نظيرة الحارثية تكشف لـ"الرؤية" مخاطر صعود قمة "أما دابلام".. وحقيقة "عضة البرد"

...
...
...
...
...
...
...

واجهنا مخاطر حقيقية.. والحمدلله لم نتعرض لـ"عضة البرد"

مشاعر الفخر والاعتزاز غمرتني عندما رفرف علم عُمان فوق القمة

أدعو الرياضيين إلى تحقيق أهدافهم بالمثابرة.. فعمان تستحق الكثير منا

الرؤية - مريم البادية

عبَّرت المغامرة العُمانية نظيرة الحارثية عن سعادتها بالإنجاز الفريد الذي حقَّقته بعدما صعدت إلى قمة جبل "أما دابلام"، التي تعلو عن سطح البحر بنحو 6812 مترا، وتقع في دولة النيبال، وهذه القمة واحدة من قمم جبال الهيمالايا الشهيرة.

وقالتْ الحارثية -في تصريح خاص لـ"الرؤية": "كانت هذه الرحلة مفاجئة؛ وذلك بسبب الأوضاع الحالية التي خلفتها جائحة كورونا حول العالم وتسببت في غلق المطارات؛ حيث كنتُ أتوقع أن العام سيمر دون رحلات للتسلق، لكن سمعت من بعض الأصدقاء أنهم ينوون السفر إلى هذا الجبل، ولم يكن في خاطري أن أعاود هذه الرحلة بسبب صعوبة التسلق على هذا الجبل". وأضافت: "رأيتُ أن إعادة المحاولة لصعود هذا الجبل تستحق، إذ إنه أحد الجبال التي من الصعب تسلقها، ويجب أن يكون المتسلق متحليًا بالمهارة الكافية لذلك، فخُضتُ التجربة واستمرت الرحلة قرابة الشهر".

وكشفتْ الحارثية أنَّها في بداية الرحلة خضعت لفترة حجر منزلي، ومن ثم توجهت إلى منطقة أخرى، وبدأت الرحلة منها مشيا على الأقدام بين القرى والجبال على ارتفاعات مختلفة، مشيرة إلى أن جزءًا من الرحلة أن يتعود جسم المتسلق على الارتفاع لمدة 6 أيام. وتابعت الحارثية توضح تفاصيل الرحلة، وقالت: "بعدها وصلنا إلى المخيم الرئيس للجبل، ومكثنا 3 أيام حتى تأقلم الجسم على الارتفاع الجديد، عند 4600 متر فوق سطح البحر، ثم بدأنا مرحلة التسلق الرئيسية وهي الصعود إلى المخيم الأول على ارتفاع 5800 متر، ثم النزول مرة أخرى؛ إذ إنَّ عملية الصعود والنزول تساعد الجسم على إنتاج كريات الدم الحمراء بشكل معتدل، وهذا الإنتاج عادة ما ينخفض مع الضغط الجوي، كما يتراجع الأكسجين في المناطق المرتفعة".

وأكَّدت الحارثية أن التسلق في فصل الشتاء "صعب للغاية"، كما أنَّ فرصة النجاح "ضئيلة جدا"، وذلك بسبب الرياح ومرور التيار النفاث على المنطقة؛ إذ وصلت سرعة الرياح بين 50-100 كليومتر في الساعة، كما انخفضت درجات الحرارة انخفاضا كبيرا للغاية. ومضت قائلة: "عندما صعدنا إلى القمة كانت الرياح في حدود 45 كيلومترا في الساعة، لكنها ظلت سريعة ومن الممكن أن تعرض المتسلقين إلى ما نسميه ’"عضة البرد"؛ أي أنَّ الدم لا يصل إلى الأطراف مما قد يؤدي إلى بترها لا قدر الله". واستطردت بالقول: "لكن ولله الحمد لم نتعرض لهذه المخاطر، إلا أن فترة الليل على القمة كانت شاقة جدا؛ وذلك لأننا عبرنا مسارات مختلفة؛ فهناك الجليد والثلج والصخور".

وبينت الحارثية أنها بلغت القمة بعد 19 ساعة من التسلق، لكنها نسيت عناء الطريق ومشقته عندما رفرف علم عمان عاليا بين يديها، قائلة: "كنت أشعر بمشاعر الفخر والاعتزاز، فهو إنجاز مستحق".

وأشارت الحارثية إلى أن رحلة العودة استغرقت يومين، ومن بعدها بدأت رحلة العودة إلى الوطن. ودعت الحارثية في ختام حديثها جميع الرياضيين إلى أن يضعوا أهدافهم أمامهم ويسعوا إلى تحقيقها؛ فهي لا تتحقق إلا بشق الأنفس، مؤكدة في هذا السياق أن "عمان تستحق الكثير".

تعليق عبر الفيس بوك