صباح الخير يا بلادي

وداد الإسطنبولي

عندما تستيقظ وتحمد الله على نعمة الحياة؛ فهذا يشعرك باطمئنان عظيم تجاه من أراد لك الحياة مرة أخرى، لتقود مركبا وتجدف بمجاديف العمل، ليبحر شراعك بهدوء ليعود الى ضفته آمنا.

فهكذا صباح بلادي، تغمره أشعة دافئة تسري إلى أعماقنا، فتطفئ فينا صراعات مُملة وفاترة، تثور ثم تخمد فهذه طبيعة الهدوء المسالم الرابض. صباح الخير تعني صوت صفير بلبل يغرد على أغصان سيمفونية عربية هادئة; كأغنيه تتردد أوتارها على مسامعنا فتجيد الطرب على آذاننا.

فيض صباح بلادي يعانق قبول الدعوات، وترتسم ابتساماتنا على الثغر وتتآلف قلوبنا على الحب، فهو ولادة للأمل ومبعث للتفاؤل، فيقبلني إشراقة، ويحتضنني دفء أشعته.

بلادي مجد وسلالة حضارات من مسندم إلى أقصى الجنوب، أرض ابن غضوبة وحضارات قديمة، والغبيراء، ومجان لها وزن وقيمة، لنا في كل صباح حكاية ورواية  أدوِّنها على صدر ورقتي بانشراح تطيب له النفس السقيمة.

هذا هو صباحنا الجميل، صباحنا العليل، صباح عُمان قلب الوطن، وسلامنا ينبع من سيد السلام قابوس نهج بناه ومشينا نحن على خطواته بثبات، والهيثما ناقوس يدق على وتيرته نهضة تشيد سنرتفع معها للسحاب.

لا أواجه الخوف ببلادي، بل أتعمَّق في إغراءاته الجميلة، فهناك ورغم كل العصف فقد حظينا بقبلة 1970م، وبكينا 2020م، فقد أشعل فتيل الشمع قبل ذهابه، فأنار العهد السعيد فنحن أمه منذ نعومة أظافرها تحظى بالدعوات والتبريكات.

أجد نفسي بفوضى عارمة من المشاعر على صدر الورق تستباح، والكل يعشق سكينته التي تفترش الأحضان بالود، وعنفوان بلادي هامة تعلو رايتها شموخا.

أليس صباحنا جميلا فنردد قائلين:

"يا بلادي ما غيرك وطن "

تعليق عبر الفيس بوك