"CNN": إغلاقات أوروبا تدق ناقوس الخطر.. وشتاء صعب بانتظار أمريكا

ترجمة - رنا عبدالحكيم

وَصَف تقريرٌ لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية الأمريكية أنَّ عَودة الإغلاقات العامة في دول أوروبية بمثابة صَافرة إنذار للولايات المتحدة، في ظلِّ تصاعد أعداد المصابين بفيروس كورونا.

وقالتْ الشبكة -في تقريرها- إنَّ أعدادَ المصابين بفيروس كورونا عاودت الارتفاع في أوروبا، مما دعا السلطات في لندن وباريس إلى فرض قيود جديدة قاسية، بينما تدرس الحكومات بعناية خطواتها التالية. وأكد التقرير أن هذه أخبار سيئة للتعافي الاقتصادي في المنطقة، كما أنها تدق ناقوس الخطر في الولايات المتحدة وتحثها على الاستعداد لشتاء صعب.

وفرضت باريس حظر تجول طوال الليل. وفي لندن، يُمنع الأشخاص من منازل مختلفة من الاجتماع في الداخل. وهذه الإجراءات محاولة لوقف الارتفاع السريع في حالات "كوفيد 19" في جميع أنحاء القارة؛ حيث أصبحت سعة المستشفيات مرة أخرى مصدر قلق. وشهدت الأسهم في بورصات لندن وباريس وميلانو وفرانكفورت مبيعات حادة يوم الخميس الماضي قبل أن تنتعش يوم الجمعة بنهاية تداولات الأسبوع. والملاحظ أن الأسواق لا تنخفض مثلما حدث في مارس إبان الموجة الأولى، لكن التغير السريع في الطقس لا يزال يمثل جرس إنذار. وصاغ الاقتصاديون في بنك أوف أمريكا في أوروبا الأمر ببساطة في مذكرة للعملاء يوم الجمعة قائلين: "نعم، إنه أمر سيئ" في إشارة إلى الإغلاقات. وأضافوا: "القيود يمكن أن تصبح أكثر إرباكًا إذا استمرت في التراكم... المدخرات الاحترازية، الكبيرة بالفعل، يمكن أن تزيد بشكل أكبر مدفوعة بعدم اليقين المرتبط بالفيروس. ويمكن أن يؤدي التباعد الاجتماعي الطوعي بسهولة إلى تضخيم الأثر الاقتصادي لعودة ظهور الفيروس".

ويرى التقرير أنه من الصعب التأكد من حجم التأثير الاقتصادي للتدابير الجديدة، لا سيما بالنظر إلى الاستجابة غير المستقرة في بلدان مثل المملكة المتحدة، حيث تواجه مدن مثل ليفربول قواعد أكثر صرامة من لندن.

وقال سانجاي راجا الخبير الاقتصادي في دويتشه بنك: "سيكون تتبع حجم ونطاق القيود في غاية الأهمية للمضي قدمًا"؛ إذ إنه متمسك بتوقعاته بشأن نمو بنسبة 2% في المملكة المتحدة بين أكتوبر وديسمبر، لكنه قال إنه إذا تم فرض المزيد من القيود، فقد يتوقف الاقتصاد تمامًا.

وتتوقع أليانز الآن أن تنكمش الاقتصادات الأوروبية الرئيسية مرة أخرى في الربع الأخير من العام، مع انكماش الاقتصاد الإسباني بنسبة 1.3% مقارنة بالربع السابق وتراجع الاقتصاد الفرنسي بنسبة 1.1%.

وليس هناك سبب وجيه للاعتقاد بأنَّ التحدي الذي يواجه القادة في أوروبا -والمتمثل في التصرف بحزم ومحاولة تجنب تفاقم الأزمة الصحية، أو اتخاذ خطوات معتدلة يمكن أن تحمي المكاسب الاقتصادية الهشة- مجرد ظاهرة محلية.

وضرب التقرير مثالا بمدينة نيويورك التي تكافح مع عودة ظهور "كوفيد 19" في بعض الأحياء في بروكلين وكوينز؛ من خلال إغلاق الشركات والمدارس غير الأساسية في مناطق معينة، في محاولة لتجنب عمليات إغلاق أوسع في الوقت الحالي.

ووفقًا لبيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، ارتفع متوسط ​​عدد الحالات اليومية الجديدة لمدة أسبوع واحد إلى أكثر من 53000 حالة، بزيادة أكثر من 55% فيما يزيد قليلاً على شهر.

ويُظهر مؤشر العودة إلى الطبيعي من "سي.إن.إن بيزنس" و"موديز أنالتيكس" أن تعافي الولايات المتحدة قد استقرَّ فعليًّا منذ منتصف سبتمبر. ومع ذلك، توضح أوروبا مدى السرعة التي يمكن أن ينعكس فيها الوضع.

وحسب رؤية المستثمرين، تتمتع الأسهم الأوروبية بطلب متزايد من المستثمرين في الأشهر الأخيرة. وأشار مديرو الأموال إلى سيطرة أوروبا النسبية على الفيروس بعد الربيع، بينما أشادوا بالاتفاق بين زعماء الاتحاد الأوروبي لجمع 800 مليار يورو (938 مليار دولار) لجهود التعافي. لكن بدون الجزء الأول من هذه المعادلة، يمكن أن تعاني المنطقة بأكملها.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة