متاعب الحياة

خليفة الحسني

في خضم مسارات الحياة اليومية، وتراكماتها المثقلة فإنها حتماً زاحفة إلينا بهذا الثقل دون استئذان، وعليه نواجه بهذه الحياة العديد من المشاكل والمواقف اليومية، وغالباً ما نكون قادرين على التخلص منها بالأمر السهل.

ومع ذلك فقلوبنا بحجم سعتها، فإنها تختزن هذا الكم الهائل من هذه المسارات اليومية ومن تناقضات وشتات وغيره، سواء كان ما يدور بمحيطنا المحلي أو العالمي، بما فيها الجوانب الصحية المُؤثرة على هذه المسارات وخاصة جائحة كورونا، وما يُرافقها من تبعات، اجتاحت العالم بأسره لذلك فإنَّ الأمر لم يبقَ سهلاً أو الانتقاء منه بما نحن راغبون بل مرغمون عليه، مما يكون لهذه الحياة الأكثر انشغالا وشتاتاً أفكارنا هو حال المعيشة اليومية وما وصلت إليه من مستويات خطيرة وخاصة للفقير منِّا، بسبب هذه الجائحة المُميتة وتبعياتها، ورغم ترصدنا لبعض الحلول وبطرق مُتعددة ربما من خلالها، فعلاً نحتاج إلى سعة أوسع، لقلوبنا التي أصبحت فعلاً مملؤة بهذه التناقضات والمتغيرات الحياتية، وإن كان كذلك فإنِّه لابد من الحاجة لإيجاد تلك السعة المطلوبة ليكون من خلالها هذا التوافق.

ومن ضمن هذا التوجه، علينا وقبل كل شيء مُراعاة الله عزَّ وجلَّ في مجمل تصرفاتنا اليومية ثم الثقة، بالنفس، والقناعة، والتعاون والمُشاركة الفعَّالة لخدمة هذا الوطن الغالي عُمان، بما يستوجب منِّا كواجب وطني علينا جميعا، بجانب المزيد من المرونة والتسهيل من كافة الجهات المعنية المُباشرة بالمعيشة اليومية، وذلك استجابة للأوامر الكريمة من لدن مولانا جلالة السلطان المفدى -حفظه الله وأبقاه- بضرورة تذليل كافة الصعاب، وخاصة التي تلامس هذه المعيشة، وبهذا التوافق قد نصل إلى هذه الصفات الضرورية، وعليه تبدأ مراحل الأخذ بما هو مفيد وإيجابي لمجمل حياتنا اليومية، رغم كل ما تعصف به هذه الحياة، لأنَّه لمواجهة الواقع والافتراضات بهذه الظروف، لابد أن تكون لدينا قواعد ترشدنا حول التطوير من القدرات في التعامل بشكل أعمق لحياة أفضل مما نتصورها بهذه الصعوبة وربما من خلال هذه القدرات والحلول التي قد تكون مفتاحاً لهذه الصعوبات، ولأمل يتحقق من خلالها الرضا عن هذه الحياة وظروفها، رغم بعض الحالات مثل ماذكرناها سابقاً قد تكون صعبة لما لها من مسارات مزمنة وطويلة.

لكن إرادة الله تعالى هي الراعية للجميع ولهذا الوطن الغالي، فإنَّ المخاوف من متاعب هذه الحياة تشكل القلق الشديد، مما تحتاج إلى الكثير من التضحيات لأنه سيكون بين خيارات كثيرة، أو تقبل الوضع وبما تؤول إليه هذه الحياة، وبين تطوير الثقة بالنفس وقناعتها، وهذا يعتبر جزءًا من رحلة هذه الحياة والتعلم من التجارب. وهنا الكثير من هذه الجوانب التي ترافق هذه الثقة.

ولتخفيف المتاعب علينا أن نحترم ذاتنا وأن نفتخر بإنجازاتنا وأخذ الراحة الكافية بعد كل إنجاز لإعادة شحن طاقتنا، دون انتظار تقييم الآخرين لنا، لأنه نادراً من يفهم تلك المشاعر ويتفاعل معها بتلك الإيجابيات المطلوبة لذلك الحياة حلوة وتحلو أكثر بمشاركاتنا وتفاعلاتنا في خدمة هذا الوطن الغالي..

حفظ الله عُمان وأبناءها المخلصين ورفع الله عنَّا هذا الوباء الأليم وحفظ الله لنا سلطاننا المفدى وأدام الله عليه الصحة والعافية وأطال عمره وأعانه ووفقه، اللهم آمين.

تعليق عبر الفيس بوك