من الطيور المهاجرة التي تزور السلطنة في فصل الشتاء سنويًّا

84 % انخفاضا في أعداد عقاب "السهوب" بأجزاء من ظفار.. وقلة توافر الغذاء أبرز المهددات

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

الدراسة البيئية تهدف لتعقب مسارات هجرة الطائر وجمع معلومات علمية أكثر دقة

صلالة - الرؤية

كشفتْ النتائج الأولية لدراسة حقلية متخصصة، تسجيلَ تناقص واضح في أعداد عقاب السهوب (السهول/البادية) -وهو أحد الطيور الجارحة- لأسباب كثيرة؛ أبرزها تناقص الغذاء في مواقع التغذية بمرادم النفايات.

ونفَّذ الدراسة مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني؛ وذلك ضمن تعاون دولي قائم مع فريق من علماء الطيور من النمسا وألمانيا، وبمشاركة من قبل الجمعية البريطانية العمانية. وانطلقت الدراسة منذ العام 2018 حتى الآن، وهدفت إلى تحديد سلوكيات وتعقب مسارات هجرة هذا النوع من الطيور الجارحة في السلطنة والعالم، وجمع معلومات وبيانات متنوعة وأكثر دقة وتخصصا، ونشر أوراق علمية عنه لتعزيز المعرفة والوعي البيئي، فضلا عن الجهود الدؤوبة من أجل صون مفردات الحياة الفطرية بالأخص تلك الحيوانات أو النباتات المهددة بالانقراض.

وقال خالد بن محمد الحكماني رئيس قسم المحميات الطبيعية بمكتب حفظ البيئة بصلالة والمشرف على الدراسة البيئية المتخصصة إن عقاب السهوب (السهول/البادية) ذا الاسم العلمي "Aquila nipalensis" ويسمى باللغة الإنجليزية "Steppe eagle" يعد من الطيور المهددة بالانقراض عالميا، بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة "IUCN"، وتعد السلطنة من المعاقل الطبيعية له خلال فصل الشتاء؛ حيث تزور أعداد كبيرة من هذه العقبان مواقع متنوعة في محافظة ظفار التي يتوافر فيها الغذاء المناسب لها. وأضاف الحكماني أنَّ من مميزات العقاب المتوسط والكبير أنَّ لونيْهما بُني داكن، بينما الصغير في الغالب يكون له خط أبيض على الطول السفلي من الجناح، في حين لا يمكن التعرف على جنس العقاب إلا من خلال فحص الدم، وبشكل عام تعد الذكور أصغر حجما من الإناث؛ حيث يتراوح وزن الأنثى البالغة ما بين 2.3 و4.9 كجم، بينما يبلغ وزن الذكر ما بين 2.5 إلى 3.5 كجم، وتتغذَّى هذه الأنواع من الطيور الجارحة على الجيف (الحيوانات الميتة) والقوارض والثدييات متوسطة الحجم، والطيور الأخرى ومختلف الزواحف والحشرات.

وحول مضمون الدراسة، يشرح الحكماني قائلا: إنَّ دراسة عقاب السهوب أُنجزت بفضل عمل مشترك بين مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني والمختصين الدوليين؛ من أجل صون وتعزيز أبحاث وحماية الطيور في السلطنة؛ حيث جرى العمل المشترك منذ بداية مشروع الدراسة البيئية التخصصية في العام 2018، بهدف التركيز على معرفة سلوكيات وحصر أعداد عقاب السهوب في محافظة ظفار. وأضاف الحكماني أنَّ الفريق البحثي عمل على تركيب 13 جهازَ تعقب عبر الأقمار الاصطناعية في 13 عقابا، وذلك لتوفير كل البيانات المهمة المطلوبة التي تصل أولا بأول، وتساعد في رصد المعلومات الدقيقة. وأوضح أن المكتب نفذ زيارات ميدانية لمواقع مهمة ترتادها عقبان السهوب لرصد وتدوين المعلومات المهمة وحصر أعدادها والعمل على تحليل تلك المعلومات بشكل علمي متخصص.

وفيما يخص النتائج المبدئية، كشف الحكماني أنَّ النتائج الأولية للدراسة أظهرت انخفاضا ملحوظا في أعداد عقاب السهوب (السهول/البادية) المهاجرة بنسبة تناقص بلغت 84% خلال فترة الدراسة، مقارنة بين عامي 2019 و2020، وتحديدا خلال الأشهر ما بين (أكتوبر حتى نهاية ديسمبر) من كل عام؛ حيث بلغت الأعداد التقديرية المسجلة لعقاب السهوب الزائرة لمحافظة ظفار في العام 2019 حوالي 500 عقاب، في حين رُصدت أعدادها التقديرية في عام 2020 بحوالي 80 عقابا فقط. ورجح الحكماني أسباب ذلك التناقص إلى عدد من المهددات؛ أهمها: قلة توافر الغذاء، وأبرزها نقص في الجيف (الحيوانات الميتة أو بقاياها). وأضاف أن عقاب السهوب يقضي فترة الصيف في آسيا الوسطى ويهاجر مع بداية شهر أكتوبر إلى جنوب شبه الجزيرة العربية، خاصة في السلطنة واليمن وجنوب غرب المملكة العربية السعودية، وفي الربيع -غالبا في شهر مارس- يغادر المناطق الشتوية ويرجع إلى المناطق الصيفية في آسيا الوسطى.

ووجه الحكماني الشكر إلى الجهات المتعاونة؛ وهي: الجمعية البريطانية العمانية، وأبحاث الطيور الدولية، ومؤسسة بريند ميبيرغ لأبحاث وصون الطيور الجارحة، ومنظمة الأراضي القاحلة، والشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة "بيئة"، مشيدا دائما بالتعاون والدعم المجتمعي والأهلي لكافة المشاريع البيئية التي ينفذها المكتب.

تعليق عبر الفيس بوك