أنتِ العيد لكل يوم

جيهان رافع

إنّ أهم ما أدركته المرأة العُمانية أنّ هناك نافذة تُفتح للأفق وأنّ جدران الصمت ترتفع كلما انهارت أمام الكلمات التي تريد أن تعبّر بها وتكبتها، لذلك ابتكرت صوتًا لكل وقت يرسلها من جحيم السكوت إلى جنّة الإبداع والتأقلم والتحديث والإنجاز لقد احتلت مراتب عدّة من تلك النجاحات وأخذت موقعًا هامًا لنفسها ضمن كل هذه التحديات وكمثالٍ يُحتذى الجوائز الكثيرة التي كانت من نصيب نساء عُمانيات في العام المُنصرم مثل الأديبة جوخة الحارثية.

وفي يوم المرأة العُمانية الذي يُوافق 17 أكتوبر من كل عام أطلت علينا بحلّة الجمال والعطاء السيّدة الجليلة حرم جلالة السُّلطان المُعظَّم هيثم بن طارق -حفظها الله ورعاها- ينبت بين يديها نور المجد والرقي تحاكي ابتسامتها الناعمة التي ملأت الدنيا بالحب والعطاء كل امرأة على أرض هذا الوطن المعطاء فتعانق الشمس وهي تقدم ما تفضّل به جلالته -حفظه الله- من أوسمة وتقدير وتكريم لنساءٍ أثبتن وجودهنّ وناضلن للحصول على هكذا تكريم وقدمنَ ما بوسعهنّ  ليثبتن بذلك أنّ العُمانية الأولى وذات أولوية مُميزة.

ومما قالته السيّدة الجليلة -حفظها الله- في كلمتها المميزة: لا شكّ أنَّ تخصيص يوم 17 أكتوبر من كل عام ليكون يومًا للمرأة العُمانية، يبرز منجزاتها المتواترة ويُسلّط الضوء على إسهاماتها المشهودة وينشر الوعي بدورها البارز ومكانتها السامقة ويُعزز تطلعاتها نحو مستقبلٍ مشرق لهذا الوطن العزيز قد جاء بدعمٍ سخي من لدن المغفور له -بإذن الله تعالى- جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- للمرأة العُمانية فهو الذي اختطَّ نهج التمكين والتكريم والتقدير لدورها الريادي في أكثر من محفل وفي أكثر من مشهد وموقع تتويجًا لجهودها وتقديرًا لإنجازاتها وحافزًا لها نحو بذل مزيدًا من العطاء والإنتاجية ومواصلة العمل الوطني بعزيمة وقادة وإرادة طموحة.

واستكمالًا لهذا النهج السامي السديد فإنّ مولانا صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم –حفظه الله ورعاه- يحرص كل الحرص على ترسيخ مبدأ الشراكة والمسؤولية المجتمعية بين المرأة والرجل في المجتمع العماني وصولًا للتكاملية بينهما والتي تسعى إليها المجتمعات المتحضرة لتحقيق التطلعات المستقبلية لما فيه خير الوطن ورفعته وازدهاره، حيث تجسد ذلك من خلال تفضله -أبقاه الله- بإسناد جملة من المناصب الحكومية العليا إلى عدد من نساء عمان المجيدات تقديرًا من لدنه –أيّده الله- لإمكاناتهنّ وقدراتهنّ في أداء المهام الموكلة لهنّ في تحقيق رؤية عُمان المستقبلية بإخلاصٍ وتفانٍ.

 وكما في كل مرّة عندما يُذكر اسم عُمان يتصاعدُ نبض الفرح في قلبي فالحب لا يختار الأشخاص فقط إنما يختار المدن أيضًا يسير في أزقتها لينهل من عطر طيبها وحبها أكثر وأكثر يأخذ من فضاءاتها أنفاسٍ تجعله يستمر ويكبر ومن هنا وحين رأيت المرأة العُمانية تصعد بهمّة نحو المجد وإلى عناق الشمس بحرية طائر النورس تقف كلماتي احترامًا للرجل العُماني الذي فتح الباب لطموحاتها ولانطلاق أفكارها نحو التقدم على الرغم من وجود بعض الصعوبات التي كادت تودي بالمرأة ببعض المجتمعات الأخرى والتي شَهدت مؤخرًا بعض الانفراج متقدمة بذلك على النظريات التي حاربت المرأة وقيّدتها.

فكل عام والمرأة العمانية العيد لكل يوم.

تعليق عبر الفيس بوك