حمود بن علي الطوقي
تتمتع كلُّ المحافظات العُمانية بتنوع فريد في طبيعتها وتضاريسها؛ مما يجعل كل محافظة تنفرد عن غيرها بقيمة جمالية وإبداعية هي هبة من الله سبحانه وتعالى، ولعلَّ ما يُميز المحافطات العُمانية هو ذاك الارتباط الوثيق والانتماء بين المواطنين وهذه البقعة من الأرض العُمانية.
وازدادتْ مكانة المحافظات بتعزيز صلاحيات مُحافظيها من خلال المراسيم السلطانية الأخيرة؛ مما جعل لهذه المحافظات مكانة لا تقل شأنا عن مكانة محافطة مسقط حيث العاصمة الإدارية للبلاد. الحديث عن المحافطات يأخذ منحنى مهمًّا إذا اعتبرنا أنَّ كل محافظة وما تنضوي تحتها من ولايات وقرى هي بمثابة كنوز مدفونة؛ نظرا لما تحمل هذه القرى والولايات من إرث حضاري وتراثي يعكس المكانة التاريخية لبلادنا. لهذا؛ فإنَّ المحافظات سوف تأخذ شكلا جديدا في تحقيق التنمية المستدامة، لتبرز المحافظات العمانية كقيمة جمالية في دعم التوجهات الحكومية، ولتكون من أهم مناطق الجذب السياحي للمواطن والمقيم وحتى السائح.
هذا التوجه الجديد نحو تنمية المحافظات يكمُن في ترجمة أولويات رؤية عمان 2040، وهذه رؤية طموحة ومهمة لتحقيق الإستراتيجية السياحية والاقتصادية التي من شأنها أن تقود هذه المحافظات إلى تحقيق النمو المنشود وفق الرؤية، بأنْ تتحوّل المحافطات للتنافس فيما بينها لكسب الرهان بأنها قادرة على أنْ تكون بيئة خصبة للتنمية بإقامة المشاريع المختلفة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطن.
ولكن كيف يُمكن أن تحقق المناطق والولايات والقرى النجاح المنشود في ظل تدني مستوى الخدمات الأساسية.. هنا يجب أن نؤكد أنه لابد أن تتدخل الحكومة الرشيدة بتخصيص ما نسبته 10% على أقل تقدير من موازنة المحافظات لإقامة وإنشاء المرافق العامة، لرفع مستوى الخدمات في المواقع السياحية وأماكن التخييم؛ فقد شاهدنا المقاطع المتداولة والمنتشرة عن تفرُّد بلادنا بأماكن سياحية ليس لها مثيل. لهذا يجب أن تتحول هذه الأماكن إلى مناطق جذب سياحية، ويجب على أبناء هذه المحافظات العمل على إنشاء شركات صغيرة ومتوسطة وبدعم من الحكومة، تعمل على دعم جهود الحكومة في تحقيق التنمية المستدامة.
مُحافظاتنا المختلفة حباها الله بالخير؛ فعلينا كمواطنين أن نحافظ عليها ونُسهم في تنميتها، ونقدِّم أفكارا تجعل من مناطقنا المختلفة مزارا سياحيا، نريد أن نرى الحارات العمانية القديمة وقد أصبحت مزارا يقصده المواطن والمقيم، ونريد أن تُفتح القلاع والحصون أمام الزوار ليتعرف عليها أبناؤنا وكل من يزور بلدنا الجميل.. نريد أن ننشئ جيلا يعي أهمية غرس ثقافة المواطنة.
نريد أن نرى الشركات في هذه المحافظات تركز في نشاطها على إقامة المشاريع والمنتجعات السياحية وتقوم بإدارة هذه المواقع السياحية والتراثية بمهنية عالية، وتقديم الجودة في الخدمة السياحية، نريد أن نرى العيون المائية الكبريتية المنتشرة في ولاياتنا وقرانا وقد أصبحت مصدرا للجذب السياحي؛ حيث يقصدها القاصي والداني، نريد أن نرى المحافظات وقد شمَّرت عن أيديها للتنافس فيما بينها لتقديم خدمات مُنتقاة تنعش الحركة السياحية. نريد أن نرى سياحة تندرج تحت فكر صناعة السياحة لكي نحقق لهذا القطاع موردا مهمًّا يُسهم في رفد الاقتصاد الوطني.