"يوتيوب" و"إنستجرام" و"واتسآب" بالمقدمة.. و"فيسبوك" الأقل انتشاراً

89 % من طلاب المدارس على "السوشيال ميديا".. والإناث تستهدف متابعة المشاهير

◄ الإناث تستخدم "السوشال ميديا" لمتابعة المشاهير ومشاركة اليوميات وإثبات الذات

◄ 75.6 % من الطلاب يملكون هاتفا محمولا خاصا بهم

◄ 14 % من مستخدمي "يوتيوب" أطفال تحت 13 سنة

◄ التحريض على العنف والكراهية والجريمة.. نتائج سلبية لاستخدام "وسائل التواصل"

◄ تحذيرات من آلام الرقبة والظهر والصداع نتيجة لزيادة استخدام الأجهزة المتصلة بالإنترنت

◄ الإناث تميل إلى دخول مواقع التواصل بأسماء مستعارة

 

الرؤية- أحمد الجهوري

كشفت دراسة اجتماعية أنَّ 89.1% من طلاب المدارس لديهم حسابات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، وبلغ عددهم 2001 مفردة من إجمالي عينة الدراسة، بينما بلغ عدد الذين لا يملكون وسائل تواصل اجتماعي خاصة بهم ويستخدمون حسابات آبائهم 245 مفردة، مثلت ما نسبته 10.9%، في دلالة على تقبل أولياء أمور الطلبة بأن يكون لدى أبنائهم حسابات شخصية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت الدراسة إنَّ من أسباب استخدام الإناث لوسائل التواصل الاجتماعي، مُتابعة المشاهير ومُشاركة الآخرين يومياتهن وإثبات الذات، بينما بالنسبة للفئة العمرية من 10- 15 سنة فهدف الاستخدام متابعة المشاهير وإثبات الذات فقط.

الدراسة التي حملت عنوان "أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على تنشئة الطفل في المجتمع العُماني"، قدمتها جمعية الاجتماعيين العُمانية إلى وزارة التنمية الاجتماعية. واعتمدت الدراسة على طلبة المدارس الحكومية في 3 محافظات: مسقط، وشمال الباطنة، وجنوب الباطنة، من الصف الخامس إلى الصف الثاني عشر، وبلغ إجمالي عدد عينة الدراسة 2246 طالباً وطالبة. وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج؛ منها: أن الهاتف المحمول يعد أبرز الأجهزة التي يمتلكها ويستخدمها طلبة المدارس في السلطنة بنسبة 75.6%، وأن 91.7% من إجمالي عينة الدراسة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الترفيه والتسلية، وبنسبة 88.6% يستخدمونه من أجل البحث عن المعلومات. وكشفت الدراسة أن الآثار التعليمية لوسائل التواصل الاجتماعي جاءت بالمرتبة الأولى وبقوة نسبية بلغت 76%، تليها الآثار الاجتماعية والنفسية ثم الآثار الصحية. وأوضحت الدراسة أن 14% من الأطفال العمانيين ممن تقل أعمارهم عن 13 سنة يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، وأن أكثر الوسائل استخداماً لديهم هي: يوتيوب، وواتسآب، وإنستجرام.

وذكرت الدراسة أنَّ مُعظم الدراسات السابقة أشارت إلى بعض الآثار الاجتماعية السلبية التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث أسهمت في ظهور الخلافات والسلوك العدواني، وتغيرات في السلوك الجنسي لدى الأطفال، كما تحرضهم على استخدام المواد الضارة، وتحرض على الكراهية والعنف، والجريمة والأفعال غير القانونية، كما تتسبب في إيجاد صعوبات أكاديمية لديهم نتيجة استغراق الأطفال في التسلية والتواصل وكثرة عدد ساعات الاستخدام. وبينت دراسات سابقة أنَّ وسائل التواصل أسهمت في إضعاف الالتزام بالقوانين السائدة في المجتمع، والانتماء الوطني، والهوية الدينية، وإهمال الواجبات الاجتماعية والتي أصبحت بدورها منافسة لوسائل التنشئة الاجتماعية (الأسرة، المدرسة، الجيرة، المسجد، النادي ..إلخ).

