اتهام ترامب بـ"الخيانة" وانتهاك يمين التنصيب

"هجوم الكابيتول".. "إرهاب داخلي" يهدد بـ"ذبح الديمقراطية الأمريكية" قبل يوم التنصيب

...
...
...

ترجمة - الرؤية

أفصح تقريرٌ نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية عن مجموعة دلالات أكبر مما أسمته "المخاوف التي حملها هجوم يوم الأربعاء الماضي على مبنى الكابيتول الأمريكي (الكونجرس)"، حيث كان مشهد مثيري الشغب وهم يركضون وسط سحب من الغاز المسيل للدموع في نفس المكان الذي أقسم فيه ترامب قبل أربع سنوات على الحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه صادمًا.

وقالت الصحيفة إنَّ "المشهد الفوضوي" أكَّد حجم التحدي الأمني الهائل الذي تواجهه الحكومة الأمريكية الآن وهي تتجه نحو تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن بعد أيام قليلة. إذ وكما هي الحال مع أي تنصيب في العصر الأمريكي الحديث، فإنَّ تنصيب بايدن كرئيس في 20 يناير بمثابة "حدث خاص للأمن القومي"، ويمنح هذا الحدث ذلك أعلى مستوى من الاستعداد الأمني ، مع كل القوة النارية الهائلة التي يمكن للوكالات الفيدرالية -بقيادة الخدمة السرية ومكتب التحقيقات الفيدرالي- حشدها.

وفي أعقاب الهجوم على مبنى الكابيتول، تجري الولايات المتحدة الآن تعزيز مستوى الأمان المرتفع بالفعل بشكل كبير.

وقالت آمي كلوبوشار السناتور الديمقراطي الذي يجلس في لجنة الكونجرس المشتركة التي تشرف على مراسم التنصيب، لشبكة "سي.بي.إس نيوز": "يجب إجراء مراجعات كبيرة وغير مسبوقة لما حدث، والتغييرات التي تم إجراؤها فيما يتعلق بتعزيز الأمن".

وفي غضون ساعات من "مذبحة الأربعاء" -حسب وصف الجارديان- كان هذا التعزيز على مرأى من الجميع؛ حيث شُيد سياج يبلغ ارتفاعه 7 أقدام "غير قابل للتوسع" في دائرة عملاقة حول أراضي الكابيتول، وسيبقى لمدة 30 يومًا على الأقل.

وأعلنت حالة الطوارئ في واشنطن حتى اليوم التالي للتنصيب. وسيكون أكثر من 6200 من أفراد الحرس الوطني منتشرين في أنحاء المدينة بحلول نهاية هذا الأسبوع، وفقًا لرئيس بلدية العاصمة موريل باوزر.

والدافع وراء التدافع لزيادة الأمن هو إدراك أن ما حدث يوم الأربعاء كان بمثابة فشل أمني هائل. واستقال رئيس شرطة الكابيتول والرقيب العسكري في مجلس الشيوخ نتيجة لذلك.

وبحسب "الجارديان" فإنَّ عبارة "فشل أمني" لا تقترب من التهديد الوارد في اقتحام مبنى الكابيتول، وأنَّ أخطر ما في الأمر ليس "الغوغائين أنفسهم"، ولكن من يقف ورائهم؛ فلم يسبق للرئيس الحالي أن حرض أتباعه على مهاجمة "قلب الديمقراطية الأمريكية".

وكما قال مايكل شيرتوف وزير الأمن الداخلي السابق في عهد جورج دبليو بوش: "ما فعله دونالد ترامب كان خيانة لثقة الجمهور وانتهاك ليمين المنصب. ليس هناك شك في أن ما رأيناه قد حرض عليه الخطاب الذي كان يستخدمه الآن منذ أسابيع، والذي ألهم وحرك اليمين المتطرف وأصحاب نظرية المؤامرة". وشبه تشيرتوف أعمال الشغب في مبنى الكابيتول بـ11 سبتمبر. "في 11 سبتمبر كنا قلقين من أن إحدى الطائرات ستضرب مبنى الكابيتول. وفي هذه الحالة، أصيب مبنى الكابيتول، لكن بإرهاب داخلي، وكان صادمًا للغاية".

وأضاف: "الإفضاء بالناس إلى نظريات المؤامرة أو التطرف الأيديولوجي، وتشجيعهم على استخدام كل ما لديهم في تنفيذ عمل إرهابي، يخلق نوعًا مختلفًا من التحدي الأمني". وأوضح شيرتوف أن التغيير يضع الخدمة السرية أمام مهمة صعبة، وقال: "كما نعلم الآن للأسف، هناك أشخاص مستعدون للانخراط في الإرهاب الداخلي. على عكس التعامل مع الإرهابيين الأجانب الذين يمكنك استبعادهم من البلد، في هذه الحالة لا تعرف ما إذا كان جارك المجاور يمثل تهديدًا أم لا".

وبالنظر إلى حجم الموارد المتاحة لأقوى حكومة على وجه الأرض، فإنه من الملح جدًّا ألا تكون هذه المهمة مستعصية على الحل، لكنَّ شيرتوف يحذر من أن التنصيب سيكون مجرد بداية له. وسيكون هناك تحدٍ مستمر خلال الأشهر المقبلة؛ اعتمادًا على مدى نشاط دونالد ترامب عندما يكون خارج منصبه، فيما يتعلق بالإرهاب المحلي المستوحى منه بشكل مباشر أو من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة والتآمر. وسيكون هذا هو التحدي الأمني في المستقبل المنظور.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة