اقتصاديات التعليم والهدف المنشود

د. سعيد بن سليمان العيسائي *

يقصد باقتصاديات التعليم دراسة القضايا الاقتصادية المتعلقة بالتعليم، بما في ذلك الطلب على التعليم، وتمويل التعليم وتوفيره، والكفاءات النسبية لمختلف البرامج والسياسات التعليمية. كما يعد الاستثمار في التعليم أحد الجوانب الاقتصادية لأنه استثمار بعيد المدى.

وقد ظهر مصطلح "اقتصاديات التعليم" كعلم منذ وقت مبكر؛ حيث يعد آدم سميث في كتابه "ثروة الأمم" عام 1776 من أوائل العلماء الذين تطرقوا للأهمية الاقتصادية للتعليم في تلك المرحلة.

ويعد التعليم عاملاً غير مباشر من العوامل المؤثرة على الاقتصاد؛ بفعل ما يقوم به التعليم من آثار إيجابية على مستوى الصناعة والإنتاجية؛ الأمر الذي يؤدى لتضاعف الإنتاج وتنوعه وارتفاع الأرباح بشكل واضح وملحوظ.

وأصبح علم "اقتصاديات التعليم" تخصصاً قائماً بذاته في بعض الجامعات على مستوى الماجستير والدكتوراه وفرعاً من فروع علم الإدارة والأصول بكليات التربية في جامعات أخرى.

ويختلف الإنفاق على التعليم من دولة لأخرى تبعاً لمستوى ميزانية هذه الدول، وقد بلغ متوسط الإنفاق العام على التعليم في السنوات الأخيرة 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي.

وتراوح الإنفاق على التعليم في دول مجلس التعاون الخليج العربية في السنوات الأخيرة ما بين 15.5% إلى 22.7%.

أما الذين يعملون في هذا الحقل، فيفضل حصولهم على مؤهل في الاقتصاد ومؤهلات عُليا أخرى في اقتصاديات التعليم، ولهم خبرات في مجال اقتصاديات التعليم أو تمويل التعليم في وزارت التعليم أو في بعض الجامعات أو في وزارات الاقتصاد والمالية أو بعض المنظمات الدولية ذات الصلة بالتعليم.

كما تجدر الإشارة إلى أن المتخصص في اقتصاديات التعليم بالشروط والمواصفات التي أشرنا إليها هم قلة على مستوى العالم.

والذي نريد التركيز عليه هو الاستثمار في التعليم، والإنفاق عليه يجب أن يحظى بأهمية كبرى نظراً إلى أنه استثمار بعيد المدى يعود على الفرد والمجتمع من خلال ما لوحظ من أثر ذلك على التقدم والتطور في مختلف القطاعات الاقتصادية.

* كاتب وأكاديمي

تعليق عبر الفيس بوك