7 أوراق عمل وعروض مرئية تناقش التطبيقات والأولويات

منتدى عُمان للنانو تكنولوجي يمهد الطريق أمام انطلاقة رائدة لتوطين تقنيات المستقبل

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

◄ الخطاب آل سعيد: المنتدى يترجم الاهتمام السامي بالابتكار والبحث العلمي ويعزز الشراكة الفاعلة

◄ الطائي: التطور التكنولوجي يدفعنا للإسراع نحو تطبيق اقتصاد المعرفة

 

الرؤية- مدرين المكتومية

تصوير/ راشد الكندي

 

رعى صاحب السُّمو الدكتور الخطاب بن غالب آل سعيد، انطلاق أعمال الدورة الأولى من منتدى عُمان للنانو تكنولوجي الافتراضي، تحت عنوان "تكنولوجيا النانو وتوطين صناعات المستقبل"، وذلك بمشاركة كوكبة من علماء تقنية النانو وخبراء الصناعات التكنولوجية، وجرى بث المنتدى عبر تطبيق "زووم" للاتصال المرئي، وحساب جريدة الرؤية على موقع "يوتيوب"، ومنصات التواصل الاجتماعي.

وأكد صاحب السُّمو السيد الدكتور الخطاب بن غالب آل سعيد أن منتدى عُمان للنانو تكنولوجي، في دورته الأولى التي تنعقد تحت عنوان "تكنولوجيا النانو وتوطين صناعات المستقبل"، يمثل ترجمة لأهداف وتطلعات الرؤية المستقبلية "عُمان 2040"، والتي تركز في إحدى أولوياتها الوطنية على التعليم والتعلم والبحث العلمي والقدرات الوطنية وتترجم كذلك الاستراتيجية الوطنية للبحث والتطوير 2040 التي تولي اهتماماً كبيراً بالابتكار والتقنيات الحديثة وتركز على تحويل المعرفة إلى عائد اقتصادي.

 

وأضاف سُّموه- في تصريح على هامش أعمال المنتدى- أن البحث العلمي والابتكار يحظيان باهتمام بالغ من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه؛ حيث أكد جلالته في خطابه السامي في فبراير 2020، أهمية الابتكار والبحث العلمي وأنه سيكون على سلم الأولويات الوطنية للنهوض بعمان إلى آفاق أرحب وأوسع. وأوضح أن هذا الاهتمام السامي تمثل كذلك من خلال المراسيم السلطانية التي صدرت في عام 2020 بتعديل مسمى وزارة التعليم العالي إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فضلاً عن إنشاء جامعة التقنية والعلوم التطبيقية، الأمر الذي يُؤكد اهتمام وحرص جلالته بالعلوم المتقدمة.

عنوان التقدم

وقال سُّموه إن تقنيات النانو باتت عنوان التقدم في مختلف الاقتصاديات الكبرى، وبصفة خاصة الاقتصاديات القائمة على المعرفة والاستفادة من الأفكار البناءة وغير التقليدية. وأضاف أن اجتماع هذه الكوكبة من المتخصصين والأكاديميين إلى جانب رجال الصناعة والمؤسسات المسؤولة عن تطور القطاع الصناعي في السلطنة، يمهد الطريق نحو شراكة فاعلة في هذا المضمار، الأمر الذي سيسفر عن أفكار ومشروعات واعدة، تدعم التوجهات الوطنية.

وأوضح صاحب السُّمو السيد الدكتور الخطاب بن غالب آل سعيد، أن شباب عمان قادر على تعلم شتى العلوم وإتقانها، ومن بينها تقنيات النانو، الذي ستنقل عمان إلى مستوى متقدم من الرخاء والنماء، خاصة في ظل التحول الحاصل في العديد من المجالات.

وعبَّر سُّموه عن إيمانه الراسخ بأن مسيرة النهضة المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم- حفظه الله ورعاه- ستقود عُمان نحو مصاف الدول المتقدمة، من خلال الأخذ بالعلوم الحديثة والتقنيات المتطورة، ومن بينها تكنولوجيا النانو.

واختتم سُّموه بالتعبير عن تمنياته بأن يخرج المنتدى بتوصيات تدفع الجهود الرامية لتوطين صناعات المستقبل وبما يلبي التطلعات المرجوة من هكذا مناقشات ومنتديات. كما شكر سُّموه القائمين على هذا المنتدى الرائد، متمنياً للجميع التوفيق والنجاح.

