المحمية غير المحمية!

 

منير الريامي

 

استبشرنا خيراً عندما صدر المرسوم السُّلطاني رقم (80/ 2011) بإنشاء محمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية، إذ إنَّ سلسلة جبال الحجر عموماً والجبل الأخضر خصوصاً تتمتع ببيئة متفردة ليس في المنطقة فحسب بل وفي العالم أجمع، وهي وتضم أنواعاً من الحياة الفطرية قد تكون الوحيدة في العالم، ويُعطيها هذا قيمة طبيعية سيكون من المُؤسف حقاً التفريط فيها.

ونظراً للأنشطة البشرية المُتزايدة وكثافة الحركة السياحية في المنطقة فإنَّ هذه البيئة الفريدة بدأت تفقد أهم عناصرها وتراجع التنوع الأحيائي فيها بشكل ملحوظ، فمن الصيد الجائر وجرف التربة وشق الطرقات وحتى وصل الأمر إلى قطع الأشجار المُعمرة وحرقها باتت هذه البيئة مُهددة بأن تتحول إلى جبال قاحلة فقيرة بالتنوع الحيوي، كما أنه وبسبب غياب المختصين في مجال التأريخ الطبيعي والبيئة فإنَّ هذه البيئة تتعرض لاختلال في التوازن البيئي بسب دخول أنواع من الكائنات الحيَّة على حساب الأنواع الأصلية ما أدى إلى تناقصها أو انقراضها من المنطقة.

ومن حرص السُّلطان الراحل قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- على حماية وصون البيئة، فقد أصدر مرسوماً سلطانياً بإنشاء محمية الجبل الأخضر للمناظر الطبيعية وذلك في عام 2011، ولكن مما يُؤسف له وحتى هذه اللحظة من عام 2020 أي بعد مرور 9 سنوات من صدور المرسوم، لم نجد على أرض الواقع أي إجراء يُحقق الحفظ والحماية لهذه المنطقة، فلا يوجد تنظيم للدخول إلى المحمية، ولا يوجد مراقبون بيئيون مقيمون في المنطقة، ولم نطلع على أي دراسة من قبل مختصين أو باحثين تعنى بتأريخ المنطقة الطبيعي وكيفية الحفاظ عليه، وما زالت الأشجار تُحرق وتقطع بشكل يومي ويزداد ذلك سوءً في موسم السياحة، وما زال هناك تعدٍ على الحياة الفطرية وما زالت التربة تجرف من المناطق المحمية.

والسؤال لم هذا التأخير؟ وماذا ننتظر؟ ونحن ندرك أهمية المحافظة على البيئة، ولا ينبغي التعويل على الوعي والضمير وحدهما، فهناك من هم بلا وعي ولا ضمير لا يكفون عن العبث والتخريب مالم يدركوا أنَّ يد القانون أسرع إليهم من أيديهم إلى التخريب.

هذا نداء من كل غيور على الطبيعة وعلى بلاده، إلى كل من تحمل مسؤولية في هذا البلد العزيز يستطيع من خلاها إنقاذ ما تبقى وإصلاح ما فسد، ويجب البدء في العمل اليوم في أسرع وقت ممكن.

تعليق عبر الفيس بوك