توجس من "تحركات مفاجئة" لترامب قبل مغادرة البيت الأبيض

مع خفوت آمال السلام.. اليمن يودع 2020 حزينا كما بدأ

ترجمة- الرؤية

صدَّرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أحدث تقاريرها عن الأزمة في اليمن بعنوان صادم، قالت فيه إنه لا نهاية في الأفق لأسوأ أزمة إنسانية بالعالم.. فبعد 6 سنوات من الصراع، لا يزال هذا البلد غارقًا في أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ حيث يشهد حربا شرسة تركت ملايين الأشخاص على شفا المجاعة.

ورغم مفاوضات الوساطة من الأمم المتحدة بين الفصائل المتحاربة، إلا أن تعثرها عدة مرات ترك البلاد في حالة غموض قاتم دون أي إطار واضح لاتفاق سلام دائم.

وحذر كبار مسؤولي الأمم المتحدة من أن المانحين الدوليين قدموا بالكاد نصف ما تقول منظمات الإغاثة إنه ضروري لتزويد السكان المدنيين المحاصرين بالطعام والأدوية...وغيرها من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.

وفي واشنطن، أشعل الصراع في اليمن بعض المعارك السياسية الأكثر إثارة للاهتمام في إدارة ترامب، حيث اجتمع تحالف من المشرعين الجمهوريين المحافظين والديمقراطيين التقدميين معًا لمحاولة وقف الدعم العسكري الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية. ومع ذلك، استخدم الرئيس دونالد ترامب مرارًا حق النقض أو رفض التشريع الذي يهدف إلى وقف الدعم العسكري الأمريكي تمامًا أو تقييد السلطات الرئاسية لإعطاء الضوء الأخضر للأعمال العسكرية في الخارج دون موافقة مسبقة من الكونجرس. وبالمقابل، بدأ الكونجرس تحقيقات في مبيعات الأسلحة المعجلة لإدارة ترامب للسعودية والإمارات، وهي قوة خليجية أخرى منخرطة في الصراع، مما أدى لسجال عام بين كبار دبلوماسيي ترامب والمشرعين.

وفي مارس الماضي، سافر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى نيويورك للضغط على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش لتقليص المساعدات للمدنيين المتضررين في اليمن؛ خشية وقوع المساعدة الخارجية في أيدي من وصفهم بـ"المتمردين". وسلطت الحلقة الضوء على مدى خطورة موقف الأمم المتحدة في اليمن، حيث واجهت ضغوطًا من إدارة ترامب لقمع الحوثيين كجزء من حملتها الأوسع ضد إيران.

بينما شهد نوفمبر الماضي على تخطيط إدارة ترامب تصنيف "الحوثيين" في اليمن كإرهابيين قبل مغادرة المنصب في يناير، كطلقة فاصلة أخيرة على الجماعة. وتوقف التصنيف بعد أن واجهت الإدارة معارضة شرسة من بعض المشرعين والجماعات الإنسانية، التي تحذر من أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية. يبقى أن نرى ما إذا كان ترامب سيسحب الزناد في نهاية المطاف، لكن الجدل يعكس كيف رفعت الإدارة نهجها المتشدد تجاه إيران ووكلائها الإقليميين فوق أي شيء آخر. ويذكر القوى العالمية الأخرى بأن ترامب ربما لا تزال لديه بعض التحركات السياسية المفاجئة  قبل مغادرته البيت الأبيض في يناير.

ويُمكن أن يغيِّر الرئيس المنتخب جو بايدن سياسة الولايات المتحدة بشأن اليمن؛ مما يضع حدًّا للمعارك في واشنطن، لكن الصراع هناك لا يزال لا يلوح في الأفق.

تعليق عبر الفيس بوك