أمريكا ترزح تحت وطأة "كورونا".. وترامب يعرقل جهود بايدن لاحتواء الأزمة

ترجمة- الرُّؤية

قال تقرير لصحيفة ذا جارديان البريطانية إنَّ الولايات المتحدة تعاني من تحديات غير مسبوقة في ظل ارتفاع إصابات فيروس كورونا، مشيرة إلى أنه بعد انتخابات شرسة أدت إلى تفاقم الانقسامات الحزبية المريرة وتركت البلاد في حالة تمزق.

ينتشر كوفيد-19 في جميع أنحاء الولايات المتحدة كما لو كان في مهمة شخصية لتوحيد الأمة المُنقسمة لمواجهة كارثة تتكشف يوماً تلو الآخر. فمن بين 50 ولاية، تشهد جميع الولايات باستثناء ولاية هاواي، ارتفاعات مقلقة في الإصابات الجديدة. وسُجل ما يقرب من 12 مليون حالة حتى الآن. وفي يوم واحد فقط، سجلت الولايات المتحدة 184 ألف حالة جديدة، وهو 6 أضعاف العدد الإجمالي للإصابات في كوريا الجنوبية منذ بدء الوباء.

ويوجد حاليًا ما يقرب من 80 ألف أمريكي في المستشفيات يقاتلون من أجل الحفاظ على حياتهم، هذا إلى جانب ارتفاع معدل الوفيات بلا هوادة إلى 2000 وفاة يوميًا، وهو ما يقرب من الذروة التي سجلتها أمريكا في أبريل الماضي.

وقال مايكل أوسترهولم عضو الفريق الاستشاري لفيروس كورونا الذي شكله الرئيس المُنتخب جو بايدن: "نمُر بأخطر فترة صحة عامة منذ عام 1918".

وكانت نتيجة هذه الزيادات المُرعبة من المرض، أن الذعر بدأ ينتشر على مستوى الدولة. وكان الحكام ورؤساء البلديات من الساحل إلى الساحل يتدافعون نحو تطبيق الإغلاق العام، ففي نيويورك تمَّ إغلاق أكبر نظام للمدارس العامة في البلاد يوم الخميس بعد شهرين فقط من إعادة فتحه، أما في كاليفورنيا فقد أعلن الحاكم جافين نيوسوم أنَّه "سيُعلن الطوارئ".

وفي جميع أنحاء الغرب الأوسط الأمريكي، سار الحكام الجمهوريون على خطى ترامب في تعاملهم مع كوفيد-19، من كريستي نويم في ساوث داكوتا، إلى بيت ريكيتس في نبراسكا، وكيم رينولدز في ولاية أيوا، ومايك بارسون في ميسوري؛ حيث قلدوا أسلوب الرئيس في التقليل من أهمية الفيروس دون هوادة، والادعاء كذباً بأن الوباء تحت السيطرة، مع رفض وضع الكمامات. لكن النتائج الآن واضحة للعيان، فمستويات العدوى جامحة، ومعدلات الإصابة الإيجابية مذهلة، والمستشفيات على وشك الانهيار. ورغم ذلك، ومع ضرب الفيروس الغرب الأوسط كإعصار عنيف، بدأ بعض الحكام الجمهوريين على مضض تغيير مسارهم.

وفي الأيام الأخيرة من حملته الرئاسية، تسبب ترامب في إهانة واسعة النطاق في عالم الطب من خلال الزعم دون دليل أنَّ الأطباء كانوا يشيرون إلى كل حالة وفاة على أنها كوفيد-19 حتى يتمكنوا من الحصول على المزيد من الأموال.

ومنذ الانتخابات، أمضى ترامب وقته في التركيز على الادعاء الواهي بأنَّ النصر قد سُرق منه، وطرد كبار المسؤولين الذين رفضوا موافقته على نظريات المؤامرة الخاصة بشأن تزوير الانتخابات. أما بالنسبة لأزمة الوباء، فقد أخفق فيها بشدة، وكانت آخر مرة حضر فيها اجتماعًا لفريق العمل المعني بفيروس كورونا بالبيت الأبيض قبل خمسة أشهر على الأقل.

أما بايدن، الذي وضع مُكافحة كوفيد كأولوية قصوى في حملته الرئاسية، فقد تحرَّك بسرعة لتشكيل لجنة استشارية تتألف من 13 عضوًا لمُعالجة أزمة فيروس كورونا. وبذلت اللجنة كل ما في وسعها لضمان بدء الخطوات العملية فوراً بحلول يوم التنصيب في 20 يناير 2021، لكنها الآن ضعيفة التأثير بسبب تعمد إدارة ترامب عدم إبداء أي تعاون.

ولذلك حذَّر بايدن من أن رفض ترامب تبادل المعلومات الاستخباراتية حول مثل هذه الأمور الحرجة- مثل كيفية توزيع اللقاحات المحتمل توزيعها قريباً- يعني أنَّ "المزيد من الناس قد يلقون حتفهم".

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة