العنفوان التعليمي

 

سليمان الجابري

تتكاتف الأيادي وتتجاذب الأحوال بالنظر إلى حال أفراد المجتمع، لملامسة واقع التعليم في ظل جائحة كوفيد-19، وبالسعي الحثيث للوصول إلى الطموح المبتغى من المعرفة نرى أنَّ جميع شرائح المُجتمع تتعاضد وتتكاتف من أجل المعرفة الرقمية والوصول إلى شغف تعليم الطالب سواء أكانت مؤسسات تعليمية أو مجتمعات مصغرة يؤرق هدوء يومها شغف التعلم الرقمي، حيث أصبح كل فرد من المُجتمع يسعى لتكاملية المساندة لدور المعلم في كيانه لييسر التعليم.

فنرى الكل من أجل الفرد الطالب ونرى دور المعلم المحوري والجوهري في صقل المعرفة وتسهيلها للطلاب بمُختلف التفرعات المعرفية والتكنولوجية والصبر على وجود النفسيات المختلفة والمتنوعة.. مما يجسد لديهم تلك الصور والأمل القادم السريع بالعودة لأفنية المدارس مع الحفاظ على جودة التعليم الرقمي من خلال الشبكة العنكبوتية، لأنها الثورة المعرفية المُتداخلة في توجهات كل واحدٍ منِّا في كل تعاملاته اليومية، فإذا استسلمنا لها تولدت أفعالنا عليها لأنها ستكون مغناطيسا جاذبا إما بالإيجابية أو السلبية وسنحتاج حينها إلى أن نختار بين الضوء الدائم أو العيش في مستنقع الظلام القاتم.

من الجهة المُقابلة للنجاح أو التأخر لأي كيان تعليمي بمختلف عناصره يعتمد بشكل أساسي على مستوى الإيجابية المحاط بها المجتمع في كل شيء والقابلية للتصدي لجميع التحديات المحتملة وكذلك على القدرة على استيعاب الفهم العميق للموارد الدفينة المتوفرة في المجتمع بشكل عام وفي الحقل التربوي بشكل خاص، وذلك لضمان جودة النجاح الأكيد من منبعه الأساسي الصحيح، لأنَّ كل ما سيتم استحداثه من تبعات ذلك النظام أو الفكرة سيؤثر في المقام الأول وبشكل أساسي على هذا الميدان بمختلف العناصر الأساسية المتنوعة فيه، لأنَّ من أراد إزالة التحديات التي تعرقل النجاح لابد أن يُؤمن بالتجديد والتغيير المستمر وكذلك بوجود فريق مشارك له في الفكرة والنجاح، لذا هي الطريقة الأمثل التي تتمخض في عدم ضياعها والتقليل من شأنها وتبعاتها.

إنَّ النجاح في تحقيق ذلك الهدف يحتاج لرؤية واضحة المعالم ولسلسلة طويلة من الأفكار والقرارات والممارسات والبنى التدريبية تتمخض عن التوجيهات والمحاولات مع العزم على الالتزام والإصرار لتأدية الأنشطة التي تسعى للنمو والتطوير لتحقيق أعلى نتيجة لذا يتمحور الفكر حول بعض الجمل التي تتبادر إلى الأذهان، أعطني إذا كنت مما تأخذ عني!!

لنكن على حذر ولنتأمل أن ما نُطعمه لأفكارنا كل يوم، سينمو ويتجسد في أعمالنا وحياتنا ليصبح هو الناتج لما تطعمه لاحقاً .

لأنه نهج طويل الأجل للعلاقات وعطاء الخير والإخلاص والتفاني في العطاء فلا نجعل قيمة العطاء محدودة بمقدار العطاء على حجم الأخذ.

فعندما نضع الموظف بشكل عام أياً كانت وظيفته يتحمل مسؤوليات الوظيفة المكلف بها مع المُتابعة المستمره للسياسات والإجراءات والقوانين والقواعد التي تساعده وتساعد كل الأفراد على التميز والإبداع والتي تكون منبراً وحافزاً له على الإنتاجية الصحيحة  علينا بجودة العمل بما يحمل من نظم وقوانين وسياسات متجددة وعلينا التخلص من جميع الإجراءات البيروقراطية والسياسات التي تُعرقل سير العمل وتتنافى مع التحفيز والحصول إلى بدائل أفضل ذات تأثير إيجابي على الأفراد وعملهم.

إن تغيير الفكر العام لدى المسؤولين بأنهم هم أصحاب العقول الفذة في التفكير الصحيح في إيجاد البدائل المستمرة لأي نتاج جديد وإقناعهم بأنَّ السياسات القديمة لم تعد تفضي إلا إلى انتكاسات وعدم رضا وظيفي لهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالقناعة التامة الراسخة بأنه يوجد أطراف أخرون يمكن أن نجد لديهم البدائل الأفضل والأنجع لأي فكرة .

إنَّ الإيمان المستمر بوجود الآخرين في مختلف المؤسسات أياً كانت مُسمياتها يُساعد على تخطي كثير من التحديات المستمرة التي تواجهها، لذا ينبغي علينا الثقة في موظفينا مهما كانت درجاتهم ومسمياتهم الوظيفية، لأنه قد نجد أفراداً قد تشبعوا خبرة في مجال العمل الذي استقى منهم الخبرات وما هو مُفيد وجليل لإزالة أي تحدٍ مع عدم تجاهل الأخذ بالرأي من الطرف المُقابل كذلك .

لذا تكمن أهمية إنجاز العمل بالوقت المقدر له وقناعة الفرد بإنجازه والتسهيلات المتبعة في بيئة العمل والتخطيط المثمر لاستغلال موارده الوافرة والتغذية الراجعة للأعمال المنفذة منه، إنَّ المُسميات الوظيفية قد لا تكون بمقدار الكاريزما الخاصة بشخصية الفرد فلا نصدر حكماً على فرد معين بمجرد مسماه الوظيفي قبل أن نخوض في المعنى الصحيح لتلك الشخصية.

إن انتقاد الأفراد والحكم عليهم ليس بالضرورة أن يكون من منبع واحد فقط فينبغي علينا أن نمد الفكر ونسيطر على العقل ونربط العمل ونشارك الحدث ثم نصدر الحكم، لأنَّ النجاح رحلة طويلة المدى وليست صعبة المنال لمن استلهم النجاح من طموحه الذي بلا حدود المتضمنة الحفاظ على التعلم والنمو والتطور والإلهام.

تعليق عبر الفيس بوك