بين الجرأة وامتهان السهل

 

خولة اللوغاني

 

 

لنفسي ولكل من يتوق للنجاح: (هل تجد الجرأة؟)

 

لركوب سفينة النجاح وسط تلك التيارات والأمواج العاتية؟

 

فحياة الناحجين يكتنفها التعب والمشقة ..

 

لا ناحج ينام كالعاديين ولا في أوقات العاديين من الناس...

 

هل تجد الجرأة لتحمل السهر لنيل النجاح؟!

 

هل تُريد حقًا النجاح فتتحمل سهر ساعتين أكثر من غيرك من الناس؟

 

وتقتحم هدوء الليل الذي يستغرقه الكثيرون في نوم عميق ..فتطبق المثل الشهير (من طلب العلا سهر الليالي)!

هل تجد الجرأة لتحمل القيل والقال والأفواه التي لا تصمت ..في سبيل نيل هدف أسمى؟

هل تجد الجرأة لأن تكون غير مألوف واستثنائي لا يكرره التاريخ؟!

إن لم تجد الجرأة فاذهب لكل سهل غير النجاح!

فمن السهل جدًا أن تكون عاديًا، تعيش في هدوء مستمر حين لا تفعل شيئًا يوتر سطح مائك فتقرر حينها .. إن كنت تريد أن تكون مستنقعًا هادئ السطح أم نهرًا جاريًا؟

من السهل جدًا استمرارك في أن تكون مستهلِكًا لخيرات هذه الطبيعة والتنعم بنتائج اختراعات الآخرين..

فسريرك ليس من صنعك.. باب غرفتك الذي يبقيها دافئة في الشتاء ليس من صنعك أيضًا .. ولا يوجد في منزلك ما هو من صنع يدك ..

 

وحتى الكتب التي درستها في مدرستك أو جامعتك ليست من تأليفك! وإن كنت تذكر يومًا كنت تنتقد هذا الكتاب بقولك: ياله من كتاب ركيك الصنع والدراسة فيه مضجرة جدًا!

من السهل جدًا الذهاب لثلاجة مطبخك التي لم تصنعها أنت ولا تعرف كيفية إصلاحها إن تعطلت..

لتأخذ قنينة مياه غازية لا تعرف معنى وجود الغاز الذي داخل ذلك المشروب وما يجعله مميزًا سوى أنك تستمتع بشربه فهو يغذي رغبتك المستمرة في الاستهلاك!

من السهل جدًا أن تنعم براحة كونك عاديًا !

من السهل جدًا أيضًا أن تسميها (راحة بال) بينما هي في الحقيقة قعر الفشل!

عليك القلق إن كنت ترى أنَّ كل ما ذكرته لك هو مجرد حق لك.. فالإنسان الاستثنائي سيشعر بألم الضمير حين يغرق في نتائج إبداعات أشخاص آخرين وليس له أثر لشيء واحد على الأقل منها قائلا: (أين أنا بين كل هذا العالم؟!وهل سيذكرني أحد بعد رحيلي؟!)

 

 

لا أدعوك لتصبح مخترعًا ولست أدعوك لتصبح آينشتاين العصر فأنا مثلك.. ولكن لنتأمل وضعنا..

إن لم تتحرك وتحاول الآن التفكير في التغيير ولو بخطوات صغيرة في هذا العالم فأنت وإن ملكت أعلى درجات الذكاء إلا أنك ستستمر في كونك عاديًا بمجرد ارتدائك معطف (المألوف) في هذه الحياة!

لا يرتاح المحاولون أبدًا يا عزيزي .. لا يرتاحون ما داموا في طريق النجاح .. وخذها مني: عليك القلق من راحتك تلك عندما تنتاب حياتك!

عليك القلق حقًا إن شعرت بالراحة التامة لفترة طويلة لأنها دليل على أن أمرًا يجتاح نجاح حياتك، فالحياة الناجحة لاتعرف الراحة ولا تعرف الطمأنينة الدائمة من تعب السعي لما له قيمة حقيقية تحقق وجودك على هذا الكوكب!

هو قرارك ولست مجبرًا على أيٍّ من طرفيه .. فإما أن تتحلى بجرأة التحدي لكل تلك الصعاب التي تنتهي بالنجاح .. أو أن تمتهن السهل في حياتك فلا تحقق لاِسمك سوى أن تكون رقمًا يزيد عدد ساكني هذا الكوكب ..

 

 التغيير هو قرارنا نحن أخا الروح .. وعلينا التحلي بالشجاعة في سبيل أن نحقق الأثر ويصبح لذلك الأثر معنى.

تعليق عبر الفيس بوك