منبع الطاقة الإيجابية‎

أنيسة الهوتية

مُذ دَخلنا العام الجديد والأحداث تتوالى بسرعة فائقة لدرجة أن الإنسان أصبح لا يستطيع إستيعاب ومتابعة  ما يدور حوله بدقة شديدة كعادة ورغبة البشر! وإن تلقاها متكاملة، إلا أنه لا متسع من الوقت لديه لمتابعة وقراءة التفاصيل، فأصبحَ يقرأ العناوين وبين السطور ورؤوس الأقلام حتى لايكون مُتأخراً في معلوماته فكما قال الأقدمون قليل الشيء خيرٌ من عدمه، وتلك القراءة المكوكية القليلة من هنا وهناك على الأقل تُبقينا على كوكب الأرض مع بقية البشر وليس في كوكب آخر مع الكائنات الفضائية!

وأعترف أني أحياناً أخشى من النوم بعد الإرهاق الذي يأتي من إستنفاذ يوم سريع جهيد حتى لا أنام نومة دب قطبي خاصة في الأجواء المناخية الباردة الحالية التي تجلب الكسل الجميل، وعشرات المرات أتأكد من المنبه خشية أن أصحوا وأجدني في العام 2050م فجأة! وتكون أحلامي وأمالي وأهدافي الجميلة الصغيرة قد ماتت وحيدة بين يدي السنين القاسية التي مرت عليها بينما كانت صابرة منتظرة تراقبني متى أصحوا وآخذ بيدها ونمشي معاً في طريقنا الذي رسمناه سوياً.

وَدائماً كنت أقول بأن شعور الطُمأنينة هو الأجمل دون مُنازع، ولكن شعور الخشية والخوف الإيجابي عادة يكون وازعاً للإستيقاظ وزيادة الوعي، وأيضا تُعطي طاقة دفع هائلة للتقدم وعدم الوقوف في منتصف الطريق مهما كان الأمر، فالحياة التي نعيشها مضمار سباق إذا بدأناه علينا إنهاؤه وإن كُنا آخر الواصلين.

ونحن كبشر لاشيء يسيطر علينا مثل مشاعرنا ورغباتنا أيا كان منبعها، القلب أو العقل، تبقى هي التي تتحكم  بنا وبتصرفاتنا وتتدخل في راحتنا النفسية والذهنية، وايضا في تعلقنا ببعضنا البعض ممن هم حولنا من بشر والذين يتمثلون في العائلة، الأحباب، الاصدقاء، الزملاء،، إلخ

ومن الأمور التي بعثت على قلبي الراحة في الأيام الأخيرة هو المرسوم السامي الذي حدد آلية انتقال ولاية الحكم وتعيين ولي للعهد وبيان مهامه واختصاصته، وأدعوا الله أن يطيل في عمر صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ويرزقه الصحة والعافية ولا يرينا فيه سوء ومكروه أبداً، ولكم هو جميلٌ أن نرى في دولتنا ووطننا سلطاناً وولياً للعهد لأول مرة. وبعيداً عن الوصف السياسي والدستوري و"البروتوكولات" وغيرها، كمواطنة بسيطة في هذا الوطن العظيم أراني أصفها بالراحة النفسية للمواطن قبل أي شيء آخر، وليس لغزاً صعب الحل كثير الإحتمالات! وإن كان عنصر المفاجأة جميلاً، تبقى الشفافية في العلاقات والروابط أجمل، وترابط المواطنين بالوطن وبالأسرة الحاكمة لا تختلف عن ترابطهم بأفراد اسرتهم وعائلتهم وإن لم يكونوا يلتقوا بهم كل ليلة على مائدة واحدة لتناول وجبة العشاء!

وثاني أجمل الأمور هو تكرار ظهور السيدة الجليلة- حفظها الله ورعاها- وتناقل الشعب لتلك الصور والأخبار عبر وسائل التواصل الإجتماعي بفرحة تغمر القلوب، فنحن كمواطنين عمانيين لطالما إفتقدنا هذه الإطلالات الحنونة، ولوهلة غمرتني الفرحة وأنا أرى الصورة الملكية السلطانية قد إكتملت بوجود الأب والأم في البيت الملكي السلطاني لسلطنة عمان، وأننا كشعب من أبسطهم إلى ارفعهم نعيش مع الأسرة المالكة بمعرفة تامة صريحة. وكما قلت آنفاً إنهُ شعورٌ جميل يحمل الطُمأنينة والراحة النفسية.

أما عن الأحداث الحاصلة في العالم الخارجي المختلط بعالمنا الداخلي، فإنني أُفضِل عدم ذكر اي شيء آخر بعدما ذكرته حتى لا أُفسد نكهة السعادة في فِكري وعقلي ومشاعري التي إجتمعت ضدي في الفترة الماضية وشَنت علي حَرباً مستعرة وإضراباً على الكِتابة بكل أنواعها، والحمدلله بأنها إهتدت وأخذتني ثم أوصلتني إلى هُنا، وخَتمت مقالي بمسك ذِكر السيدة الجليلة منبع الطاقة الإيجابية والحنان للوطن والمواطن.