هل التدابير الاحترازية بمدارسنا كافية؟

خالد بن علي الخروصي

khalid.alkharusi@gmail.com

 

خلال ما يُقارب العام، فقدت المدارس أحبابها وفلذات أكبادها بسبب الجائحة التي اجتاحت العالم، والتي عرفت  بالفيروس التاجي كورونا (COVID-19)، وتعتبر المدرسة شريكة للمنزل في كونها اللبنة الأساسية في بناء المجتمعات الحديثة والمتطورة؛ لذا تلعب دورا حيويا ومهما في نمو الطالب ليس تعليميا ومعرفيا فقط بل وصحيا أيضا. ومن الأهمية أن تتضافر جميع المؤسسات الخدمية العامة والخاصة للمساهمة في رعاية الطالب وزرع الثقافة الصحية اللازمة لرعيته وخاصة أثناء الجائحة.

وخلصت دراسة مسحية أجراها HARRIET NANNYONJO وآخرون، نُشرت بمنتدى البنك الدولي، وشملت أكثر من 1800 مدير مدرسة في 12 بلدًا إلى أنَّ أكثر من 70% من المديرين يرون أن سلامة الطلاب في مدارسهم هي مسؤوليتهم الأساسية. ونظرًا إلى أن مديري المدارس يحظون باحترام مجتمعاتهم المحلية، بالإضافة إلى علاقاتهم الشخصية مع الطلاب وأسرهم، فإنهم في وضع فريد يتيح لهم توجيه أسر الطلاب في العديد من النواحي.

بداية الأول من نوفمبر المقبل تبدأ الدارسة بالمدارس العمانية، وتتصدر سلامة الطلاب خاصة والمعلمين والعاملين بقطاع التربية والتعليم أولوية كبيرة مواجهة تفشي فيروس كورونا، وهنا نتساءل: هل الإجراءات الاحترازية والتدابير المتبعة حاليا لدينا كافية لحماية الجميع؟ فأغلب دول العالم فتحت المدارس وفق تدابير خاصة بها. وذكر TIGRAN SHMIS وآخرون أن المسح الذي أجراه البنك الدولي واليونسكو واليونسيف بشأن الاستجابات الوطنية للتعليم، أشارت نتائجها إلى أنَّ أكثر من 95% من المشاركين كانوا يخططون لإعادة فتح المدارس، وعلى هذا النحو يُكثفون أيضاً من السياسات والتدابير الاحترازية للجوانب الصحية لتجنب زيادة العدوى.

ولا بد أولاً من التَحقّق من استخدام معلومات عن كوفيد 19، أن تكون مستمدة من مصادر موثوقة سواء من قبل اليونيسف أو منظمة الصحة العالمية، وكذلك من وزارة الصحة.

فالتثقيف الصحي للأطفال من الضروريات التي يجب على الوالدين والجهات المعنية بالمدرسة والإعلام العام الرسمي والاجتماعي ترسيخها في عقول الأطفال. وغرس التعليمات التي يجب اتباعها وفق ما أوصت به جهات صحية عالمية موثوقة ومعتمدة؛ على سبيل المثال: اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، وكذلك من وزارة الصحة. وقد أورد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة CDC بعض التعليمات التي أساسها يتمثل في تعزيز سلوكيات الحماية الشخصية؛ منها: التباعد الجسدي بترك مسافة بين الفرد وآخر، فضلا عن استخدام الأقنعة ونظافة اليدين، وقدر الحاجة استخدام المعقمات، وإعادة استخدام مساحات المدرسة غير المستخدمة أو غير المستخدمة بشكل كافٍ لزيادة مساحة الفصل الدراسي وتسهيل التباعد الاجتماعي، بما في ذلك المساحات الخارجية، حيثما أمكن ذلك.

فالمدرسة لها الدور الفريد في حماية الطفل؛ لذا لا بد من الحرص على عدة أمور إضافة لما سبق أعلاه في وجود خطة صحية بالمدرسة بالتنسيق مع المراكز الصحية بالولاية للحالات الطارئة، فضلا عن وجود قاعة أو أكثر لتكون غرفة للصحة المدرسية مجهزة بما يلزم من الأدوات الطبية لتقديم الإسعافات الأولية مع تواجد الممرض بالمدرسة، وأيضا ضرورة تحديث أرقام التواصل مع أولياء أمور الطلاب للرجوع لها في أي وقت احتاجت المدرسة لها، إضافة إلى ذلك وجود إرشادات وأدلة تتعلق بالصحة والسلامة بالمدرسة، واستخدم اللوائح، والعلامات الارشادية على الأرض، أو الأشرطة اللاصقة، والحواجز المنظمة، وتنظيم المقاعد الدراسية وأماكن اجتماع الطلاب سواء بالفصول الدراسية أو في ساحات المدرسة العامة، وفي وسائل النقل أثناء القدوم للمدرسة أو مغادرتها، وتعقيمها بصورة دورية. مع أهمية أن تكون جميع خطوط الطوارئ متاحة ومعروفة للجميع.

ومن ضمن توصيات منظمة اليونسيف: نقل الدروس إلى مكان في الهواء الطلق وتهوية الغرف إلى أقصى حد ممكن. وأوصى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة CDC  بدمج بعض الدروس والوحدات بالمناهج الدراسية وتقييد الأنشطة المنهجية والأنشطة اللامنهجية والعمل على تحويلها إلى أنشطة إلكترونية ينفذها الطالب المنزل عن طريق حاسبة الشخصي .

... إنَّ إيجاد التوازن بين التعلم وسلامة الطالب أمرٌ صعبٌ، لكن هذه الإجراءات تهدف لحماية الجميع من طلبة ومعلمين والموظفين الآخرين بالمدرسة لندرك جميعا أن غلق أي مدرسة -لا قدر الله- يحرم الطلاب من تلقي التعلم المباشر، والذي يعتبر بحد ذات أمرا في غاية الأهمية للطالب؛ فالقاعدة المهمة هي عندما نتعاون جميعاً نسلم جميعاً.

تعليق عبر الفيس بوك