عُمان في 2040

 

موزة بنت راشد الغيثية

كيف ستكون عُمان في 2040؟ سؤال طرحه كل عُماني يعيش على هذه الأرض الطيبة ومن ينعم بخيراتها. سؤال تبادر إلى ذهن كل صغير وكبير، طفل ومسن، امرأة ورجل.

فرؤية عُمان 2040 جاءت كبوابة عبور للعمانيين لمواجهة التحديات، ومواكبة التغيرات الإقليمية والعالمية، واستغلال الفرص المتاحة وخلق الجديد منها لتحقيق التنافس الاقتصادي، وللوصول لمستوى اجتماعي مرموق، كذلك لتحقيق النمو في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية في كافة محافظات السلطنة.

فقد أولت الرؤية المستقبلية الأهمية الكبيرة لقضايا الحكومة وموضوعاتها؛ وذلك بسبب تأثيرها في الأولويات الوطنية، من خلال تفعيل الرقابة، والاستخدام الفعال للموارد الوطنية، وتحقيق مبادئ النزاهة والعدالة والشفافية والمحاسبة؛ بما يُعزز الثقة في الاقتصاد الوطني ويدعم تنافسية جميع القطاعات في ظل سيادة القانون.

وأبرز ما ستقوم به الرؤية من خلال محاورها الأربعة في ظل سياسة التغيير المُرتقبة هو الرعاية الاجتماعية ودعم المرأة والاهتمام بالشباب والهوية العُمانية، والتراث العُماني وتطوير الكفاءات والقدرات الوطنية، وذلك من خلال المحور الأول الإنسان والمجتمع، فيما أهتم المحور الثاني بإنشاء اقتصاد متنوع لمصادر الدخل القومي، مع تمكين القطاع الخاص لكي يكون له دور بارز في الاقتصاد بجانب مؤسسات الدولة والهيئات الحكومية، كما هدف إلى تحقيق التنويع الاقتصادي، والتركيز لتحقيق تنمية متوازنة للمحافظات، هذا فيما يخص المحور الثاني الاقتصاد والتنمية، ولقد كانت الحكومة والأداء المؤسسي وسيادة القانون وتعزيز فعالية الحكومة وسيادة القانون، ورفع كفاءة الأجهزة الحكومية وزيادة درجة التنسيق بينها وتعزيز ثقة المواطن فيها، وايجاد إطار مؤسسي يعمل على تفعيل القوانين وإيجاد نظام مساءلة فاعل وشفاف في الشق الخاص بالحكومة هو المرتكز الأساسي للمحور الثالث، واختتمت الركائز الأربعة بالاستدامة البيئية بهدف المحافظة على البيئة وإنشاء بنية أساسية حديثة ونظام عمراني متكامل.

تُعد هذه الرؤية هي التصور إلى أين ستصل عُمان في عام 2040 والمبادئ التي ستقودنا خلال هذا الرحلة، إنها الصورة الكبرى التي ستوحّد الجهود الوطنية باتجاه هدف مشترك، وستحفّز كل شخص بالرغم من اختلاف موقعه للعمل باتجاه تحقيق هذا الهدف. وتنبع رؤية "عُمان 2040" من مصادر قوة السلطنة، وتهدف إلى استثمار هذه المصادر بشكل أكثر استدامة وتسخير كافة الجهود المتاحة لإكمال مسيرة النهضة المباركة، وتوفير العيش الرغيد الآمن الكريم للأجيال الحالية والقادمة. ويعتمد إعداد الرؤية على قراءة عميقة للوضع الراهن ومواكبة المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية، لتشكّل رؤية "عُمان 2040" بعد الانتهاء من إعدادها وإطلاقها المرجع الأساسي لكافة استراتيجيات وخطط التنمية المستقبلية في السلطنة خلال العقدين القادمين.

رؤية عُمان هي خارطة طريق تقوم على ثوابت أساسية، ومتغيرات ديناميكية يفترض بالجميع الاطلاع عليها ومتابعة سبل تنفيذها، كما تم المشاركة بصياغتها لبلوغ الغاية المرجوة من إقامة دولة عصرية متجددة، ومؤسسات مجتمع مدني فاعل يشارك بالتنمية الوطنية المستدامة.

ختاماً.. أقول إنَّ "عمان 2040" ستكون أكثر إشراقا بتعاون جميع أبنائها لتحقيق التغير والتقدم للأفضل، وذلك من خلال استفادة الحكومة من خبرات وإبداعات أبنائها الوطنية، والتي تنتج لها حلولاً جذرية لجميع التحديات التي تقف أمامها لتحقيق أهدافها، عندما يسعى الجميع بروح الفريق الواحد لتحقيق الخطة المثالية للتنمية؛ فالإنجازات تتحقق بالجهود الجماعية المخلصة التي تركز على الأهداف المشتركة.

تعليق عبر الفيس بوك