وأوضحت الدراسة أنَّ ثلاثة أرباع عينة الدراسة يمتلكون هاتفاً نقالًا؛ حيث بلغ عددهم 1697 مفردة، وبنسبة 75.6% من إجمالي عينة الدراسة، يليها الطلبة الذين يمتلكون حاسوبًا باستجابة بلغ عددها 1029 مفردة، وبنسبة 45.9%. في حين جاءت استجابة الطلبة الذين يملكون ألعاب الفيديو وألواح التصفح متقاربة بعدد 797 و790 مفردة وبنسبة 35.5% و35.2% على التوالي. وهذا مؤشر على أن أغلب الطلبة يتصفحون الإنترنت ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بواسطة هواتفهم النقالة، مما يتيح لهم الانفراد بهذه الأجهزة بشكل أكبر، في ظل غياب المتابعة والمراقبة من الآباء على طرق وأساليب الاستخدام لدى الأبناء، خصوصاً مع سهولة استخدام هذه الأجهزة والحصول عليها مع انخفاض تكلفتها.

وأثبتت الدراسة أن ارتفاع معدل استخدام الأطفال للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي يُؤدي إلى ارتفاع مستوى تعرضهم لمحتوياتها؛ بما تتضمنهُ من صور وفيديوهات وموضوعات وأفكار، وهي التي توسع من فرص تأثيرها على وعي الطفل وعلاقته بالواقع الاجتماعي؛ حيث يرتسم في مخيلة الطفل أن العالم الذي يراه في صفحات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مُماثل لعالمه الحقيقي والفعلي.

وأشارت عينة الدراسة إلى تمتلك المشاركين، حسابات خاصة على تطبيق واتسآب، وبلغ عددهم 1725 مفردة مثلت نسبة 76.8%، تليها الحسابات على تطبيق إنستجرام بواقع 1627 من إجمالي العينة؛ أي بنسبة 72.4%، ثم "يوتيوب" بواقع 1399؛ أي بنسبة تمثيل 62.3% من إجمالي عينة الدراسة. في حين مثَّل تطبيق فيسبوك وماسنجر فيسبوك أقل التطبيقات التي يمتلك فيها الطلبة حسابات خاصة؛ حيث بلغ العدد 219 مفردة بنسبة 22.3% و9.8% على التوالي لكل منهما. وقالت الدراسة إن هذه النتيجة توضح وجود علاقة بين نوعية الحسابات المستخدمة وخصائص الأطفال، الذين غالبا ما ينجذبون نحو الصور والألوان والمقاطع المتحركة؛ لذلك جاء واتسآب وإنستجرام ويوتيوب ضمن أكثر التطبيقات التي يمتلكون بها حسابات خاصة، إضافة إلى ما تتمتع به هذه التطبيقات من مزايا وخصائص تتعلق بسهولة الاستخدام والتفاعلية الملائمة لعقلية الطفل. ولاحظت الدراسة أن طلبة المدراس يميلون لأنواع البرامج ذات المحتوى البصري أكثر من غيرها، والتي تتطلب استخدام حاسة العين لرؤية المواد المصورة كالصور ومقاطع الفيديو المتحركة.

وسلطت نتائج الدراسة الضوء على الآثار الاجتماعية والنفسية لاستخدام الطفل العُماني لوسائل التواصل الاجتماع، وتتمثل في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية جديدة، واعتبار وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا من روتين حياتهم اليومي. وكشفت نتائج الدراسة أن مستوى الآثار الصحية لاستخدام الطفل العماني لوسائل التواصل الاجتماعي جاء في المستوى المتوسط والمستوى الضعيف، مثل الشعور بآلام الرقبة والظهر عند الاعتكاف على وسائل التواصل، والإصابة بالصداع.

وبينت النتائج أنَّ الذكور يميلون لامتلاك حسابات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الإناث، خاصة في الفئة العمرية 16- 18 سنة، وأشارت النتائج إلى أنَّ الإناث يملن لاستخدام أسماء مستعارة في حسابات التواصل الاجتماعي بدرجة أكبر من الذكور.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة