجهة المسؤولة والمعنية عن موضوع الترند .

ربما يبرر البعض ذلك بأنه ليس من المعقول والمنطقي أن أي موضوع يتم التطرق إليه في وسائل التواصل لابد من الرد وأخذه بعين الاهتمام والمتابعة والتركيز فقط على تنفيذ خطط وبرامج مختلف الجهات والتوجيه للعاملين على مواقع التواصل الخاصة بالجهة ذات العلاقة بعدم الرد والتفاعل وإنما رصد ما يتم الحديث عنه لقناعة معينة أنه فقط الموضوع مسألة وقت ويتم نسيان التطرق إليه، أو تكرار الحديث عنه وعدم إعطائه أكثر من اللازم من الرد والتفاعل والتوضيح، ولكن ما المانع من أخذ  تلك الجهات زمام المبادرة وإعطاء رسالة مفادها أن المجتمع هو شريك رئيسي وفعَّال لإنجاح خططها وبرامجها وأحد الطرق لتفعيل هذه الشراكة وتوثيق سمعة تلك الجهات هي حضورها وتفاعلها في وسائل التواصل ليس فقط للرد وإنما انتهاج خطة لتوضيح برامجها وخططها وقراراتها قبل التنفيذ وإشراك المجتمع والفئة التي تستهدفها من خلال تفعيل تلك الشراكة عبر وسيلة التواصل الاجتماعي التي أصبحت من الأدوات المؤثرة وتحظى بمتابعة وتفاعل شريحة كبيرة من المجتمع ولابد من إعطائها جزءًا من الاهتمام سواء بتأهيل وتدريب العاملين في إدارة مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بمختلف الجهات ولاسيما الخدمية أو نوعية الرد وطريقة التفاعل مع مختلف المواضيع مما يرسخ في الأذهان انطباع إيجابي عن صورة تلك الجهات لدى مستخدم وسائل التواصل وخلق صورة ذهنية إيجابية وقطع الطريق أمام الراغبين في تشويه سمعة تلك الجهات من خلال أحياناً إرسال رسائل ومعلومات غير صحيحة وبث الإشاعات، التي مع تكرار عدم رد الجهة المعنية عليها وفقط الاكتفاء بسماع طرف دون الآخر تتولد لدى الكثيرين قناعة وفكرة غير صحيحة عن بعض الجهات مبنية على طريقة تفاعلها مع مختلف المواضيع المتعلقة بها في وسائل التواصل الاجتماعي .

ربما غياب بعض وسائل الإعلام عن التطرق لمختلف المواضيع وأحياناً قرارات بعض الجهات يجعل بعض الجهات لا تهتم وبالتالي أهمية وجود قرار أو توجيه بتفاعل مختلف الجهات وحضورها سواء بشراكتها الحقيقية والإيجابية مع مختلف وسائل الإعلام أو تفاعلها وحضورها عبر مواقعها في وسائل التواصل الاجتماعي ويكون لهذا التفاعل والحضور جزءًا معيناً في عملية تقييم أداء تلك الجهات من قبل من يتولى متابعة أدائها، لأننا أصبحنا في مرحلة أخذت وسائل التواصل الاجتماعي حيزاً هاماً لابد من إعطائه الاهتمام والتفاعل وبالتالي أهمية تغيير نمط تعامل العديد من الجهات التي ربما ما يزال بعض مسؤوليها  يرون أن ردهم عن مختلف المواضيع المتعلقة بالجهات المسؤولين عنها فيه نوع من الاعتراف بالتقصير أو إعطاء الفرصة لبعض المتصيدين في الماء العكر لتشويه سمعة تلك الجهات أو الخوف من ردة الفعل على ربما بعض التصريحات التي أحياناً تفتقد للاحترافية وبالتالي من المفترض أن يتم أولاً التدريب والتأهيل الاحترافي للمتحدثين باسم تلك الجهات وإعطائهم المساحة الكافية للتفاعل وعدم تقييدهم وتوصيل رسالة إيجابية مفادها أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أداة فاعلة لأي جهة  للاستماع والتفاعل وأخذ الاقتراحات والملاحظات والشكاوي وخلق شراكة حقيقية مبنية على الثقة والحوار الهادف والمبادرة في التوضيح عن مختلف الخطط والبرامج والقرارات المراد تنفيذها، وتهم الفئة التي تستهدفها تلك الجهة وتبني سياسة الباب المفتوح المستمع لمختلف الآراء المتفاعل بإيجابية وليس انتهاج سياسة الباب المغلق بحجة عدم إعطاء بعض المواضيع أكبر من حجمها وربما ما يساعدهم في ذلك التوجه وجود مستشارين لبعض المسؤولين لا يزالون على نمط التفكير القديم وتناسوا أننا أصبحنا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي والبقاء لمن يتفاعل ويدرك دور وأهمية الإعلام الحديث، الذي أصبح غير محصور على الإعلام المسموع والمرئي وسحبت منه وسائل التواصل الاجتماعي البساط فأما مواكبة تلك التطورات التي تتغير بصورة متسارعة أو البقاء على العقلية القديمة التي أصبح لا يوجد لها مكان ويكون لها التأثير السلبي على الجهة وتحتاج لسنوات لبناء الثقة مع المجتمع .

أخيراً ما نتمناه من المغردين في وسائل التواصل الاجتماعي هو الطرح الراقي الذي ينحصر في موضوع النقاش ومحاولة تقديم المقترحات الإيجابية وليس التركيز على شخص المسؤول وتوجيه الاتهام له، إضافة إلى عدم الانجراف خلف بعض الحسابات التي لا تستهدف المناقشة الإيجابية وإنما إثارة البلبلة وتحقيق أهداف بعيدة عن موضوع الترند من خلال بث رسائل غير صحيحة ولايمكن أن يصدقها العقل والمنطق والرسائل الاستفزازية من خلال معرفات  جديدة أو أسماء لقبائل معينة أو معرفات وهمية تكون مركزة على مواضيع معينة لا تناقش أو تشارك إلا فيها فالهدف هو الحوار والنقاش لحل مشكلة ما أو تقديم مقترح أو ملاحظة معنية بجهة معينة بطريقة احترافية بانتظار تفاعل إيجابي حقيقي من الجهات المعنية والشراكة الإيجابية مع وسائل الإعلام  .