مؤسسة النادي

 

سعيد بن علي البادي

Saidalbadi82@gmail.com

 

في كثيرٍ من دول العالم يعتبر النادي مُؤسسة فعَّالة رياضيا وثقافيا وحتى اقتصاديا وذلك من خلال الأنشطة والفعاليات التي تقام في مرافقه المتعددة. أما في السلطنة، فإنَّ دور وتأثير الأندية محدود جدا وغير فعَّال في كثير من أوقات السنة وذلك بسبب جوانب إدارية أو مالية أو تنظيمية.

من الأسباب الإدارية التي تؤدي إلى ضعف النادي في الولاية هي أنَّ القائمين على هذه المؤسسة غير مدركين لأهمية هذا الصرح الذي من المفترض أن يكون من أهم المؤسسات في الولاية. وقد يعزى ذلك إلى وصول بعض الأفراد الإداريين إلى أسوار النادي فقط لتحقيق مآرب شخصية لا تمت للنادي بصلة وهذا يتضح جلياً من خلال نتائج مشاركات النادي المتواضعة في المسابقات والبرامج المحلية والإقليمية. كما أنه قد تصل إلى إدارة النادي شخصيات لا تمتلك معرفه بالشأن الرياضي ولا الثقافي ليبقى النادي بدون فعاليات أو شبه مُعطل طيلة فترة هذه الإدارة.

كذلك قد يكون ضعف التمويل المالي أحد العوائق أمام إقامة الفعاليات وتمويل أنشطة النادي. فكم من إدارة نشيطة لديها خُطط وبرامج طموحة تصطدم بضعف التمويل ليكون البحث عن مصدر لتمويل أنشطة النادي أول التحديات التي تواجه الإدارة. وكما هو متبع محلياً فإنَّ الحلول تكون بدائية جدًا، إما بالبحث عن رعاية من إحدى شركات القطاع الخاص لفرق النادي وهذا لا يغطي الإنفاق الكبير على المشاركات أو يعتمد في كثير من الأحيان على أحد رجال الأعمال في الولاية إن وجد وهذا ما يُفسر تدني المشاركات في الفعاليات المختلفة عند مُغادرة رجل الأعمال للنادي.

وهنا أرى أنَّ الإشكالية تكمن في احتراف هذه الصناعة، فكما يعلم الجميع فإنَّ الرياضة أصبحت صناعة واستثماراً ولا مجال للهواة سواء كانوا إداريين أو رياضيين أو غيرهم من المجالات التي تعنى بالشأن الرياضي. فمن المهم إعادة تنظيم وتشكيل الهيكل الإداري للنادي، فكما أنه توجد أقسام إدارية ورياضية فإنِّه من المهم أن يكون هناك قسم يُدير استثمارات وأصول النادي ليكون جاذباً لشركات القطاع الخاص للاستثمار في مرافق النادي وتنميتها بدلاً من انتظار مخصصات الوزارة التي لا تُلبي في غالب الأحيان الطموحات وكذلك ليكون النادي رافداً من روافد الاقتصاد في السلطنة ويُساهم بشكل مباشر أو غير مباشر في النشاط الاقتصادي في الولاية التي يتبعها النادي.

بالإضافة إلى ما سبق فإنَّ إدارة النادي باحترافية وأسس حديثة ليكون مؤسسة لها أهميتها ووزنها في الولاية، يتطلب وجود الكثير من التخصصات لإدارة المرافق المختلفة مثل التخصصات الرياضية والإدارية والفنية والطبية والثقافية وغيرها ليكون النادي مؤسسة متكاملة الإركان وهذا يقودنا إلى توفير وخلق فرص عمل دائمة لأبناء الولاية ليكون النادي أحد المساهمين الفاعلين في حل مشكلة الباحثين عن عمل.

وكما هي طبيعة النشاط الرياضي فإنه يعتمد على المشاركات في البطولات المختلفة سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية. ففي حالة أن وجدت لدينا أندية قوية وجاهزة لتمثيل السلطنة في بطولات خارجية فإنَّ هذا يعد تسويقاً وترويجاً لاسم السلطنة في الخارج وكذلك في حالة استضافة أو إقامة أحد الأندية المحلية تجمعا رياضيا أو ثقافيا دوليا فإنَّ هذا يساهم بشكل أو بآخر في تنمية السياحة الرياضية التي تعتبر أحد المجالات التي ترفد الاقتصاد بعوائد مُجزية ولتكون السلطنة قبلة لمختلف الرياضيين.

تعليق عبر الفيس بوك