أول منتدى متخصص

ومن جهته، قال المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية، الأمين العام للمنتدى، إن هذا المنتدى يُعد أولى فعاليات "إعلام المبادرات" التي تنظمها جريدة الرؤية في عام 2021، والمتعلق بأحد جوانب الثورة التكنولوجية العظيمة، والتي توليها الرؤية المستقبلية "عُمان 2040" أهمية كبرى. وأضاف أنَّ الحديث عن التطور التكنولوجي لا يسعه منتدى أو اثنان، بل إنه حديث متواصل لا يتوقف، فالتطور سنة الحياة، وتوظيف التقنيات الحديثة لمواصلة هذا التطور بات القاعدة الأساسية التي من خلالها ينطلق الباحثون في أعمالهم وابتكاراتهم. وخلال السنوات القليلة الماضية برز مفهوم ومصطلح غير مسبوق، يعكس ما وصل إليه العقل البشري من تقدم لا مثيل له، إنه مفهوم النانو تكنولوجي أن تقنية النانو، وهي- كما سيشرحها لنا الخبراء والمتخصصون خلال أعمال هذا المنتدى- التقنية العلمية التي تُقسِّم المادة إلى جزئيات أو جسيمات متناهية الصغر بصورة لا تُصدَّق، الأمر الذي تتولد معه خصائص جديدة لهذه الجزيئات، ومن ثم يعكف الباحثون والعلماء على الاستفادة من تلك الخصائص في مختلف مجالات التطور.

وبيَّن الطائي أنَّ الأبحاث والنظريات العلمية نجحت في توسيع نطاق استخدام تقنية النانو في العديد من المجالات؛ بل إن العلماء يؤكدون أن هذه التقنية المذهلة يمكن استخدامها في شتى مناحي الحياة، بدءًا من عمليات التصنيع، والإنتاج، والزراعة والهندسة الوراثية، والطب، والفضاء، وبناء المنازل والمدن، وتصنيع السيارات، وغيرها الكثير. لكنه استدرك قائلا إن الأمر يظل مقتصرا على دول بعينها نجحت في الاستفادة من هذه التقنية، وحققت قفزات تقدمية كبيرة، مشددا على أهمية أن تأخذ عُمان بزمام المبادرة وإيلاء هذا الجانب العناية المُستحقة. وأوضح أنَّ ذلك يتأتى من خلال اتخاذ ما يلزم من إجراءات، أولاً لنشر ثقافة النانو تكنولوجي في الأوساط العلمية، من خلال طرح برامج أكاديمية متخصصة في مختلف الدرجات: البكالوريوس والماجستير والدكتوراه، ولا ينبغي أن يتوقف الأمر عند جامعة أو اثنتين في العاصمة مسقط وحسب؛ بل نريد أن يستطيع الطالب والأكاديمي في أي ولاية من ولايات السلطنة أن يجد هذا التخصص لدراسته، ومن ثم النبوغ فيه وتحقيق النفع لوطنه.

الاستثمار التقني

وأوضح الطائي أنَّ العلوم التي يدرسها العلماء وينقلونها لأفواج من الطلبة سنوياً، تواجه اتهاماً بأنها لا تخرج عن الإطار النظري، بل ربما يتخرج الطالب من الجامعة في تخصص علمي، ولم يتعرف على مجالات تطبيق العلوم التي درسها وسهر الليالي لمراجعتها وفهمها. وحثَّ الطائي في هذا الإطار على استقطاب الاستثمارات القائمة على النانو تكنولوجي، وتحفيز رجال الأعمال ومؤسسات الدولة المعنية- مثل جهاز الاستثمار العماني والبنوك وشركات التمويل- لكي تدفع نحو تشييد مشروعات صناعية متقدمة تقوم على توظيف تقنيات النانو في الإنتاج، الأمر الذي سيفضي إلى نتائج إيجابية، فالطالب الدارس لتخصص النانو يدرك يقينًا أن فرصة عمل تنتظره في تلك الشركة أو ذاك المصنع، الذي يعتمد في خطوط إنتاجه على تقنيات النانو.

ووجه الطائي الدعوة إلى المؤسسات، وكبرى الشركات، لتخصيص نسبة سنوية من الأرباح لدعم وتطوير البحث العلمي والابتكار، مسلطاً الضوء على ما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- من أهمية النهوض بالبحث العلمي والابتكار، وأنَّ الدولة ستوفر سبل الدعم في هذا الجانب. وزاد قائلاً إنه يتحتم على المؤسسات والشركات تأييد تلك الجهود المقدرة من جانب الدولة، والعمل بكل طاقتها من أجل توفير البيئة المناسبة لتطور البحث العلمي والابتكار، كما يمكن لمؤسسات وكيانات البحث العلمي والابتكار، مثل الجامعات والمختبرات البحثية المتخصصة، أن توظف طاقاتها وابتكاراتها لتوفير المزيد من الموارد المالية والتقدم نحو الأمام، من خلال بناء شراكات استراتيجية مع جهات التصنيع، والسعي لتحقيق التكامل بين البحث العلمي والإنتاج، فكلاهما لا ينفصل عن الآخر.

وأعرب الطائي عن تفاؤله بمخرجات المنتدى، حيث يجمع بين الأكاديميين والصناعيين، بما في ذلك الجهات المنظمة للصناعة في السلطنة، ومنها المؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، والتي تعكف على إنشاء مجمع الصناعات الدقيقة وتقنية النانو في مدينة صور الصناعية، وهو المجمع الأول من نوعه في السلطنة، ومن المؤمل أن يكون باكورة مشروعات طموحة تنتقل بعُمان إلى مراحل متقدمة من التطور والنماء.

