نظريات التعلم وأساليب التدريس الحديثة (2)

مريم الشيزاوية

كيف رسمت النظرية المعرفية ملامح أساليب التدريس الحديثة؟

قام بياجيه في أبحاثه المبكرة بتحليل مستمر لعمليات التفكير، وحدد أربع مراحل للتطور المعرفي في دراساته الأولى لتفكير الطفل، وهذه المراحل تبدأ بــ"المرحلة الحس حركية" Sensory Motor، مرحلة ما قبل العمليات Per-Operational Stage، مرحلة العمليات المادية Con-Crete Operationl، ومرحلة العمليات المجردة Formal Operational Stage، وكل مرحلة من هذه المراحل تعدّ امتدادًا للمرحلة الأخرى؛ حيثُ يُعاد في كل مرحلة بناء الأبنية المعرفية المتضمنة في المرحلة السابقة، وتصبح في مستوى جديد ومن ثم ترتقي إلى درجة أعلى، (قطامي، 2005).

وعند تحليل مبادئ التدريس لدى بياجيه، فإنه يربطها بالتطور المعرفي الذي يعده نتاجًا لتفاعل العوامل البيئية والوراثية، كما أنه يرى لابدّ من ربط الممارسات التدريسية بالأبحاث الخاصة بالأبنية المعرفية، ويُركز على استعمال أساليب نشطة في الموقف التدريسي بحيث تساعد التلميذ على اكتشاف الحقائق وإعادة ترتيبها كإستراتيجية (حل المشكلات - التفكير الناقد)، ويلعب المعلم دورًا مهمًّا كما يراه بياجيه؛ حيثُ لابدّ أن يكون على معرفة بالبناء المعرفي للتلاميذ، ويتضح ذلك من خلال تصحيحه لأخطائهم في الغرفة الصفية بأسئلة تعتمد على إعادة واستثارة تفكيرهم.

وهذا يفسر أساس النظرية المعرفية الذي يقوم على استقبال المعرفة، كما أنها تُعنى بالعمليات العقلية كـــ(الإحساس، الإدراك، التخيل، التفكير، الاستدعاء، التذكر) التي تمثل مراحل الأداء العقلي.

تطبيقات النظرية المعرفية في العصر الرقمي:

1- التمثيل البصري للمعلومات: تحتفظ الذاكرة بالتمثيل البصري للمعلومات بنسبة أكبر من المعلومات السمعية (حيث إن الفرد يستطيع تذكر صور الأشياء المألوفة والكلمات المرئية أفضل من الكلمات المجردة).

2- خرائط المفاهيم الإلكترونية: تطبيق يتيح للمتعلم عرض المعلومات وربط الأفكار والحقائق بشكل مرئي، وهذا بدوره يزيد التعلم والفهم والقدرة على استدعاء المعلومات.

3- تعدُّ النظرية المعرفية دليلًا استرشاديًّا عند تصميم الواجهات الرسومية والمواقع التعليمية من خلال مراعاة عدة عناصر تلعب دورًا مهمًّا في تقديم المعرفة وتحقيق الهدف المنشود، تتمثل في الآتي:

- الشكل والأرضية: ينبغي أن يكون هناك تباين بين الشكل والأرضية من حيث درجة التصميم ودرجة اللون، مما يجعل الشكل أكثر تميزا عن الأرضية، فعلى سبيل المثال إذا كانت الأرضية بيضاء، يكون لون الخد في الشكل أسود حتى يسهل إدراكه.

- البساطة: وذلك باستعمال صور بصرية واضحة ومفهومة لدى المتعلم أو الجمهور المستفيد حتى يسهل عليه فهم المحتوى.

- التناسق: انسجام وتوازن العناصر في المشهد الواحد أو إطار الصورة الواحدة؛ مما يؤدي لسهولة الترابط وإدرامك العلاقات بين العناصر.

-  التجميع أو التقارب: من خلال تجميع العناصر ذات العلاقات المكانية أو الزمانية في إطار واحد، مما يسهل ترابط وتسلسل المعلومات.

-----------------------

المراجع:

* قطامي، يوسف محمود. (2005). نظريات التعلم والتعليم: عمَّان، دار الفكر ناشرون وموزعون.

 

* باحثة دكتوراة في تكنولوجيا التعليم

تعليق عبر الفيس بوك