وليد بن سيف بن سدَّار الزيدي
من واقع تجربة قد لا تكون دقيقة ولكني مؤمن بها؛ لما وجدته من نتائج صحية ونفسية جيدة، حيث خرجت من ميدان التدريس منذ عامين دراسيين قبل هذا اليوم لاستكمال مشوار دراستي في برنامج الدراسات العُليا، وبهذا فقد قلَّ مستوى اللقاء بكثير من الناس مُقارنة بالفترة التي تسبق هذه التجربة وقد وجدت نفسي بحال أفضل من السابق من الناحية النفسية والصحية.
عمومًا لن نُركز على الجانب النفسي؛ لأنها قد تكون طبيعية بحكم ضغوطات العمل وخصوصًا في المدارس الكبيرة، لكني سوف أتطرق إلى الجانب الصحي والمتمثل في أمراض البرد والزكام وتوابعه، وخصوصًا أننا نعيش تجربة كورونا (كوفيد 19).
حيث قبل حصولي على التفريغ من أجل الدراسة، كنت في كل عام دراسي لابدَّ لي من الإصابة بأعراض البرد والزكام، وقد تستمر هذه الأعراض ما بين (3-5) أيام تقريبًا، وقد يكون السبب هو مخالطة عدد كبير من الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور والضيوف من داخل وخارج المحافظة وعمّال النظافة ولمدة (7) ساعات تقريبًا وبشكل يومي، مما يجعل فرص انتقال الفيروسات أكبر بين الأفراد الموجودين داخل المؤسسة التعليمية؛ فيترتب عليه تراجع في مستوى إنتاجية تلك المؤسسة إما بسبب حصول المعلم على الإجازة المرضية أو ضعف الصحة العامة أثناء تقديمه موضوع الدرس. خلاصة الأمر الذي أردت أن أوصله إليكم من خلال عرض هذه التجربة يتمثل في التساؤلات الآتية: - ما المانع من لبس الكمامة ما بعد كورونا في الأماكن التي يكثر فيها تزاحم الناس كالأسواق ومقرات العمل وأثناء أداء مناسك العمرة والحج؟ - هل من الضروري التصافح والعناق بشكل يومي ومتكرر بين زملاء العمل في المؤسسات الحكومية أو الخاصة؟ - هل من الضروري المرور ومصافحة الجميع في المناسبات الاجتماعية مثلًا؟ ألا يكتفى بمصافحة أصحاب المناسبة فقط؟ هل من الضروري حضور المناسبة في حالة أني مصاب بأعراض البرد والزكام؟ ألا يكتفى بالاتصال هاتفيًا فقط؟ هل من المفترض أن ينزعج صاحب المناسبة من عدم الحضور إليه ونحن في هذا الزمن وعلى هذه الدرجة من الوعي وخاصة ما بعد كورونا؟ - أليس من الجيد التواصل عن بُعد من خلال البرامج والتطبيقات الإلكترونية المتنوعة في حال توفر الفرص المناسبة، في الجوانب الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية وغيرها؟ ألا يقلل التواصل عن بُعد من مستويات التحسس والاحتقان النفسي بين الأفراد نتيجة اللقاء المباشر ومن ثمَّ يقلل من فرص انتقال الفيروسات فيما بينهم؟
- أليس من الضروري مستقبلًا الاهتمام وبشكل كبير بتطوير البنية التحتية في السلطنة من حيث استخدام التقنية الحديثة، وتطوير مهارات الأفراد في التعامل معها وخصوصًا أننا نعيش الثورة الصناعية الرابعة وعلى أبواب الثورة الصناعية الخامسة؟ - أليس من الخطأ البقاء على مسار واحد ولمدة طويلة وبدون تغيير نحو الاتجاه الأفضل الذي لا يخل بالمبادئ والقيم الأصيلة؟
- أليس التغيير في بعض العادات غير الضرورية، يتيح للفرد فرصة المقارنة ما بين الوضع قبل التغيير وبعده، فيخرج بنتائج مفيدة يمكن أن يستفيد منها ويفيد الآخرين؟
