تطلعات رياضي معتزل

 

 

إسماعيل العجمي **

** لاعب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم سابقًا

 

لن تستطيع أن تُغير شيئاً على أرض الواقع وأنت تنظر له بشكل مُختلف في عقلك فكراً واعتقاداً، وكوني رياضي وعندما اتحدَّث عن رياضتنا التي من المتعذر أن تتقدم ونحن ننظر لها على أنها تسلية وقتل للفراغ وهواية تمارس لقضاء الوقت وإلهاء الناس، في حين شعوباً ودولاً تقدمت في هذا المجال فقط لأنهم ينظرون للرياضة على أنَّها مرآة للمجتمع والشعوب ووسيلة للتعريف بالبلد وعنصر في التنمية الاقتصادية وأيضاً للتعريف السياحي.

أعود للحديث عن رياضتنا وهمومها وأنديتنا التي لا زالت وإن كان مُسماها (النادي الرياضي الثقافي الاجتماعي)، وواقعاً لا نراه إلا نادياً لكرة القدم ويعاني مالياً وإدارياً رغم القناعة يقيناً بأنَّ تطور رياضتنا ينطلق مِن أنديتنا لما لها مِن دور كبير متى ما تم تهيئتها إدارياً ومالياً وتنظيمياً وبنى تحتية وأنشطة شاملة (رياضيا وثقافيا واجتماعياً) فالأندية لها دور كبير في: تعزيز الانتماء لدى أفراد المجتمع ورفع قيم المواطنة وسبيل لارتقاء وتطور مستوى أبناء المجتمع في كافة المجالات، كما إن لها دور كبير في إعداد الفرق في كافة المراحل للاستفادة منها في المشاركات الوطنية. علاوة على أنَّ الأندية تعرف أصحاب القرار بالمشكلات والصعوبات لكي يتم حلها وتجاوزها.

نعود الآن إلى واقع بعض أنديتنا وما تعانيه مِن صعوبات في الجوانب التخطيطية والتنظيمية والفنية والمالية وتتلخص في الجانب التخطيطي من حيث ضعف مشاركة الأعضاء في التخطيط لدورة عمل النادي، وضعف متابعة خطط الأندية عند التنفيذ، كما لا توجد خطة واضحة لمتابعة الأهداف، ولا توجد متابعة جدية للبرامج والأنشطة.

أما فيما يتعلَّق بالجانب التنظيمي، فهي من حيث ضعف كفاءة الإدارات المنتخبة في الأندية في المجال الإداري الرياضي، وضعف الاهتمام مِن قبل إدارات الأندية بالمجتمع والتفاعل معه، وقلة دراية الأجهزة الإدارية والإشرافية باللوائح والقوانين المُرتبطة بالعمل في النادي، وتدخل الإداريين في صميم عمل الأجهزة الفنية، ووجود التحزبات والفئويات بين أعضاء مجلس الإدارة، وفي بعض الأحيان لا تعرف من المسؤول في النادي.

وبالحديث عن الصعوبات الفنية، نذكر قلة المعسكرات التدريبية، وعدم تفرغ بعض المدربين، وقلة دورات صقل وتطوير مستوى المدربين بشكل مُستمر، وضعف اهتمام المدربين بالتخطيط الجيِّد لتنفيذ البرامج، وضعف القاعدة من الشباب والناشئين وقلة الاهتمام بهذه الفئة.

وهناك الصعوبات المالية وتضم: قلة الدعم مِن القطاع الخاص، وضعف الدعم المقدم للأندية في المشاركات الخارجية، وضعف التسويق، وضعف البنى التحتية في أغلب الأندية، وضعف الموازنة المخصصة مِن الوزارة لهذه الأندية.

بعد كل ما سبق يتضح يقيناً أن الأندية هي قطب الرحى في الرياضة العمانية ومتى ما أردنا لها أن تكون صناعة ومنهجا تنافسيا متقدما فعلينا أن نضمن تواجد الكفاءات البشرية المُؤهلة لإدارة دورة وديمومة عملها وهي أيضاً تمثل الجمعيات العمومية لمختلف الاتحادات ومنها ستخرج الكفاءات التي ستُدير دفة الرياضة العُمانية وتدفعها للأمام.

تعليق عبر الفيس بوك