النفسية يبغى لها صحة.. برغم أنف كورونا

الرؤية - نجلاء عبدالعال

"النفسية يبغى لها..." جملة عادة تنتهي بكلمة طلعة أو قهوة أو كشخة، بهذه البساطة العمانية يعرف الناس أن النفسية لها احتياجاتها ولها ما يعدلها من مزاج إلى مزاج، وسواء كنت تعرف أن اليوم يصادف اليوم العالمي للصحة النفسية أم لا، فمجرد كونك اعتدت تلك الجمل فلن يكون من الصعب أن تلقي نظرة خاطفة على بعض ما وصل إليه العلم بعد دراسات وتجارب لـ "تعديل" النفسية، فهي في غالبيتها لن تخرج عمّا تمارسه بالفعل في حياتك اليومية.

اليوم العالمي للصحة النفسية ليس له مناسبة معينة فلم يكن على سبيل المثال في ذكرى تعكر مزاج أحدهم أو بمناسبة أن البعض شعر بسعادة بعد طول اكتئاب، لكن كما للحب يوم وللقهوة يوم وللورد يوم فلا بأس أن يكون للصحة النفسية يوم، لعلنا نتذكر فيه أن الابتسامة قد ابتعدت قليلا، أو لعلنا نكون سببا في تخفيف معاناة أحدهم ولو كان باتصال أو كلمة تضحكه.

ولأن "النفسية" في هذا اليوم مربوطة بكلمة "الصحة" فمن المفيد أن نسمع من المعنيين بالصحة بعض النصائح، والوزارة تنصحك بأن: "لا تسترسل في الأفكار السلبية لأنها تضعف الجانب المعنوي لديك، وليس عيباً أن تشعر بالحزن أو الخوف فهذه مشاعر بشرية طبيعية، لذا اهتم بممارسة الرياضة والقراءة والبقاء متصلاً بأحبابك عن طريق الهاتف يسهم في تحقيق التباعد الاجتماعي".

هي كلمات مباشرة وطرق ممتازة لتجنب الوقوع في فخ المرض النفسي الذي ينسج كخيوط العنكبوت من الهموم الصغيرة لتجد نفسك فجأة أما حزن يصطادك، وهذه النصائح "الوزارية" على بساطتها -بل وكثير مثلها- من الوسائل قادرة على إنقاذك من الغرق في قيعان لا تنتهي من لمن لا يعرف كيف يتفادى الوقوع في فخ الحزن والاكتئاب.

وزد الكثير مما تحمله الثقافة العربية من موروثات قبل أن ينشأ للصحة النفسية علم أو يصير لها يوم عالمي، فهناك "جبر الخاطر" الذي ربما ليس لها ترجمة أو شرح لكن كل منا يعرفه ويعلم أنه حق للآخرين عليه كما هو حق له على الآخرين، هناك تلك العادات الاجتماعية والمشاطرة في الفرح والحزن، كلها أمور لا ينبغي أن تقف عند يوم واحد في العام فهي كل يوم، لأن في كل يوم قد تكون أنت طبيب حزن غيرك أو يكون أحد من حولك طبيب لألم روحك.

وحتى في ظل كورونا والتباعد الجسدي لا ينبغي أن يكون هناك تباعد اجتماعي أو نفسي، فالروح بالروح تحيا، روح الصديق والأخ والأخت والجار والزميل والقريب، كلها باتصال أو رسالة وبإظهار الاهتمام ببعضها تتكامل، وتتجنب كثيرا مما يصيب مجتمعات أخرى تصل فيه مستويات عذاب النفس الوحيدة إلى قرار بإنهاء الحياة.

الإيمان جزء لا يتجزأ من الصحة النفسية أو كما نطلق عليها "الراحة النفسية" وكذلك الاهتمام بما يستحق الاهتمام وليس التركيز على المال كهم أول وأخير.

يوم الصحة النفسية العالمي كان لافتا أن يصعد هاشتاج حوله إلى المركز الأول ليس فقط في عمان لكن في منطقة الخليج بصفة عامة، خاصة وأنه يأتي وسط أجواء كورونا التي تريد أن تجثم على الأنفس إن لم يكن بفيروسها ففي تأثيرات اقتصادية واجتماعية، لكن الأمل يهزم اليأس دائما وضوء شمعة صغيرة وضحكة طفل أو شايب تسدي له معروفا يمكنها أن تهزم أي ظلام أو تأثيرات..

تعليق عبر الفيس بوك