أكد أنَّ "المؤتلف الإنساني" يجسد مجموعة القيم التي تحلى بها السلطان الراحل

الفهدي: "القيم السلطانية" يرصد الصفات الحميدة للسلطان قابوس.. وسيرته العطرة منهاج عمل للجميع

الرؤية- محمد إسماعيل

في حلقة خاصة تزامناً مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الخمسين للنهضة، تحت القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه، استضاف برنامج "استديو الرؤية"، الدكتور صالح الفهدي مؤلف كتاب "القيم السلطانية" للسلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه.

وناقشت الحلقة مع الفهدي مفهوم القيم، ومدى تمسك المجتمع بها، علاوة على استعراض أبرز محتويات الكتاب، وفكرة الكتاب وأهميته، وما يضمه من مفاهيم، علاوة على الحديث عن تحديات الكتابة والتأليف والفترة الزمنية التي استغرقها المؤلف لإنجاز الكتاب، والمصادر التي اعتمد عليها لتوثيق مضامين الكتاب.

واستهل الفهدي حديثه بالإشارة إلى القيمة في اللغة وهي الشيء النفيس والثمين، وأن أثر القيم على الفرد عظيم وكبير، يحث تجنبه الكثير من الأخطاء، وأنها أشبه بالسور المنيع الذي يمنعه من السقوط. وأكد الفهدي أن القيمة تحافظ على المجتمع وتماسكه وإبعاده عن النعرات التي قد تؤثر بالسلب على وحدته. وذكر الفهدي العديد من القيم مثل الصدق والالتزام والأمانة، موضحا أنه من الضروري على الشعوب العربية والإسلامية الالتزام بهذه القيم لأنها متجذرة في تقاليدنا ونشأتنا الإسلامية، معرباً عن أسفه أن بعض هذه القيم معطلة في مجتمعاتنا المعاصرة.

وأشار الفهدي إلى مصادر عديدة للقيم أهمها التنشئة الأسرية والتعليم والتنشئة الاجتماعية، قائلا إنه كلما زاد الاهتمام بهذه المصارد، تتأسس لدينا أجيال صالحة وعلى مستوى عال من الأخلاق؛ ومن ثم تنتشر في مجتمعاتنا ثقافة القيم. وأضاف الفهدي أن هناك حاليا إشكالية في الأسرة، وأن المجتمع في حاجة إلى إعادة تقويم الأسرة. وقال إن الأسرة في وقتنا المعاصر تفتقد إلى كيفية تربية وتقويم الأبناء، حيث ظهرت أجيال بعيدة كل البعد عن القيم، داعياً إلى ضرورة أن يكون هناك برامج لتوجيه الأسر حول كيفية تربية الأبناء، كما حث الفهدي على أهمية وضع مادة خاصة بالقيم في المناهج الدراسية حتى تتعزز ثقافة القيم.

وتطرق الفهدي للحديث عن مركز قيم، وقال إنه مشروع شخصي، يهدف إلى تعزيز القيم في المجتمع العماني وأيضا خارج عمان، ونجح هذا المركز في إصدار كتب وتنظيم برامج وفعاليات من شأنها تعزيز ثقافة القيم.

ومع الخوض في محتويات الكتاب، أكد الفهدي أن المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- صاحب شخصية تجسدت فيها القيم بشكل كبير، حيث أصبحت شخصية السلطان قابوس خير ممثل للقيم العمانية الأصيلة، مشيرا إلى أنه يجب على المؤسسات أن تحول القيم التي تمتع بها السلطان الراحل إلى برامج وأعمال.

وأضاف: "لقد أكد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مع توليه مقاليد الحكم، السير على النهج القويم للسلطان قابوس، والتأسي بخطاه كي ترتقي عمان إلى المكانة المرموقة، وهذا يؤكد أن القيم التي تمتع بها السطان الراحل خير مرشد للأجيال القادمة".

وأوضح أن الهدف من كتاب "القيم السلطانية للسلطان قابوس" إبراز القيم التي أرسى بها السلطان الراحل نظام الحكم في السلطنة، استنادًا إلى المواقف التي سطّرها في الحكم، لافتا إلى أنه لم يكن من السهل عليه ككاتب تناول شخصية عظيمة مثل شخصية السلطان الراحل طيب الله ثراه.

ولفت إلى أن إعداد الكتاب استغرق نحو 3 أعوام، وكان من المفترض أن يصدر الكتاب خلال فترة حياة السلطان قابوس، لكن مشيئة الله أرادت أن يصدر بعد وفاته رحمه الله، لتصل لنا الرسالة بأن الجسد رحل، لكن الفكر والقيم باقية ولن ترحل مع الجسد.

وأكد الفهدي أن السلطنة نجحت في توصيل قيم المجتمع العماني والقيم التي تمتع بها السلطان قابوس مثل التسامح والتفاهم والتعايش المشترك من خلال إعلان "المؤتلف الإنساني"، وقد وصلت الرسالة إلى منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدينية حول العالم.

ودعا الفهدي إلى ضرورة تبني برامج وطنية حقيقية للقيم، وأن يتم تدريس كتاب القيم لطلاب المدارس والجامعات، مع وضع برامج هادفة تعمل على تعزيز ثقافة القيم لدى الأسرة والمجتمع.

يُشار إلى أنَّ الحلقة تُبث مباشرة عبر تطبيق "زووم" للاتصال المرئي، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي لجريدة الرؤية (فيسبوك- تويتر- يوتيوب) في الساعة السادسة والنصف من مساء كل أحد، ولمدة ساعة كاملة.

تعليق عبر الفيس بوك