الانتقال غير المنضبط "قد يربك" حسابات الرئيس الجديد

بايدن في مواجهة "كورونا".. أم العكس؟!

ترجمة - الرؤية

تساءلت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية عن ما الذي ستفعله إدارة بايدن إزاء "كوفيد 19"؟ مستندة إلى أنَّ ثمة تناقضًا بين المستويات العليا للأحزاب الرئيسية كان لافتًا في التاسع من نوفمبر، وهو اليوم الذي تجاوزت فيه البلاد 10 ملايين حالة مسجلة للمرض.

وقالت المجلة إنه في ذلك اليوم كان البيت الأبيض للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، يتعامل مع تقارير تفيد بأنه قد يكون قد استضاف حدثًا ثانيًا واسع الانتشار في غضون شهر، هذا الحدث لحفلة ليلة الانتخابات التي ربما أصابت بن كارسون وزير الإسكان بكورونا، من بين شخصيات أخرى. مضيفة بأنه في اليوم نفسه، أعلن الرئيس المنتخب جو بايدن تشكيل أعضاء مجلس استشاري لفيروس كورونا، يعمل به نوع من خبراء الصحة العامة الذين يحب الرئيس ترامب السخرية منهم.

وفي حين حُول الاهتمام الوطني بطريقة أخرى، بدأت طفرة ثالثة غير عادية في إصابات كوفيد 19 في الأسابيع التي سبقت الانتخابات الرئاسية. وهناك الآن 1000 حالة وفاة جديدة يتم الإبلاغ عنها كل يوم إلى جانب 120,000 إصابة جديدة. وعلى الرغم من زيادة الاختبار إلى ما يقرب من 1.5 مليون في اليوم، فإن معدل إيجابية الاختبار يقترب من 10%؛ مما يُشير إلى أنه حتى الآن يتم إغفال العديد من الإصابات. وفي جميع الحالات، باستثناء عدد قليل منها، يبدو أنَّ هناك انتقالًا غير منضبط، مما يحدُّ من فاعلية تتبُّع الاتصال. وكانت حالات الاستشفاء تتراجع حتى نهاية سبتمبر، عندما انخفضت إلى أقل من 30000.

ولفتت "ذي إيكونوميست" إلى أنَّ هناك حجة قائلة بأنَّ تعامُل ترامب مع الوباء قد كلَّفه الانتخابات. ومع ذلك، فإن هذه الزيادة الأخيرة في الإصابات ليست ظاهرة أمريكية؛ فقد تزامنت تقريبًا مع الموجة الثانية في أوروبا، والتي تُقاس بعدد الوفيات والحالات لكل شخص، وهي أكثر حِدَّة.

وقد ثَبت أنَّ التنبؤ بمسار المرض أمر صعب للغاية. لذلك، من غير الواضح مدى سوء الوضع الذي سيرثه الرئيس الجديد بايدن في 20 يناير 2021. لكن المؤشرات الحالية لا تبشر بالخير. ويعتقد أشيش جها عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون، أنه قد يكون هناك 100000 حالة وفاة جديدة بداية من الآن. وكان أفضل تقدير لمجلة الإيكونوميست لإجمالي الوفيات في أمريكا، بما في ذلك أولئك الذين نعتقد أن التقارير الرسمية قد أغفلتهم، هو ما يقرب من 300000. وبعد تسعة أشهر طويلة من التعايش مع الفيروس، يبدو أن الأمريكيين ومسؤوليهم المنتخبين قد تعبوا من القيود المفروضة على الحركة والأعمال. فمع عدم وجود قيود جديدة، يمكن أن يستمر النمو المتسارع لأسابيع. قد يدفع الطقس البارد المزيد من الناس إلى نقل تجمعاتهم في الداخل؛ حيث يكون انتقال العدوى أكثر احتمالًا.

واختتمت المجلة بالقول إنَّ انتشار الفيروس بسرعة مع عدم وجود حافز تعويضي سيكون نقطة انطلاق قاسية لإدارة بايدن، وحتى مع الموافقة والتوزيع العاجلين، فإنَّ الحصول على لقاح لكل أمريكي يحتاجه قد يستغرق شهورًا.

وأعلن بايدن عن خطط لاتخاذ إجراءات فيدرالية أكثر جدية، وقد عين رون كلاين الذي نسق استجابة أوباما في البيت الأبيض لتفشي فيروس إيبولا في العام 2014، كرئيس للموظفين. وسيستخدم بايدن سلطته التنفيذية لإنشاء مجلس روزفلت لاختبار الوباء لإجبار الشركات على إنتاج المزيد من الاختبارات والمواد المختبرية ومعدات الحماية الشخصية. وربما يفتقر إلى السلطة لفرض تفويض الكمامة على الصعيد الوطني، لكنه سيدفع الولايات للقيام بذلك.

وتظهر مؤشرات عديدة أنَّ معظم الحكام الجمهوريين قلقون بالفعل بشأن تنفيذ تدابير الصحة العامة، ومن ثمَّ فقد يرون في فرصة تحدي توصيات بايدن حافزًا إضافيًّا للبقاء على هذا المسار، كما يبدو أن الديمقراطيين يكرهون الرد على النمط الأوروبي أيضًا؛ لذا فإنَّ الحظر الذي أعلنه فيل مورفي الحاكم الديمقراطي لنيوجيرسي، على تناول الطعام في الأماكن المغلقة في المطاعم بين الساعة 10 مساءً و 5 صباحًا، يرمز إلى الرغبة في فعل شيء ما، ولكن ليس كثيرًا.

وبلا شك.. فإن الوضع القائم ينبئ بأنَّ أي شخص يأمل في اختفاء الفيروس بمجرد أن تنصب أمريكا رئيسًا يتبع النصائح العلمية، من المرجح أن يصاب بخيبة أمل؛ فالطريق لا يزال طويلا – على حد وصف "ذي إيكونوميست".

تعليق عبر الفيس بوك