أنشطة دؤوبة.. وجائحة تحوم

أسماء بنت غابش الخروصية

دائماً يأتي التغيير من الأزمات أو المحن ويتمخض عنه الشيء الجديد والمفيد وأحياناً تحتم علينا فرضية التغيير السريع التقدم إلى الأفضل في خضم المواقف الصعبة .فطالما أن الإنسان يسعى للتقدم والتطور لابد أن يكون للفكر والعصف الذهني دور في حياته. فنجد أن هذه الأفكار تتبلور إلى أهداف، والأهداف ترتسم إلى واقع حي في حياتنا، فالعالم في تسابق وتسارع مع عجلة الحياة في بلورة أفكاره وخيالاته إلى مبتكرات حية تنفذ على أرض الواقع.

من هنا سيكون لنا حديث شيق وذو شجون مع مجال آخر من مجالات العمل الفني التربوي في البرامج التربوية والدور الذي يقوم به مشرفو الأنشطة التربوية في المؤسسة في توطيد كل فكرة وتجسيدها على أرض الواقع ليكون العمل مستمراً مهما زمجرت وهددت وأرعبت هذه الجائحة. سيتم طي صفحة الوباء بإذن الله وتبقى ذكرياته كمن سبقها وسيستمر العمل الإبداعي مع الأخذ بكل لوازم الاحتراز والحذر.

الفكر والإبداع كانا حاضرين وجسرا لعملية التواصل مع المدارس للتفاعل في أنشطتها مع المتابعة والتحفيز للمواهب الطلابية وصقلها. ولكي يكون العمل مستمرا في تفعيل كل الفعاليات والمناسبات باستثمار وسائل التقانة لربط الحدث ومشاركة المجتمع في كل محفل تربوي مشترك.

من هنا يبرز دور الأنشطة التربوية في تفعيل هذه التقانة لعمليات الربط كحلقة وصل بين المؤسسات التعليمية والمشرفين والمدارس والمجتمع كشريك، وتوأمة حقيقية في النهوض به وبكل ما يبرزه كمجتمع مثقف.

وكان سابق عهد الأنشطة التربوية النزول إلى الميدان لإقامة هذه الفعاليات والبرامج المباشرة مع محور العملية التعليمية الطالب، والمدرسة، والمجتمع في بوتقة واحدة ...ولكن في خضم الجائحة تمَّ إضافة الجديد والتغيير إلى الأفضل وتوظيفه بصورة تحفز الاستمرار لمستقبل أفضل لتفعيل كل البرامج ومن أي موقع كان وبأقل تكلفة لتقليص هدر الوقت، والجهد. وكان لسان حالنا يقول كلنا نبض واحد للنهوض بالمجتمع.

والشيء الأجمل الذي يميز هذا المجال في البرامج التربوية التنوع في تقديم الفعاليات والمناشط التي كانت في السابق وقبل كورونا تقام مباشرة. ولكن مع انتشار الجائحة وتمركزها، لم تشكل حاجزا في تواجدها مع الأخذ بالالتزام الاحترازي حين أتت بقالب جديد وحملت الطابع المميز في تنفيذها لهذه الفعاليات بالبرامج غير المباشرة وتوظيف كل مبتكر في تنظيم كل الفعاليات في المؤسسة التربوية وعلى مستوى المدارس بالتواصل المرئي عبر قنوات التواصل وتفعيلها جيداً في محاكاة الواقع في تنفيذ هذه الفعاليات بأقل وقت وأقل جهد.

لم يقتصر دور هذه الوحدة في الإشراف ومتابعة أنشطة المدارس، بل كان لها حراك في تفعيل بعض البرامج الفاعلة في المؤسسة التربوية والتعريف بإنجازات الأقسام والشعب التابعة للمؤسسة التربوية من خلال الملتقيات التربوية في المؤسسة التربوية والتعريف بمهام عملها كمشاركة إيجابية لتفعيل مبدأ التعاون كفريق متكامل في المؤسسة. وأيضاً تفاعل الوحدات مع برامج المدارس في عملية ربط تفاعلي عبر المنصات الإلكترونية الافتراضية.

 دائماً الأحداث المتسارعة التي تأتي بشكل طارئ وتعمق من تفكيرنا لنجد البديل ليستمر العمل وتستمر الحياة، فهنا نجد أننا مهما رفضنا التغيير فيما حولنا، نجده قد ترسم في حياتنا عبر زائر قادم لنا يذكرنا بضرورة التغيير والتطوير وألا مجال للانتظار والتسويف. فرب محنة أهدتنا منحة ومن رحم المعاناة يولد الأمل، وهاهي النهضة المتجددة تنقلنا إلى شواطئ الأمان الرحبة، وها نحن نشق مع السفينة عباب البحر، لنصل إلى شواطئ ومرافئ الأمل في ظل قيادة السلطان المعظم هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه وأعزه وأبقاه.

تعليق عبر الفيس بوك