أنيسة الهوتية
سمعنا عن الأوبئة وكيف التهمت أقواماً قبلنا، لكننا لم نتوقع أننا سنعيش وسط زحمة وباء يستهدف البشرية، وسيطرأ تجميد للأنشطة الدولية لأكثر من نصف عام؛ مما أدى إلى ركود تجاري ألحق الخسائر بالمؤسسات، وكلما كانت المؤسسة أكبر كانت خسائرها أكثر، ولكن بعض المؤسسات استطاعت أن تشق بذكاء دربها التجاري واستخدمت أزمة كورونا لصالحها!
ولا أقصد صناعة الأدوية الطبية، والكمامات، والقفازات، والمعقمات ومختلف الخدمات الطبية، ولا المطاعم التي أصبحت أكثر نشاطاً خلال الأزمة، ولا حتى الأطباء والطواقم الطبية التابعين للمؤسسات الطبية الحكومية التي أصبحت تُهمل بقية المرضى ومواعيدهم بحجة كورونا! والمضحك المُبكي على هامش المؤسسات الطبية أن ذات الأطباء يهتمون بالمرضى والمراجعين في العيادات الخاصة!
ونرجع إلى محور المقال، نجد أن "طيران السلام" لمع نجمه في الصعيد المحلي خلال أزمة كورونا حين أنطفأ نجم الطيران العماني الذي أعلن تعليق جميع رحلاته من 1 مايو إلى 31 مايو بعد إعلان إقفال المطار في 29 مارس إلى إشعار آخر! وتم التمديد طبعا مع استمرار الأزمة، وفي نفس فترة الإغلاق والتعليق كان طيران السلام يعمل على رحلات الإخلاء والإرجاع إلى بعض المطارات القريبة بعدد رحلات لا تقل عن 7 أسبوعيًّا! وكان هذا إنجازاً رائعاً في وقت اشتعال الأزمة.
وعلى الصعيد الدولي كذلك، كانت هناك إنجازات لشركات طيران أخرى في وقت ذروة الأزمة مما ساعدها على أن لا تتكبد خسائر كبيرة كغيرها؛ فطيران "فلاي دبي" ظَلَّ يعمل على رحلات الترحيل إلى مختلف النقاط القريبة عالميًّا، ومثله طيران العربية، وطيران الإمارات، اشتغل على النقاط البعيدة مثل فرانكفورت، ولندن، ومانيلا، وساوباولو...وغيرها من الرحلات التي تدوم أكثر من 5 ساعات ومثلها طيران الاتحاد.
أما طيران آير إينديا، فقد اكتفى بتعليق رحلاته من 17 مارس إلى 15 أبريل، ثم عاد بتعطش وهو يعمل على رحلات الترحيل إلى مطارات بنغلور، وحيدرأباد، ودلهي، ومدراس، وأحمد أباد وبومباي، وطيران "يو إس بنجلاديش" فقد اكتفى بتعليق طائراته لأسبوع واحد فقط من 1 إلى 7 مايو، وعمل طيران "إير إينديا إكسبرس" على كاليكوت، وترافندرم، وكوتشين، ومانغلور، وكاننور.
وسنطوي صفحة ذروة الأزمة وكيفية تخطيط وتنفيذ بعض شركات الطيران للنفاذ من الخسائر العُظمى التي لحقت بغيرها؛ لأنَّ الحديث فيها سيطول، وندخل إلى فترة استئناف رحلات الطيران شبه العادية من مطار مسقط والتي بدأت في تاريخ 31 يوليو إلى دُبي، وأغلب الوافدين الذين تم تسريحهم من وظائفهم كانوا يقطعون تذكرة إلى دبي مع طيران السلام، أو الطيران العماني، ثم من دبي إلى أي وِجهة حول العالم بتذكرة أخرى؛ مما أدى إلى تكلفة فائضة، كما حصل مع أحد المعارف حين قطع إجمالي تذكرتين مسقط-دبي على الطيران العماني، ثم دبي-جدة على الطيران الإماراتي بقيمة تزيد على 500 ريال عماني على الدرجة السياحية!! بينما ذات التذكرة لو قطعها من مسقط-دبي-جدة على الطيران الإماراتي كانت ستكلف 190 ريالاً فقط، ولكن لم يكن مسموحاً للطيران الإماراتي أن يباشر رحلاته من مطار مسقط في تلك الأيام! وكانت ستكلف 150 ريالاً لو كانت على الطيران العماني، ولكن الطيران العماني لم يباشر رحلاته لجدة إلى يومنا هذا! وطبعاً وسيلة رفع أسعار التذاكر كانت الأفضل في ترقيع الخسائر!
وأخيراً.. من الإنجازات اللامعة الحالية لشركات طيران "فلاي دبي" والتي تخدم 44 وِجهة دولية، وهبطت إلى المالديف في 27 أكتوبر مع برنامج رحلتين أسبوعيًّا، ولكن للطلب المتزايد قررت أن تقوم برحلات يومية خلال فترة الذروة الموسمية.
ونتمنى إنجازات دولية لامعة لبقية شركات الطيران خاصة المحلية، مع مراعاة أسعار التذاكر لتنشيط المبيعات.