التحديات والمخاطر للمؤسسات الصغيرة (7)

ردود من رواد الأعمال

عادل الحبيشي *

Adel.hubaishi@zubairsec.org

في الأسابيع الماضية، تناولتُ التحديات والمخاطر الداخلية، وكانت المقالات تتحدث عن الإستراتيجيات في التخطيط والتصميم والتجهيز لفكرة المشروع، وقد وجدت الكثير من الردود، بعضها كان سلبيًّا والعديد منها إيجابي، ولستُ بصدد طرح هذه الردود، ولكن سنقوم بمحاولة الرد بشكل عام في هذا المقال على أهم نقاط هذه الردود.

وأغلب الردود السلبية كانت تنتقد أنواعَ الدعم وجهات الدعم لقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وأغلبها نسي قول الله تعالي في كتابه العزيز: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (الرعد:11). وفي هذا المقال، لسنا بصدد مهاجمة أحد أو الدفاع عنه. أما بالنسبة للناقدين، فإنني أدعوهم للبحث في الداخل أولا، فأغلب أصحاب المشاريع المنتقدين والمهاجمين لجهات الدعم لم يزُوروهم أو زاروهم بعد فوات الأوان؛ فمنهم من يبدأ بتأسيس المشروع وبعد الانتهاء من كل التحضيرات يبدأ بزيارة الجهات لاستخراج التراخيص، ويصطدم مع الجهة المرخصة، وإن كانت طلباتها مغايرة عمَّا حضر له، وأغلب هذه المشاكل تقع لعدم التأكد من القوانين، وعدم وجود دراسة حقيقية لفكرة المشروع ومتطلباتها، ولا ننفِي هنا التخبط من بعض الجهات أو إصدارها قرارات مستعجلة في أغلبها، مبنية على موقف أو حادثة، وتكون مجرد ردة فعل، ولكن أيضا نحن كأصحاب مشاريع يجب علينا الإلمام بشكل عام بكل ما يخص القطاع الذي نعمل فيه، وأن لا يكون دخولنا في سوق كل علاقتنا به هو أن "فلان صديقي نصحني فيه"، أو "أرشدني إليه"، أو "لأنه يعمل فيه وحقق فيه نجاحا ظاهرًا، وبنيت أحلامي على تصورات دون التدقيق فيها".. عموما يجب علينا العمل والبحث والتباحث، وجمع البيانات وتحليلها كاملة حتى في القوانين والقرارات الإدارية التي تخصُّ القطاع الذي أعتزم العمل فيه، كما يجب أن نبدأ كأصحاب مشاريع صغيرة بالانخراط في الفعاليات العامة التي تخصُّ المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أو على الأقل ما يخص القطاع الذي نعمل به؛ حيث سنتعرَّف على المستجدات في هذه القطاعات، ولا يجب أن ننأى بأنفسنا عن هذه الفعاليات؛ حيث إننا نُلاحظ الاهتمام بحضور هذه الفعاليات قليل جدا، ويرتكز على فئة معينة، نجدها دائما في كل الفعاليات؛ سواء كانت معارض أو ورشَ عمل ومحاضرات أو مؤتمرات؛ حيث إنَّ الثقافة العامة مهمة لأصحاب المشاريع ليتعرفوا على الجديد، وما يُمكنهم من استخدامه لتطوير مشاريعهم.

إذن؛ فالعزوف بحجة ضيق الوقت حجة واهية، كما أنني أعرف أنَّ ليست كل الورش أو المؤتمرات مجدية، ولكن على الأقل علينا النظر في حضور بعض هذه الفعاليات خصوصا التخصصية.

في الأسابيع الماضية، تناولت التحديات والمخاطر الداخلية، وكانت المقالات تتحدَّث عن الإستراتيجيات في التخطيط والتصميم والتجهيز لفكرة المشروع، ولكن ماذا عن إدارة المشروع؟ حيث إن العديد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لا تملك أيَّ نظام إداري أو مالي. وهنا، لا اتحدَّث فقط عن البرامج الإدارية، ولكن الافتقار لخريطة الإجراءات التنفيذية اليومية أو الروتينية، أو عدم وجود صلاحيات أو مهام واضحة لدى كل موظف هي أيضا من المخاطر التي تسبب اتكال الموظفين على صاحب المشروع في كل شيء مما يتسبب في التأخير وتعطيل الأعمال.

 

مستشار أول - مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة

تعليق عبر الفيس بوك