نمو المبيعات 39%.. وسوق "الأتمتة" يتوسع 20% بحلول 2025

طفرة في إنتاج الروبوتات بالهند مع تنامي الحاجة بالقطاع الصحي

ترجمة- الرؤية

يقف الروبوت "ميترا" على ارتفاع 5 أقدام فقط، ويتنقل بين أجنحة المستشفى، مسترشدًا بتقنية التعرف على الوجه وجهاز لوحي مُثبت على الصدر يسمح للمرضى وأحبائهم برؤية بعضهم البعض... هكذا بدا دور الروبوتات في الهند خلال جائحة كورونا، وفقاً لما رصدته صحيفة ذا جارديان البريطانية.

وطُور ميترا في السنوات الأخيرة من قبل شركة بنغالورو الناشئة، ويبلغ تكلفته حوالي 13600 دولار (10000 جنيه إسترليني) - نظرًا لتقليل مخاطر إصابة الأطباء بالعدوى، وأصبح ذي شعبية كبيرة في المستشفيات الهندية خلال الوباء. ومنذ ظهوره لأول مرة في عام 2017 في قمة دولية؛ حيث استقبل إيفانكا ترامب وتفاعل مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، استخدم ميترا بشكل متزايد في المستشفيات التي تُعالج مرضى كوفيد-19.

وقال بالاجي فيسواناثان الرئيس التنفيذي لشركة "إنفينتو روبوتيكس"، التي تُصدّر الروبوت إلى خمس دول: "كان الغرض من ميترا في الأصل دور الرعاية، ولكن تمَّ تكييفه أثناء الجائحة لمساعدة الأطباء والممرضات من خلال أخذ القراءات الحيوية، والمساعدة في الاستشارات" بما في ذلك الولايات المتحدة وأستراليا. وما زال لدى الهند حوالي ثلاثة روبوتات فقط لكل 10000 عامل، لكن الصناعة المحلية تنمو بسرعة، ويغذيها الوباء إلى حد كبير.

وازدهرت الشركات الناشئة الناجحة، ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن الاتحاد الدولي للروبوتات (IFR)، تعد الهند الآن من بين أفضل 10 دول في مجال التركيب السنوي للروبوتات في الصناعات. ووصلت مبيعات الروبوتات الصناعية إلى رقم قياسي جديد بلغ 4771 في عام 2018، بزيادة 39% عن العام السابق. ووفقًا لمعيار الأعمال اليومي، من المتوقع أن ينمو سوق الروبوتات في الهند بنسبة 20% بين عامي 2017 و2025.

ومن الضيافة إلى المستشفيات، تتبنى مجموعة من القطاعات نهج الأتمتة لتقليل التكاليف والوقت أو لتحقيق الدقة- وفي بعض الحالات- إنقاذ الأرواح.

وتعاونت شركة جينروبوتيكس وهي شركة ناشئة من ولاية كيرالا بجنوب الهند، مع السلطات المحلية لتكييف روبوتها ذي الشكل العنكبوتي "بانديكوت Bandicoot" لتنظيف المجاري ونقاط الصرف الصحي، والتي كان يتم تنظيفها يدويًا حتى ذلك الحين، وهو عمل خطير وغير مقبول لدى كثير من العمال.

ومنذ عام 2011، يستخدم الجيش الهندي روبوتات Daksh المجهزة برؤية الأشعة السينية وآليات الكشف عن المخاطر الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية. وتصنع شركة "جراي أورانج" ومقرها دلهي روبوتات لقطاع التخزين والتشغيل الآلي.

ووفقًا لتقرير الاتحاد الدولي في عام 2017، كان قطاع السيارات في الهند المشتري الرئيسي للروبوتات الصناعية؛ حيث يمثل 62% من إجمالي المعروض. واستخدمت شركة سوزوكي الهندية الروبوتات في مصانعها بالعديد من المناطق؛ كخط لحام آلي في مصنعها في مقاطعة ناشيك. أما شركة تاتا موتورز لصناعة الشاحنات فتستخدم روبوتًا صناعيًا مصنوعًا في الهند لرفع الأحمال الثقيلة. وعلى الرغم من أنَّ العديد من المستشفيات الهندية اعتمدت الروبوتات أثناء الوباء بسبب نقص معدات الوقاية الشخصية، ولأنه يمكن استخدامها لتطهير الأرضيات باستخدام الأشعة فوق البنفسجية والمطهرات القوية، فقد تم استخدامها أيضًا قبل بدء الوباء في الرعاية الصحية، للمساعدة في العمليات الجراحية التي تتطلب مستويات عالية من الدقة.

ومع ذلك، كان اعتماد الروبوتات في الهند بطيئًا لأسباب عديدة، أهمها أن العمليات في الشركات الهندية ليست موحدة جدًا. أما العامل الآخر فيتمثل في الرسوم الجمركية المرتفعة على استيراد التكنولوجيا. وثمة مخاوف واسعة النطاق من أن الروبوتات ستلغي الوظائف في بلد ترتفع فيه معدلات البطالة بالفعل. وما زال التوسع يمثل تحديًا، لكن يبدو أنَّ اتجاه الأتمتة سيستمر للأبد.

تعليق عبر الفيس بوك