عُمان بخير.. لا تقلقوا

د. خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

يُحكى أنَّ هناك ستة أطباء في مطعم على قارعة طريق يستمتعون بأكواب شاي وقهوة..مرَّ من أمامهم رجل أعرج!! قال أحد الأطباء:هذا مصاب بالتهاب مفصل ركبته اليسرى! قال الثاني: مجرد التواء في الكاحل. وقال الثالث: هذا يُعاني التهاباً أخمصياً في وجه القدم. وقال الرابع: انظروا، لا يستطيع رفع ركبته يبدو ذلك بسبب خلل في خلايا عصب الحركة السفلي. قال الخامس: أعتقد أنَّ لديه شلل نصفي. قبل أن يُصرح الطبيب السادس بتشخيصه للمرض، وصل الرجل إلى المجموعة، وسأل أين بإمكاني أن أجد أقرب إسكافي لإصلاح حذائي؟!

هذه القصة من القصص التي تُعبِّر عن واقعنا المُؤلم الذي يصور الأمور حسب الهوى وحسب ما يتصوره في ذهنه مع تحليلات في أغلبها بعيدة عن الواقع الذي نعيشه، وتنطبق هذه القصة على واقع المحللين والخبراء والمُفكرين والناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي للوضع الاقتصادي الحالي الذي يمر به العالم كل، وعُمان جزء من هذا العالم.

ومع احترامي لكل المُحللين والخبراء الاقتصاديين واعترافي بأنَّي لا أفهم في الأمور الاقتصادية كثيرًا إلا أن أغلب التحليلات للأسف تبيع الوهم وتبعث الرعب والمخاوف والقلق لدى النَّاس، وتوضح أننا سوف ننهار ووصلنا إلى الهاوية، فهناك من يدعو لرفع الدعم عن الكهرباء والماء بداعي أنَّ هذا الدعم يذهب لمن لا يستحقه. ألسنا مُواطنين ونستحق من الحكومة الدعم والمساعدة والعون؟ وأن أغلب دول الخليج العربي تدعم الكهرباء والماء والأرز والطحين والهاتف والإنترنت وغيرها كأمور حياتية مهمة؟ ألا تعلمون أن الناس تصرخ وتصيح من ارتفاع فواتير الكهرباء والماء وأن عددا منهم قطعت عنهم الخدمة وعددا منهم زج بهم في قضايا قضائية ودخلوا السجن؟ وهناك من يدعو إلى رفع المأذونيات لتصل إلى 600 ريال عُماني لكشف التجارة المُستترة حسب رأيه، وآخر ينشر تقريراً وعليه ملامح الحزن والكآبة بأننا ماضون للهاوية، وثالث ورابع وخامس ينشر تقارير إعلامية خارجية كاذبة وبعيدة عن الواقع ليوهموا المواطن بأننا غارقون وبالتالي يتقبلوا كل ما تطرحه الحكومة من ضرائب ورسوم ورفع دعم.

ألم نتعلم يا إعلاميين ومحلليين من موضوع رفع الدعم عن المُشتقات النفطية والذي أوضحتوا لنا سابقاً أنه سينقذ الوضع الاقتصادي وسيدعم موازنة الدولة وسيتم من خلاله تنفيذ مشاريع تنموية وخدمية، ولم نر هذه المشاريع وأصبحنا ندفع أضعافاً مضاعفة للمشتقات النفطية، فمن 120 بيسة للتر وصل اللتر إلى 220 بيسة.. خفوا على المجتمع وارحموا وضعهم الاقتصادي جزاءكم الله خيراً، الدولة بها خير ومداخيل كبيرة فقط تحتاج إلى قيادات تصرفها التصريف السليم.

يكفي من تهويل الأمر، بثوا الطمأنينة في القلوب وابعثوا الأمل وتأكدوا أن عمان بخير ولا تقلقوا وتبثوا الرعب، وأؤكد لكم أنَّ عمان بخير ولا داعي لهذا التحليل البعيد عن الواقع، والدليل أنَّ مولانا حضرة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- أمر بتنفيذ مشاريع تنموية وخدمية بأكثر من 370 مليون ريال عُماني ولو كانت الدولة واصلة حد الاختناق لما كانت هذه الأوامر ولتوقفت جميع المشاريع. ألا ترى أعينكم أنَّ هناك مشاريع عملاقة تنفذ خلال هذه الفترة وبإشراف سامٍ من لدن جلالته كمستشفى صلالة وغيرها، فكيف بعد هذا تأتي تحليلاتكم بعيدة عن الواقع، وبشأن قضية الديون فكل دول العالم عليها ديون بداية من الولايات المتحدة الأمريكية مرورا بجميع الدول الخليجية وعمان أقلها، وأرى من وجهة نظري المتواضعة أنَّ السلطنة قادرة على معالجة هذه الديون، ورأيي مبني على رؤية وعمل مولانا الصامت والهادئ والفطن والذي سير فعَّال على نهج السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه.. ودمتم ودامت عُمان بخير.