وداعًا أمير الإنسانية

عمار سعيد فاضل

العالم اليوم مكلوم بفقد صباحه المشرق بالعزيمة والحزم والمقبل على السلام والمتسلح بالإسلام رحل الشيخ صباح الأحمد، جابر العثرات ومنير العتمات، كبير حكماء الخليج، رفيق درب الأب الغالي الذي ما زال جرح فقده الغائر بنزف، رحل صناع السلام لدار السلام في ضيافة رب السلام، وقد وضع منهاجاً فارقاً في الدبلوماسية الرصينة، وسيبقى إرثه وفكره السياسي منارة لوطنخ وشعبه ومحبيه، كما كان السلطان قابوس طيب الله ثراه.

كان للأمير الراحل دور ريادي في نهضة وطنه الكويت ومجلس التعاون الخليجي؛ حيث كان  الراحل الكبير أول وزير إعلام في الكويت، وأطلق مجلة العربي التي أهدها  للعرب، وهو أيضا ثاني وزير خارجية بالكويت، تلك الوزارة التي قادها بكل اقتدار طيلة أربعة عقود، شهدت الكثير من العواصف السياسية، تصدى لها سموه بحنكة وحكمة منقطعة النظير، وإبان ترؤس سموه لمجلس الوزراء؛ شهدت بلده تطوراً تنمويا متسارعاً وشهدت فترة توليه رئاسة الحكومة  تعيين أستاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتورة معصومة المبارك وزيرة، لتكون أول وزيرة في تاريخ البلاد.

وفي التاسع والعشرين من يناير 2006 تولى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مسند الإمارة بعد وفاة الأمير جابر الأحمد الصباح وتنازل الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح عن الحكم؛ حيث زكت الأسرة الكويتية الحاكمة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ليكون الأمير الخامس عشر لدولة  الكويت.

وشهدت الكويت أثناء حكم الأمير صباح الأحمد- رحمه  الله- عدة مشاريع تنموية في عدة مجالات، تهدف لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي وتسريع عجلة الاقتصاد، وتعزيز دور القطاع الخاص في دعم التنمية الاقتصادية.

وشهد عهده كذلك اختيار الكويت مركزا للعمل الإنساني، ولقب سموه- رحمه الله- بقائد العمل الإنساني من قبل الأمم المتحدة، نظير إسهامات سموه المؤثرة والإيجابية في الرقي بالتنمية الاجتماعية على كافة الصعد محليا وإقليما ودوليا.

رحم الله أمير الإنسانية الحاكم الحكيم، والسياسي الرزين، وكل الصبر والسلوان للشعوب الخليجية، ولا حول ولا قوة إلا بالله... إنا لله وإنا إليه راجعون.

تعليق عبر الفيس بوك