وسط انهيار اقتصادي.. الحريري يبدأ للمرة الرابعة تشكيل حكومة لبنانية جديدة

بيروت- رويترز

تعهد رئيس وزراء لبنان المكلف سعد الحريري اليوم الخميس بأن يشكل سريعا حكومة جديدة من الاختصاصيين تطبق إصلاحات من أجل وقف الانهيار الاقتصادي بالبلاد.

وقال إنه سيشكل "حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين مهمتها تطبيق الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والمالية التي وردت في المبادرة الفرنسية". وأضاف أنه "عازم على وقف الانهيار وإعادة إعمار ما دمره انفجار المرفأ في بيروت ... سأنكب على تشكيل الحكومة بسرعة".

ويأتي تكليف الحريري بتشكيل حكومة جديدة، في ظل جهود حثيثة لمعالجة أعمق أزمة تواجهها البلاد منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين 1975 و1990. ويحتاج الحريري للحصول على أكبر تأييد ممكن من نواب البرلمان الذين يعقدون اجتماعات مع الرئيس ميشال عون بعد مشاحنات سياسية استمرت عدة أسابيع وعطلت الاتفاق على حكومة جديدة.

وهذه رابع مرة يرأس فيها الحريري الحكومة، لكنه يواجه تحديات كبرى لتجاوز الشقاق في المشهد السياسي اللبناني وتشكيل حكومة جديدة. وكانت احتجاجات حاشدة اندلعت في أواخر العام الماضي ضد النخبة الحاكمة قد أطاحت بحكومته الائتلافية.

ويحظى الحريري، وهو أبرز سياسي سني في لبنان بتأييد نواب تيار المستقبل الذي ينتمي له وحزب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكتل نيابية أخرى أصغر حجما.

وقالت جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية إنها لم ترشح أحدا لمنصب رئيس الوزراء لكنها ستعمل على تسهيل العملية.

وذكر محمد رعد رئيس كتلة حزب الله النيابية للصحفيين بعد لقائه مع عون "مثلكم نحن لن نتعب ولن نمل، ولأننا نرى أن التفاهم الوطني، ولأن نجاح العملية السياسية في البلاد يتوقفان على هذا التفاهم... علينا أن نسهم في إبقاء مناخ إيجابي يوسع سبل التفاهم المطلوب".

وسيتعين على أي حكومة جديدة التعامل مع انهيار مالي يزداد سوءا ومع تفشي فيروس كورونا المستجد وتداعيات الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في أغسطس آب وأودى بحياة نحو 200 شخص.

وسعت فرنسا في أغسطس إلى دفع السياسيين اللبنانيين لمعالجة الأزمة غير المسبوقة، لكن آمالها خابت بسبب ما بدا أنه افتقار إدراك النخبة السياسية لحساسية الوضع وعدم إحراز تقدم.

وقال رئيس الوزراء السابق تمام سلام للصحفيين بعد اجتماعه مع عون إنه يدعم الحريري وإن الحكومة التالية تواجه تحديات. وأضاف "نحن اليوم في إطار متابعة محاولة إنقاذ البلد من الوضع الذي وصل إليه ومن التردي والانهيار الكبير وأمام محاولة جديدة في ظل متابعة ورعاية دولية وخاصة من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمبادرة الفرنسية التي ستحمل الرئيس الحريري مسؤولية كبيرة في مواجهة هذه الاستحقاق وأتمنى من الجميع مساعدته على تشكيل الحكومة بعيدا عن العرقلة والتعطيل".

ولم يتحدث الحريري مع الصحفيين بعد لقائه مع عون.

وكان من المفترض أن تعقد المشاورات النيابية في الأسبوع الماضي لكنها تأجلت وسط خلافات سياسية. ويتعين على عون اختيار المرشح الذي يحظى بأكبر قدر من التأييد من أعضاء مجلس النواب الذي يمثل فيه حزب الله المدعوم من إيران وحلفاؤه أغلبية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة