الصحة العامة خط أحمر

 

 

راشد بن محمد الشحي

كتب الجميع عن جائحة كورونا وتبعاتها الصحية على المواطنين والمقيمين في السلطنة، والجهد الجهيد المشكور من قبل الحكومة واللجنة العليا حول التوعية الصحية، لكن ينبغي أن نشير هنا إلى أن وضع المؤسسات الصحية بمحافظة مسندم معروف للجميع من حيث محدودية الإمكانيات، لكن والحمدلله تتضافر الجهود بشكل شبه أسبوعي مع سلاح الجو السلطاني العماني لتنفيذ عمليات الإخلاء الطبي لمرضى في حالات صحية حرجة لتلقي العلاج في المؤسسات الصحية المتخصصة.

ومحافظة مسندم مرتبطة بنقاط حدودية تحكمها قوانين منظمة للدخول والخروج ومرتبطة بقرارات سيادية، إلا أنه وبشهادة حق خلال نصف عام مضى من الإغلاق، لاحظنا مراعاة للحالات المرضية والإنسانية، فضلا عن سلاسة الإجراءات نظرا للتنسيق القائم. لكن في الآونة الأخيرة تؤكد الإجراءات أنه يُشترط وجود شهادة فحص كوفيد 19 بنتيجة سلبية لمن يطلب الإذن بالخروج، ومع كونه مطلبا محقًّا إلا أنَّ القناعات تذهب باتجاه أهمية التوافق على تجاوز هذا المطلب، بين دول مجلس التعاون الخليجي، مع شرط الالتزام بالاشتراطات المنظمة للحجر الصحي عند تنقل أبناء المجلس بين دوله المختلفة؛ إذ إنَّ الدخول أحيانا قد يكون اضطراريًّا، لكن نتيجة لانتظار نتيجة هذا الفحص تتأخر الحالة أكثر من يوم واحد.

ومع كل هذه المعاناة خلال الأشهر التي مضت، إلا أنه تلوح في الأفق بوادر لانفراج الأزمة، وقد تكون قرارات فتح الحدود بانتظار توصيات وزراء الصحة الخليجيين؛ من خلال الوقوف على الأوضاع الصحية بجميع دول المجلس.

لكن وفي المقابل، من المؤسف أن نُشاهد مقاطع فيديو صباح يوم الأربعاء الموافق 9/9/ 2020 تظهر السماح للقوارب الإيرانية المكشوفة بدخول ميناء خصب محملة بالأغنام في ظل هذه الظروف الصحية التي لا نُحسد عليها.. ومن هنا إذا كان أصحاب المصالح الشخصية يرونها قوارب لتعزيز التجارة والثروات، فإننا نراها قوارب ناقلة للجائحة إلى جغرافيا مغلقة ومحدودة، إذا ما تفشى الوباء بها -لا سمح الله- بما لا تستطيع ويفوق قدرات المؤسسات الصحية سابقة الذكر.

وعليه.. ومن هذا المنبر نُناشد إعادة منع القوارب الإيرانية المكشوفة من الوصول لمحافظة مسندم وإرجائها لوقت يكون فيه الوضع الصحي أفضل مما نحن عليه الآن، ولكي لا يكون هذا القرار مدعاة وسببا للغلق العام لاحقا؛ إذ يبقى تغليب المصالح العامة على كل ما هو خاص القرار الأنسب، وقد تعودنا من صناع القرار النظرة الشمولية الحكيمة، لذا نتمنى إعادة النظر... والله ولي التوفيق.

تعليق عبر الفيس بوك