العصف الذهني

عبدالغفار بن عبدالكريم البلوشي

من فوائد ما يُعرف "بالعصف الذهني "Brain Storming"، وهي عملية طرح القضايا للنقاش والبحث من قبل أكبر شريحة مُمكنة من الأطراف المعنية بموضوع ماأو قضية سواء أكانوا أصحاب قرارأم متأثرين به أم محايدين من مختصين وأكاديميين، هي إثراء النقاش بأفكار متنوعة قد تكون مؤيدة أو معارضة أو محايدة فضلاً عن طرح أبعاد وأوجه للموضوع قيد البحث لم تؤخذ في الحسبان أو بعين الاعتبار من قبل المعنيين به.

عملية العصف الذهني يُمكن أن تدار على نحو مؤسسي ومحدود أو أن تكون عامة وعلى نطاق واسع من خلال طرح القضايا للنقاش عبر وسائل الإعلام والتواصل المختلفة. والأكثر نفعًا وجدوى وقبولا للنتائج من قبل الفئة المستهدفة، هو أن تتم العملية عبر الوسيلتين معًا خاصة وإن كانت القضية تتعلق بالشأن العام وتمس الشؤون المعيشية لشريحة كبيرة من المُجتمع.

إنَّ كافة دول العالم تُواجه تحديات غير مسبوقة خلال العام الحالي جراء جائحة كورونا وما نتج عنها من تداعيات وتصدعات اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة لم تتمكن حتى أكثر الدول ثراء وتطورا واستقرارًا  من احتوائها وتجاوزها إلى الآن. وفيما يخص السلطنة على وجه التحديد، تزامنت هذه الجائحة وآثارها السلبية مع رحيل الأب المُؤسس للنهضة المباركة جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه وجزاه خيراً عن كل ما قدمه لهذا الوطن وأبنائه- فضلاً عن تهاوي أسعار النفط إلى القاع مما وضع القيادة الجديدة لمولانا حضرة الجلالة السلطان هيثم بن طارق - حفظه الله ورعاه- أمام تحديات جسام للحفاظ على مكتسبات النهضة المباركة وتجديدها بما يتواءم مع معطيات العصر ومتطلباته وأدواته ويلبي تطلعات الأجيال الشابة التي حان دورها في حمل راية العمل والبناء في ظل مسيرة النهضة المتجددة التي دشنها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق-حفظه الله ورعاه-.

وعملية إعادة الهيكلة للجهاز الإداري للدولة والعمل على وضع وتنفيذ برنامج للتوازن المالي والسعي لتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 والحرص في الوقت عينه على توفير فرص العمل للأجيال الشابة، تنطوي على اتخاذ قرارات هامة وجادة ومدروسة، ولتحقيق هذه المهام والأهداف بنجاعة وشفافية،يجباستشارة أصحاب الشأن والمصلحة من المواطنين المعنيين بهذه القرارات حتى يُساهم الجميع، كل في مجال اختصاصه وصلته بالقضايا المطروحة، برأيه ووجهة نظره وفكره تمهيدًا وتسهيلاً لاتخاذ القرارات الصائبة التي تحقق أهدافها المنشودة دون أن يُصاحبها آثار جانبية سلبية تفاقم الوضع وتزيده سوءًا وتعقيدا فضلاً عن هدر الوقت والمال.

وكيفما تأتي نتائج وخلاصة النقاش الجمعي والاجتهاد الفكري، والذي يجب أن يكون مسؤولًا وواعيًا ويُراعي مصلحة الوطن والمواطن في ظل التحديات التي نشهدها على كل صعيد، سيشعر المُواطن والمجتمع بأنَّه مشارك ومساهم في رفد عملية صناعة القرارات الوطنية برأيه وفكره وسيتقبلها حتى وإن كانت تتطلب التضحيات.

ومتى شعرنا ولمسنا أنَّ الجميع معني ومطالب بالمشاركة في تحمل الأعباء والمسؤولية الوطنية، كل حسب مقدرته وإمكاناته ودون اعتبار للمصالح الفئوية، سيلتف الجميع حول قيادته وسيؤازرها في مواجهة التحديات وسنمضي قدماً بعزم ووئام في مسيرة النهضة المتجددة في ظل الحكم الرشيد لمولانا حضرة جلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- والتي لن تتوقف أو يأفل نجمها بإذن الله.

تعليق عبر الفيس بوك