المعركة والأخلاق

وداد الإسطنبولي

بَيْن المعركة والأخلاق فواصل كثيرة؛ فعندما تتفاقم المشكلة تصبح معركة نفسية، يتوجب علينا محاربتها، والأخلاق أن نتعامل معها بحكمة ويقين.

وعِندما يتفاقم الوباء ويصبح جائحة، فنحن في معركة، ومن الأخلاق أن نتَّخذ كل وسيلة لتنتهي هذه المعركة.

عِندما تعمل الجهات المعنية كل ما بوسعها فهذه معركة جهاد، من أجل بناء الوطن والأرض، والأخلاق أن نحمل معها سلاحا، جنبا بجنب، ونحافظ على الوطن يدا بيد.

ومن أجل كلِّ هذه الصراعات التي نُجاهد أن تنتهي وجدت العناية من كل الأطراف.

فنحن في معركة ذاتية؛ نعم معركة ذاتية بين ما كان سابقا وبين الوضع الراهن؛  فلربما المجتمع لم يتوقع هذه الإطالة في وجود الفيروس إلى اليوم، لم يستوعب بعد الأحداث التي يمرُّ بها؛ فعدد الأرقام يرصد أرواحا زهقت بسبب عدم الاستيعاب.

الذي أدَّى للاستهتار، واختلط المستقيم والأعرج، والصالح والطالح، وبين المجتهد والمتقاعس، وتوالدت "الأنا" بين الأحشاء، وتفاقمت ونحن في غنى أن ننتهي عند هذا الأمر.

فنحن قادمون على تهيئة أنفسنا وأجيالنا القادمة للدراسة، وها نحن نقترب من العد التنازلي لذلك، وهذا تحدٍّ آخر مقبلين عليه؛ فمنذ أن هجم الفيروس علينا وتوقفت المدارس، ونحن في حالة نقاهة تجاه هذا الجيل والأطفال منهم بخاصة. والتهينا بحركة حياتنا التي انشلَّت من العمل والبيت والطرقات، وأولئك القائمين على تفادي هذه المعركة يعملون جاهدين على راحة بالنا، وإيجاد الحلول للجائحة.

فمتى القادم الأجمل سيقترب؟ نريد أن نغني دون التلفت والترقب بخوف ورعب، كفانا حدادا على من نحب، ملامحنا بدأت ترتسم بملامح الحزن. ومساجدنا المشتاقة لمنبرها ترفع على مسامعنا الله أكبر.. ألم تشتاق أنفسكم للقاء الله؟

لا يُوجد سوى قلم لا يكل ولا يمل، يكتب ويسجل لتصل كلماته إلى أقصى حد من الفهم والإدراك والتصور لما يحدث ولما يصير، ومن أجل هذا وجدت المعارك بذهاب الأخلاق.

تعليق عبر الفيس بوك