حلم أم واقع؟!

وداد الإسطنبولي

"آااه.. يا ويلي من حلم أريد أن أفيق منه".. هكذا تنهدت تزفر كل ما يدور في خاطرها، وأردفت تقول: كم أنَّ الفراق مؤلم. ويتناثر ثغرها ابتسامة لقولها، وتتقلب جنباتها تارة يمينا، وتارة يسارا، كتقلب أهل الكهف؛ فهم كحالتها في الحلم نياما.

يا من جرته أنسجة الشعور إليها وهيأته كحلم جميل ملامحه.. شربت من كأسه فترنحت كالسكارى، يُلازمها، يُطربها، يُسعدها، كالجنون الحر.. لا قيس عاش شعورها، ولا جميل بثينة.. شعور الحب جمَّدها كجمود الميت! فحرام أيُّها الحلم؟ لا نالت منك وساما، والضرب في الميت حرام.

وحق الله في عبادته.. أن تنهي معها هذا الشعور المؤلم الذي يؤنب ضميرها، ويعز عليها.

تراك في راحتها حين تلمسها وفي كل الزوايا، وفي نبضاتها حين تسمعها وبين الحنايا، زينت كل ما حولها بزينتك، وأحبت نفسك كما أحببتها فيها. خطواتها.. صارت تتبع خطواتك، مرفوع من الثرى ولك مقام الثريا.. لك معزَّة الأم حين تتخذ من أولادها صفه الكبيدا.

توت أحمر.. تشعر بلذته، وما هو إلا أثير قبلات تحوم في حلمها تسمع حفيف صداها.

آااه يا ويلي من هذا الحلم، حقوقه لديها محفوظة، وحقوقها عليك مشروعة، وتبذل جهدا في تقلب جفنيها حتى لا تكون من الضحايا، وتفيق بكسلٍ تتلفَّت ببصرها تارة يمينا، وتارة يسارا تحمدُ الله أنه كان حلما أفاقت منه، تستعيد واقعها، وتحيا بالنظارة.

تعليق عبر الفيس بوك