حمود بن علي الطوقي
تابعت ردود الأفعال حول تكريم معالي سالم بن مُحمد المحروقي وزير التراث والسياحة للناشط الاجتماعي الأخ العزيز محمد المعمري من دولة الإمارات العربية المُتحدة الشقيقة، وقد استطاع الرحالة الإماراتي الذي وصل إلى عمان أن ينقل لمتابعيه عبر حسابه في تطبيق سناب شات والانستجرام وتويتر عن الطبيعة الخلابة لسلطنة عُمان ولم يكتفِ بذلك بل امتدح الشعب العُماني الذي أكرمه بطيبة أخلاقه وأحسن ضيافته.
ونقل المعمري الصورة وهو يتجول في ربوع عُمان بحرفية دون مونتاج ودون تكلف فجاءت تغطيته طبيعية وصادقة مما زاد من احترام المتابعين له لأنه نقل الصورة عن بلادنا بواقعية وباحترافية مستفيدًا من خبراته وأسلوبه الشيق والمباشر في نقل الأحداث. ونظرًا لهذا التميز في تغطيته فقد طلب المغردون العمانيون من وزير التراث والسياحه تكريمه لأنه حسب قولهم يستحق ذلك وفي المُقابل تجاوب معالي الوزير وقال في تغريدة إنَّ الرحالة والناشط الاجتماعي خليفة المعمري مرحب به في بلده عُمان وقام بالفعل باستقباله في مكتبه ونقل الناشط الاجتماعي في اتصال هاتفي مع إحدى الإذاعات المحلية تقديره وشكره لمعالي الوزير ولكل الجمهور العُماني وأعلن أنه جاء إلى عُمان لكي يكتب عنها وينقل للعالم ما تزخر به عُمان من مناظر خلابة وطبيعة هي هبة من الله لهذا الشعب الكريم والأصيل والتي قد تكون عُمان تنفرد بهذا الجمال عن بقية الدول التي زارها.
استقبال معالي الوزير للناشط الإماراتي خليفة المعمري أثار حفيظة عدد كبير من الناشطين العُمانيين والذين قدموا الكثير في تغطياتهم عن السلطنة ووثقوا في حساباتهم عن تفرد وتميز السلطنة بمقومات سياحية يراهنون أن السياحة في عمان أهم مورد للدخل بعد النفط. وقد وجه البعض وأيضًا مجموعات الواتساب عتاباً للوزير لعدم تكريم وتقدير الحسابات العُمانية التي لا تقل شأنا في التغطية التي رصدها الإماراتي خليفة المعمري. ومما زاد من ردود فعل المُتابع العماني إعلان الإماراتي خليفة المعمري شكره لمعالي الوزير الذي وجه له دعوة لزيارة زنجبار. وتناول المغردون سبب هذا الدعم وتوجيه معالي الوزير لزيارة زنجبار. حيث حتما سيكتشف الأثر العماني والوجود العماني في دول شرق أفريقيا.
أذكر قبل عامين زارنا الناشط الاجتماعي الكويتي ماجد الصباح ونقل عبر حساباته تغطية مُتميزة عن السلطنة وحظي أيضاً بتقدير وبشكر من قبل العمانيين وأيضاً حظي بتكريم من قبل وزارة السياحة آنذاك.
حقيقة هناك حسابات عُمانية تستحق التقدير والتكريم وهذه الحسابات توثق لطبيعة الحياة في السلطنة بمختلف مكوناتها وتعمل هذه الحسابات بصمت وبدون ضجيج، ربما بعض الحسابات لم تُحقق النجاح المنشود على الرغم من احترافية أصحابها وأعتقد يعود سبب شهرتها للأسلوب الذي ينتهجه صاحب الحساب في الترويج فهناك حسابات جامده تنقل لنا الصور وهناك حسابات تنقل لنا مقاطع مصورة وأخرى تنقل لنا الطبيعة الخلابة للسلطنة دون توصيف للمكان.
مما أثلج صدري وأنا أتابع الردود التي واكبت تغريدة معالي وزير السياحة والثراث بروز عدد من الحسابات المهمة التي تروج للسياحة في السلطنة وهي حسابات لرواد التواصل الاجتماعي العمانيين الذين يسعون حالياً لتجميع الحسابات المتميزة من الشباب العماني والمهتمة بتوثيق الرحلات والأماكن في السلطنة بإخراج إبداعي واحترافي وعلى سبيل المثال لا الحصر حساب المهندس رياض الهنائي وهو مُحب للمُغامرات والرحلات الجبلية، وكذلك حساب سعيد الغافري صاحب الباص الذي قرَّر أن يحول باص عادي إلى كرفان مُتنقل يجوب فيه مختلف أنحاء السلطنة، وكذلك حساب المصور سلطان البلوشي وهو غواص محترف ومغامر ومهتم بالمجال البيئي، كما أن هناك حساباً للمغامر ومتسلق الجبال سعود الذهلي وينقل لنا جانباً من جَمال جبال السلطنة. ويعد حساب المصور المحترف العالمي أحمد الطوقي والحاصل على جوائز عالمية أفضل الحسابات التي تنقل الطبيعة الخلابة للسلطنة؛ حيث قضى الطوقي أكثر من 10 سنوات من مشواره الفني في التوثيق عن طبيعة سلطنة عُمان من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب وتقرأ في كل صورة من صوره قصة وحكاية.
ورغم أن هناك حسابات عمانية كثيرة تستحق الإشادة والتشجيع فهناك حسابات هابطة أقل وصف لها بأنها حسابات تافهة مُقرفة لا تمت لنا بصلة، ويعتمد أصحابها على الشهرة الزائفة؛ فيتم تداول مقاطعهم وتنتشر كالنار في الهشيم وللأسف تحمل البصمة العمانية، وبدلاً من أن تضيف شيئاً مفيداً للمتلقي تنقل له مقاطع هابطة وهزيلة هذه الحسابات يجب أن يحاسب أصحابها أو يتم توعيتهم بكيفية استغلال شبكات التواصل الاجتماعي.