توظيف الثروات

وأشار رئيس تحرير جريدة الرؤية إلى أنَّ السلطنة تزخر بالعديد من الموارد والثروات الطبيعية، التي إذا ما عملنا على استغلالها الاستغلال الأمثل لتحقق الكثير من الإنجاز، ولننظر مثلاً إلى الثروات المعدنية في مختلف أنحاء البلاد، حيث نستخرج المواد الخام ونصدرها للخارج بأثمان قليلة، ثم نُعيد استيرادها بتكلفة باهظة. ومن هنا يتعين على الجهات المعنية التخطيط الجيِّد من أجل الاستفادة مما نملكه من خيرات في باطن الأرض. ومنها على سبيل المثال مادة السيليكا، التي تُستخرج من الرمال، وخاصة رمال الربع الخالي؛ حيث تُستخدم هذه المادة في تصنيع جزيئات نانوية تُستخدم في العديد من المجالات. وهذا يدعونا للاستفادة من هذه الخامات في جذب الشركات والمصانع المتخصصة، للعمل من داخل السلطنة، وأن نملك القدرة التصديرية لهذه المنتجات ونحقق قيمة مضافة لما يزخر به وطننا.

وعرج الطائي على الحديث عن اقتصاد المعرفة، والذي يعني بوضوح الاقتصاد القائم على العلم والمعرفة والمعلومة، وليس فقط الاقتصاد التقليدي القائم على العناصر القديمة من مادة خام وإنتاج ورأس مال وعمالة بشرية ومعدات تصنيع. ولفت إلى أنَّ الرؤية المستقبلية "عمان 2040" تقودنا حتمًا إلى ضرورة تبني اقتصاد المعرفة، من خلال توظيف الأفكار الجديدة والتقنيات في بناء منظومة اقتصادية ذكية تُلبي احتياجات كل فرد في المجتمع، وتوفر الرفاهية والرخاء للجميع. ولا شك أنَّ تقنيات النانو جزء أصيل من اقتصاد المعرفة، من خلال ما توفره من مشاريع ذكية ومُتقدمة توفر منتجات متطورة تكنولوجياً وتتيح المزيد من فرص العمل النوعية والمتزايدة.

لكن من أجل الاستفادة القصوى من اقتصاد المعرفة والتقنيات الحديثة، وعلى رأسها تقنية النانو، شدد الطائي على أهمية الارتقاء بالبنية الأساسية لقطاع تكنولوجيا المعلومات، موضحاً أنَّ السلطنة قطعت شوطا كبيرا في هذا الجانب، وسيكتمل مع دخول خدمات الجيل الخامس "جي 5" خلال السنوات المُقبلة، علاوة على أهمية تطور القوانين والتشريعات بما يضمن مواكبة مختلف القطاعات الإنتاجية للمستجدات، وتوفير الأرضية القانونية لمختلف البحوث والأفكار التكنولوجية، وعلى رأسها قوانين الملكية الفكرية وحماية الابتكار والإبداع.

مناقشات وعروض

وألقى بيان المنتدى سعادة الدكتور سيف بن عبد الله الهدابي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار، فيما ألقى المهندس هلال بن حمد الحسني الرئيس التنفيذي للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، الكلمة الرئيسية في المنتدى.

إلى ذلك، ناقش المحور الأول "تطبيقات النانو وأولويات المستقبل"، وقدم الدكتور محمد العبري أستاذ مشارك بقسم هندسة النفط والكيمياء كلية الهندسة ومدير مركز أبحاث النانو بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان "تقنيات النانو في مجال معالجة وتحلية المياه"، فيما قدم البروفيسور أسامة أبوزيد من قسم الكيمياء بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل حول "تقنيات النانو في استخدام الطاقة الشمسية".

وتحت عنوان "تقنيات النانو في التحليل الكيميائي" قدَّم البروفيسور حيدر بن أحمد اللواتي الأستاذ الدكتور في الكيمياء والأكاديمي بقسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس، ورقة العمل الثالثة في هذا المحور.

تلى ذلك عرض مرئي حول تقنية النانو بعنوان "التعريف بمجالات الاستخدام والنتائج المتوقعة لتطبيق تقنية النانو في أبحاث تحلية المياه"، قدمته المهندسة بثينة الغافرية الباحثة في قسم النانو بجامعة السلطان قابوس.

وعقب أوراق العمل عقدت جلسة نقاشية، شارك فيها الدكتور محمد العبري أستاذ مشارك بقسم هندسة النفط والكيمياء كلية الهندسة ومدير مركز أبحاث النانو بجامعة السلطان قابوس، والبروفيسور حيدر بن أحمد اللواتي الأستاذ الدكتور في الكيمياء والأكاديمي بقسم الكيمياء في كلية العلوم بجامعة السلطان قابوس، والدكتور أشرف بن طالب الهنائي مشرف تدريب بشركة تنمية نفط عُمان، والدكتور حسن بن أحمد اللواتي طبيب اختصاصي صحة الطفل بوزارة الصحة، ومحمد بن خلفان العاصمي مدير قطاع التعليم والشباب والثقافة بمجلس الشورى.

تعليق عبر الفيس بوك