الخليج وعاصفة التطبيع

 

 

حسن تبوك

أولاً: يجب أن نفهم أن هناك ضغطاً كبيراً يُمارس على دول الخليج العربي من قبل أمريكا لتمرير صفقة القرن، والذي ممكن أن أسميه "وعد كوشنير"، فبعد مرور مائة عام على "وعد بلفور" المشؤوم يأتي هذا الوعد ليُعيد تقسيم المنطقة ويرسم سياساتها من جديد، وهذا ما يقوم به فتى ترامب المدلل، الذي أصبح رجلَ أمريكا في المنطقة في الظاهر، ولكن في الواقع رجل إسرائيل القوي داخل الولايات المتحدة، ولا ننسى أنه يهودي قبل كل شيء، وربما هذا السبب الرئيسي لمكانته يُضاف إلى ذلك أنه صهر ترامب وزوج ابنته الحسناء، وهذا سبب ثانٍ وثالث وعاشر.

ثانياً: وبما أنَّ السلطنة جزء من منظومة الخليج العربي وعضو أساسي فيها، فقد تكون تعرضت للكثير من النقاشات والمشاورات، لكنها ظلت على مواقفها الثابتة، ودليل ذلك عدم زيارة كوشنير لمسقط، رغم أنه كان قد أعلن عن زيارته للسلطنة على جدول زيارته للمنطقة. وبما أنَّ عُمان تملك سياسة متوازنة في قضايا المنطقة ومصداقية كبيرة على الساحة الدولية وقضاياها العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فقد كان ترحيب السلطنة بإقامة الإمارات والبحرين لعلاقات مع إسرائيل مُجاملة سياسية نظراً لحساسية الموقف مع الدول المطبِّعة، ومع ذلك نجد التأكيد على موقف السلطنة الثابت على مبدأ الأرض مقابل السلام وحل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وعودة اللاجئين كشرط أساسي لإقامة علاقات مع إسرائيل.

أخيراً.. وبالنسبة لنا كشعب عماني لدينا ثقة كبيرة في قيادتنا وحكومتنا، ونعرف ونقدِّر حجم تلك الضغوطات، وبعد الهبة الشعبية في مواقع التواصل الاجتماعي، ورفض شريحة كبيرة من المجتمع لمسألة التطبيع مع العدو الصهيوني، وتوافقها مع كلام سماحة المفتي العام للسلطنة، ونظراً لمكانة السلطنة كدولة حضارية وعريقة، وربما أقدم كيان سياسي في المنطقة، أصبحنا متأكدين -بإذن الله- أن السلطنة ستبقى على مواقفها ثابتة كما عهدناها.

تعليق عبر الفيس بوك