ناصر البلال قامة صورية لا تنسى

 

محمد بن سلطان الساعدي

 

تمر هذه الأيام ذكرى وفاة الأديب الشاعر الراحل ناصر بن علي البلال، أحد من اشتهروا بحب مدينته التاريخية صور، والتي كانت عشقه الأول وحتى رحيله يرحمه الله، والذي ترجم ذلك الحب والعشق للمدينة، بحثه التاريخي المليئ بالتحدي والصعوبات والاكتشافات للبحث عن المعلومة ليس في الكتب فقط، بل وحتى في رحلة البحث للكشف عن الأثريات، وفي البحث في اللغات القديمة، مع المختصين، والباحثين العرب والأجانب. في تتبع كل ما يخص هذه المدينة البحرية المهمة، والتي تمتلك الموقع الإستراتيجي منذ القدم في أهميتها. الحديث هنا عن ناصر البلال لايأتي فيما قدَّمه لولايته والخوض في رحلة البحث عن تاريخ صور العفية، فهذا المجال له أهله من أبناء الولاية الذين يهتمون بتاريخ صور، ولن نزيد فيما نكتب عن ما يجتهدون هم فيه، فكما يقال: أهل مكة أدرى بشعابها.

ولكني سأتحدث اليوم ونحن في ذكرى رحيل هذه القامة الصورية الخالدة، عن ناصر الإنسان ذي القلب الرحيم، وسيشاركني قراءة هذه المقالة المتواضعة، من عرفوا ناصر البلال وجلسوا معه، وحينما أكتب عن الجلسة، فسيتخيل كل شخص أنه هو المقصود، ويقول فعلاً كانت هكذا جلساتنا مع ناصر البلال، وكأنني أتحدث عن كل شخص جلس مع هذا الإنسان العظيم، لأن الذي يعرف الأديب الراحل ناصر البلال يصعب عليه نسيانه لما يتركه البلال في قلوب محبيه ومن عاشروه، فيسحرك الجلوس معه ولا يُمكن للذاكرة أن تنيسك روعة الجلسة مع ناصر البلال لما فيها من عذب الحديث والروح المرحة التي يضفيها البلال، على المكان فتتمنى أن تطول الجلسة وتطول، لما تسمعه من سحر الكلام، ولا تعرف جمال ورعة اللغة  العربية، إلا معه يرحمه الله، قدمت اقتراحاً لصاحب متحف الربان بدر بن سعيد السناني فكرة إنشاء قسم ضمن متحفه التاريخي الذي يجمع تاريخ مدينة صور في كل المجالات، بأن يكون هناك قسم  للمثقفين الذين أثروا الولاية، وهم كثيرون وعلى سبيل المثال لا الحصر  الأستاذ الراحل عبد القادر الجيلاني. وغيرهم ونبذة في المتحف عن مسيرة المثقفين وإنجازاتهم،  خاصة وأنَّ الشاب بدر السناني يحمل نفس صفاتهم بولعه لهذه المدينة التاريخية، وأدرك مدى الإرث العظيم، الذي تحمله هذه المدينة من تاريخ على مدى العصور، فراح سنوات يجمع من كبار السن، ويشتري من هنا وهناك من حسابه الشخصي، وحينما تسأله هذه الخسائر يقول لك:  بأنه لا تهمه الخسائر بقدر ما يهمه إبراز ولاية صور، هكذا هم أبناء صور، أجيال وراء أجيال تتوارث عشق هذه المدينة وتاريخها القديم، والمرحوم ناصر البلال من أكثر الشخصيات الصورية عشقاً لحوريته الأبدية العفية، وبشهادة الجميع لما قدمه طوال سنوات حياته، عن مدينة صور. رحم الله أبي عبد الله  فرغم الرحيل في 9 نوفمبر 2006م، إلا أنَّ ذاكرتي لم تنسَ ناصر البلال فمثله يرحمه الله يصعب نسيانه.

تعليق عبر الفيس بوك