مناقشة أول ماجستير في الهندسة المعمارية بجامعة السلطان قابوس

 

مسقط- الرؤية

تمَّت مُناقشة أول أطروحة ماجستير في تخصص الهندسة المعمارية بقسم الهندسة المدنية والمعمارية في كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس، والتي قدمتها المهندسة المعمارية دانة بنت عبدالله العريمية، وحملت عنوان: "تحديد مكونات الاستدامة في عُمان بناءً على التشاركية المجتمعية لتطوير نظام محلي لتقييم استدامة المباني".

وسعت الأطروحة إلى فهم مكونات الاستدامة من وجهة نظر الفئات المعنية العمانية كجزء من محاولة أولى لتطوير نظام محلي لتقييم استدامة المباني بالاعتماد على المشاركة المجتمعية، وذلك عن طريق توظيف مصفوفة مُتداخلة من الطرق البحثية الجادة.

كما هدفت الدراسة إلى استخلاص مفهوم الاستدامة في البيئة المبنية من وجهة نظر الفئات المعنية من العمانيين وتحديد مكوناتها كما يرونها هم بشكل جمعي، والسعي لاستكشاف احتمالية وجود اختلافات ما بين الفئات المعنية بناءً على العوامل الاجتماعية والديموغرافية ومدى قوة وتأثير مجموعات الفئات المعنية والخبرة السابقة في المشاريع المُستدامة، وتنبع أهمية الدراسة من ارتباطها برؤية عُمان 2040 التي تبنتها الحكومة الرشيدة لتحقيق مسعاها للوصول لتنمية مُستدامة بما في ذلك استدامة البيئة المبنية.

وترى المهندسة المعمارية دانة العريمية مُعدة الدراسة أنَّه رغم التوجه نحو الاستدامة في المباني، إلا أنَّ التطور في هذا المحور بطيء نسبياً مُقارنة بدول مجلس التعاون الخليجي، إذ سبقت هذه الدول بإدخال أنظمة تقييم وتصنيف للمباني المستدامة ضمن أنظمتها. لكن معظم هذه الأنظمة التي اعتُمِدت بدول الجـوار تمَّ تطويرها بناءً على هيكلية أنظمة عالمية لتقييم استدامة المباني كنظام الريادة في تصميم الطاقة والبيئة (LEED) مما قد يهمش نسبياً الاعتبارات الاجتماعية والثقافية الخاصة بالمجتمع المحلي، وعلى الرغم من التوجه الحكومي نحو خلق بيئة مبنية مستدامة، فإننا نجد أنَّ هنالك فجوة في فهم وجهة نظر الفئات المعنية العُمانية وقيمها وتفضيلاتها وأولوياتها لتحقيق بناء مستدام. إذ إنَّ الجهود السابقة في هذا المجال لم تستطرد في البحث عن مكونات الاستدامة في البيئة المبنية كما تراها الفئات المعنية المحلية، بما في ذلك المستخدمون النهائيون للمبنى. وقد شكَّل هذا عقبة رئيسية في مسيرة تطوير نظام محلي لتقييم استدامة المباني. وبناءً عليه، فقد تبنت الدراسة في مسارها نظرية البناء الاجتماعي كنهج عام وشملت عدة طرق بحثية كمية ووصفية مثل تحديد الفئات المعنية وتصنيفهم، طرق تطوير الاتفاق، مصفوفة القوة مقابل التأثير، التدوين الحر، حساب مؤشر البروزSalience Index، ورشة تفاعلية بين ممثلين للفئات المعنية.

كما دعت العريمية إلى اتخاذ إجراء فوري لبدء برنامج واسع النطاق لتعزيز المعرفة والممارسات المستدامة بين جميع الفئات المعنية في البيئة المبنية بما في ذلك صانعي السياسات، مبينة أنَّ نتائج هذه الأطروحة توفر هيكلًا قائمًا على الأدلة البحثية لتطوير نظام محلي لتقييم استدامة المباني بناءً على الفهم الجمعي للفئات المعنية من العمانيين وقيمهم وتطلعاتهم.

ويُعد برنامج ماجستير العلوم في الهندسة المعمارية جديدا نسبيا إذ بدأ استقبال أول دفعة في خريف 2018، وقد أشرف على هذه الأطروحة د. شهم العلوش بالتعاون مع لجنة الأطروحة المكونة من د. محمد صلاح ود. صالح الساعدي. وضمت لجنة التحكيم: د. مدحت عوض الله (رئيسا) - د. شهم العلوش (مشرفا) - د. حنان الجابري (ممتحنا خارجيا) - د. إسلام سلام (ممتحن داخليا).

 

 

تعليق عبر الفيس بوك