صدى الأمم

طفول سالم

للأسف هناك من يتغذَّى على ضعفك ومرضك وانكسارك، هناك من يستغل وهانك من يحاول أن يغير مبادئك وقيمك وجعلك طوع ما تريد نفسه المريضة، وعندما تسقط لن يتحمل أحد مسؤوليتك أبدا مهما أسلمت لطاعتهم.

سوف يراقبونك من بعيد وأنت هش لا تستطيع أن تحلم حتى بإنسانيتك وفطرتك التي كانوا سببا في التلاعب بها؛ لأنَّ الشر باق والأشرار باقون والخير باق وهذه حكمة الله وسنته. لكن الشر والنفوس الشريرة في ازدياد مهُول، باتت حيوانيتهم شرهة لا يكفيها ما حطمت ولا ما ستحطِّم من قلوب ونفوس، إنها نزعة تحطيم ما حولها ما يُخالفها من عالم النفوس البريئة التي لم تعد تطيق الاستمرار والخضوع.

باتتْ تُدرك تماما أنها لا تستطيع استيعاب استغفالها وتحطيم أحلامها لقد رفضت السيناريوهات الكاذبة والسقوط المتتالي والضحك على النفس بالقول: أنا في مأمن ولا يهمني، الأمور سوف تكون أفضل، تعبت من التماس الأعذار لم أنتبه إلى المثل منذ البداية: "أكلت يوم أكل الثور الأبيض" لن يعيد التاريخ نفسه معي أبدا لن أرجع إلى هذه النفوس الشريرة بالأحلام الكاذبة الذي تتجلى وتسقط عنها الأقنعة مع الأيام.

أخيرا.. استوعبت أنَّ النفوس تنتمي لذواتها فقط؛ لا تتشابه مع أحد. تمر الأيام لتبقى وحيدة محجورة في قفصها الصدري؛ كان لزاما عليها أنْ تُعيد ترتيب أوراقها، أنْ تستعيد وطنًا يستوعبها، وطنا يناسبها، فهي قادرة على أنْ تكون وطنا، لقد تيقنت وعرفت معنى أن تتمسك بالأحلام. إنها ساعة الخروج من الشرنقة والخروج من الغفلة، لم تعد مملوكة، استيقظت لترى الآفاق الفسيحة الممتدة اللامتناهية.

طيبة، صريحة جدا؛ لكنها لا ‏تملك شوكة لتحرس تلك الطيبة من الداخل؛ عكس النفوس السيئة تماما والتي تظهر طيبتها مزخرفة بالشوك من الداخل، ‏تتصنَّع أخلاقها لتبلغ هدفها! تلك الأخلاق تحمل صلاحية انتهاء؛ وزمنها متجدد ومكانها محصور ومقيد في الأساسيات، وما إن تنقضي حاجتها تنقضي معها أخلاقها. وتنسى أنها تعاني من فقر الأخلاق الذي لا يعنيها شيئا.

تناثرت تلك الأحلام حتى ‏ماتت؛ تناثرت حتى تجاوز صداها صدى الأصم وصرخات الأبكم، تأرجحت بين مراجيح الأقدار، لم يبق منها ما يزعج هذه النفوس الدنيئة، فباتت لا تتعاطف ولا تأخذها بها شفقة؛ نسوا أن الدنيا زائلة والآخرة خير وأبقى، وأنهم على مشارف الرحيل. وأن ذلك الفراغ والهدوء المزيف القريب من صراخ بلا صوت سيصبح يوما ممزوجا بآهات الأبرياء.

إنَّ الانحطاطَ باستغباء النفوس الطيبة يُثير التساؤﻻت والدهشة، وسيتردد صداه على الأمد البعيد؛ إنه صراع البقاء بين الخير والشر، فالنفوس السيئة تتخبط مسكونة بمسها الشيطاني تعمل على تحطيم أحلام الأخرين والاستهزاء بهم وتتفيه أفكارهم وأمنياتهم. ولعل لاتخاذ الحرية طريقا تبعات محفوفة بالمخاطر والأشواك والعراقيل والتحديات.

أما انبثاق الأمور من قناعات وتجارب مهما كانت الاعتراضات عليها، فتؤسِّس لتماسك أحلامك وعدم تفككها؛ لأنها ليست قناعات زائفة يمكن أن تسقط مع أول احتكاك أو مواجهة لواقع مؤلم لم يكن بالحسبان.

تعليق عبر الفيس بوك