أصوات الناخبين في أمريكا ترسم ملامح "بريكست"

ترجمة - رنا عبدالحكيم

قالت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية إنَّ انتخابات الرئاسة الأمريكية ترسم ملامح الانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي، مستندة إلى آراء عدد من كبار الشخصيات في الحكومات الأوروبية ممن رأوا أنَّ بوريس جونسون ينتظر نتيجة الانتخابات المقبلة قبل أن يُقرر ما إذا كان سيخاطر بإغراق المملكة المتحدة في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون صفقة، أم لا.

ونقلت الصحيفة البريطانية تصريحًا لإيفان روجرز الذي كان الممثل الدائم للمملكة المتحدة في بروكسل خلال الفترة 2013-2017، كان قد أدلى به لصحيفة "الأوبزرفر"، قال فيه إنَّ وجهة نظر يشاركها الوزراء والمسؤولون في الأسابيع الأخيرة في عدة عواصم أوروبية، مفادها أنَّ جونسون ينتظر لحين معرفة نتيجة الانتخابات الأمريكية. ومن المرجح ألا يختار عدم التوصل إلى اتفاق إذا انتصر صديقه ومؤيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب على المنافس الديمقراطي جو بايدن.

وأضاف روجرز: "أخبرتني عدة مصادر رفيعة المستوى في العواصم، أنها تعتقد أن جونسون سينتظر توضيحًا بشأن نتيجة الانتخابات الرئاسية، قبل أن يقرر في النهاية ما إذا كان سيقفز إلى "لا اتفاق" مع الاتحاد الأوروبي، أو يستنتج أن هذا أمر محفوف بالمخاطر مع بايدن التوجه إلى البيت الأبيض؛ وبالتالي التعايش مع بعض اتفاقيات التجارة الحرة الهزيلة (بالنسبة لجونسون) دون المستوى الأمثل".

ولا يزال السفير السابق لدى الاتحاد الأوروبي -الذي استقال في ظل رئاسة تيريزا ماي للوزراء بسبب الخلافات حول إستراتيجية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي- على اتصال منتظم مع كبار الشخصيات الحكومية في عواصم الاتحاد الأوروبي. وقال روجرز إنه إذا فاز ترامب فإنه يعتقد هو وآخرون في أوروبا أن جونسون سيعتقد أن "التاريخ يسير في طريقه" مع بقاء حليفه اليميني في البيت الأبيض. لذلك؛ فمن المرجح أن يخلص رئيس الوزراء إلى أنه قادر على إبرام صفقة تجارية سريعة وجوهرية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أكثر مما لو ظهر بايدن كرئيس بعد انتخابات 3 نوفمبر. وعلى النقيض من ذلك، ستعطي إدارة بايدن الأولوية لإعادة بناء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي التي دمرها ترامب.

وانضمَّ روجرز إلى دبلوماسيين بريطانيين سابقين آخرين في تحذيرهم من أن الإدارة الديمقراطية تحت قيادة بايدن ستُشكل مشكلة كبيرة لجونسون والحكومة البريطانية؛ مما يهدد ما يسمى بالعلاقة الخاصة.. وقال: "لا أعتقد أن بايدن أو فريقه الأساسي معادون لبريطانيا، لكنني أعتقد أنهم غير متأثرين بجونسون وفريقه الرئيسي"، وأضاف: "لذلك أشك حقًا في أنه سيكون هناك الكثير من الدفء في العلاقة الشخصية. ولن تكون إدارة بايدن ببساطة إدارة تنظر إلى التكامل الأوروبي على أنه سلبي".

روجر يرى أنَّ غياب المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي سيجعلها أقل تأثيرًا بشكل واضح؛ لأنها لم تعد قادرة على قيادة التفكير الأوروبي بشأن القضايا الجيو-إستراتيجية التي ستكون ذات أهمية كبيرة لبايدن؛ لذا فإن بايدن سيعيد برلين وباريس -وبالفعل بروكسل- إلى قلب التفكير الأمريكي: ليس بشكل غير نقدي، لأن الولايات المتحدة ستظل لديها مشكلات جادة مع مقاربات الاتحاد الأوروبي بشأن القضايا الاقتصادية والأمنية.

وفي الوقت ذاته، يقلل مسؤولو وزارة الخارجية وداونينج ستريت من احتمال حدوث صعوبات في "العلاقة الخاصة" إذا فاز بايدن، مشيرين إلى أنَّ المملكة المتحدة ستتاح لها فرص لأخذ زمام المبادرة على الصعيد العالمي، وبناء علاقات مع إدارة أمريكية جديدة، ولفتوا إلى حقيقة أنَّ المملكة المتحدة ستترأس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اعتبارًا من فبراير، والرئاسة الدورية لمجموعة السبع من الولايات المتحدة، إضافة إلى استضافة المؤتمر السادس والعشرين للأطراف (COP 26) بشأن تغير المناخ في جلاسكو في نوفمبر 2021.

وقال متحدث باسم داونينج ستريت: إنَّ "الانتخابات الأمريكية شأن داخلي بالنسبة للولايات المتحدة. نرحب بالمحادثات المكثفة التي تجري مع الاتحاد الأوروبي في لندن خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث سنتفاوض لأول مرة على النصوص القانونية وفي جميع المجالات في نفس الوقت".

تعليق عبر الفيس بوك